- سوبين -
الكثير من الأسئلة قفزت بي وفاضت في عقـلي عما أصابه ومالذي حوّله إلى هذا الأنسان الذي هو الآن...أكثر رّقة من أي وقتٍ مضى، حنانًا طغى قلبـه، نعم— هو بلا شك كالهندباء البيضـاء تستعد حتى تضحي بميلاد ربيعها لأجل أمنية واحِدة فقط، أمنية ليست أكيدة التحقـق.
إن صمته أدمى حُبي له طوال الأيام الماضية ووجدتُ نفسي في وجه العاصفة وحيدًا... وبعكس التيار كُنت أمشي، دومًا أمشي. في تلك الأيام، هرب الدفء من كل كلماتِه وحتى محياه صار صقيعًا، لكن اليوم... اليوم هو يذوب وينصـهر وإني اخشى عليه حتى التبخر من اصابعي.
في هذا اليوم كان السيدان— رافاييل وكـمال، مشغولان واضطررتُ إلى مرافقة كاي إلى المطار، كان عليه مُلاقاة السّيد تشـارل ... أخبرني كاي أنه يكون والـد الفتى الذي حدّثني عنه وسيكون لقائهما غريبًا وليس سهلًا عليه وحـده ولهذا جِئتُ بصُحبته. إن فكرة زيارته كانت نابعة من السيد كمال ووافقه راف في هذا. أخبرني إن السبب الرئيسي في قدومه هو مساعدة يُونجون، لقد جاء من النرويج حتى هنا لمساعدته... إني أتمنى من أعماق قلبي أن يقنع برؤيته فقط... لقد رفض رؤية عم دافني الطبيب ولكن عليه أن يُعطي الأمر— على الأقل! محاولة واحِدة لمن قطع هذه المسافة من أجله.
إنه بهذا الرفضِّ سيظل باقٍ في مكانٍ مجهول ولا أجابة فيه... لرُبما هناك أملٌ صغير ولرُبما سيرتاحُ قلبه اذا عـَرَفَ قـدره الكامل، اود ان اراه مبتهجًا ولكن هذه الدموع الآن... تفـطُر قلبي بوحشية.
تركتُ مشاعري تأخذ درفة الأفعال وتصرفتُ على أساسها... زاد استيائي وحُزني لأنه لا ينظرُ إلي ولا يشعر بوجودي او يعترف بِه. كم مـرةً كان يحاول الأرتجال و الصعود على الكرسي بنفسه وكم مرةً كان يُوشك أن يسقط فيها ... ؟ لكنه حدث الآن، حدث الآن لأني لم أكن هُنا حتى أساعده. لن أكذب، غاضبٌ على نفسي كثيرًا... رأيتُ ان من الأفضل أن أتركه وحده ولكن هذه .. هذه كانت حماقة مني.
في كل لحظةٍ تمر ويمر بها منظره على الأرض في ذاكرتي... أغدو مدينًا له أكثر وعسيرٌ على نفسي بقسـوة. كانت جروحـه قد تيبست بالفعل والربُ وحده يعلم كم من الوقتِ مر وهو ... على الارض دون حركة. مالذي كُنت أفكر به عندما قررتُ أن أتركه وحده ؟ !
دق المطر زجاج النافذة في اللحظة التي نـظر إلي فيـها، إن عيناه في أشد ذبولهما والزّرقة التي أحبُّ صارت زرقةً مُمِطرة. هذه المرة الأولى التي نظر إلي فيها يونجون منذ وقتٍ طويل وأيضًا... المرة الأولى التي أراه يبـكي فيها. أي حديثٍ يدور في نـفس عصفوري الصغير؟
أريد أن ينظرُ إلي دومًا ولكن... ليس بعيونٍ تفيضُ بالدموع.
رطبتُ جرحه ونظـفته ولم أستطع منع نفسي من سؤاله عما أصابه لكنه التزم الهدوء وأجابني بشكلٍ لم اتوقعه ابدًا، لقد قبّـل يـدي وقال هذا كل ما حدث ... بـحياتي لم استشعر معنى الدفء الذي تُرجِمَ في قبـلته على راحة كفي، شعرتُ بتلك القُبلة تعرف طريقها إلى قلبي، تدله وتحفظهُ كطريق البيت. إنها تحكي الكثير رُغم انها قُبلة واحِدة فقط..
أنت تقرأ
رقصة جنية السـكر
Romanceإن مقاومتي ما صنعت مني سـوى إنسان تعيـس وما فائدة أن أعيش بنصفِ جسـد ؟ 𝟐𝟏𝟎𝟕𝟎𝟔 𝟐𝟑𝟎𝟕𝟏𝟎 𝐘𝐁 𝐂𝐨𝐯𝐞𝐫 𝐛𝐲 @/baccusis