رقصة جنية السـكر

الخـادّم الجديد

لا يبدو ذلِك في غايةٍ السّوء بالنظّر إلى المكانِ الذي خرجتُ منه ولكن الا يبدو ذهابي إلى هُناك سخيفًا ؟ الناسُ أمثالُ رافاييل يتفوقون على أنفسهم بِطريقة تفكيرهم وإعدادات عقولهم التي لن ولم أفهمها أبدًا ..

" ألن تكون هناك مُشكلةً ؟ "

" مشكلة؟ لا لا مستحيل، لا أحد يستطيع التفّوه بكلمةٍ إلى مخرجُّ المسرح لاتقلق ابدًا"

" أنتَ ضيفي "

اذن هو المُخرج بأمُ عينه يدعوني إلى مسرح فرنسـا للباليه، هذا مُضّحك جدًّا..  خرجتُ لتوّي من عذابٍ وجحيم. اعتـدت أن أكون الشّخص الذي سِّخر منه الجميع ونعته بما يحلو له من أوصافٍ واسماء والآن أصبحتُ مدعوًّا الى مسرح فرنسا للباليه!؟ هـه..  لا أعتقدُّ أن طبقةُ المسرح تِلك ستكون أقلَّ قسوة وتحقير.. ولكني مُتأكد أن لا يوجد احدهم في فرنسا بأكملها يتفوق على دومينيك في قسوتِه. على كُلِّ حال يبدو أن هذا الرافاييل بحاجةٍ إلى نظارة لأنَّ ..

" أستطيع قبول دعوتك ولكن .. اذا كُنت تبحث عن شيءٍ مميزٍ فأنت تبحث في المكانِ الخاطئ"

" لا تثقل بالِك بهذا الأمر. لنقل أننا ذاهبُون في زيارة فنيّة استطلاعية فقط"

عجيبٌ هو إصرار هذا الرافاييل حقًا، أنا أعلم في نهاية الأمر سيقوم بطردي أو اختلاق عُذرٍ غريبٍ منمق ليتخلص مني. أهذه هي سِّمة خاصة بالأُناس من تلك الطّبقة ؟ الإصرار التّام وكأنهم على وشِك أن يملكون العالم كُله. 

" سأذهبُ لأحضر السيارة لاتتحرك"

جلستُ على المقعدِّ، انا حقًا ذاهِبٌ إلى مسرح فرنسا للباليـه.. لم أره في حياتي قطّ وحتى لم أسمع الكثيرين يتحدثون عنه في هذه البُقعة السافِلة، أي نوعٍ من الناسِ الذين سأراهم هُناك؟ لماذا ينتابني الشُعور بأنهم متغطرسين جدًّا.. يحقُّ لهم ذلِك. المسارِح والفنون والمتعة والحياة الكريمـة، لا قلق ولا خوف بل رقصٌّ وغناء وضَحِك. هم حتمًا لا يهتمون بتنظيف المداخن أو مسح الأراضي وتلميع الأحذية الجلدّية.. أي شخصٍ سيدخلُ جنة المسارِح سيغدو متغطرسًا.

لقد أوقف سيارتهِ أمام سلسلة المقاعد التي كُنت أجلس على أحداها وقام بالنزول و فتِح البابِ من أجلي

" دعني أُساعدُك هل تستطيع الوقوف ؟ "

" أجل..."
ساعدني حتى أستقيمَ وسارَ معي إلى بابِ السيارةَ رُغم أن المسافةَ لم تكن بعيدةً، لستُ مصدومًا من فخامة سيارتِه ذلك شيء بديهي على مخرج مسرح فرنسا للباليه ولكن ما  صدمني هو تواضعهِ التام لشخصٍ مثلي..