رقصة جنية السـكر

آبـاء

- يونجون -

سُعدتُ وحلّق قلبي بعد النجاح الذي شهدتهُ عيناي لِبحيرة البجع، رضيتُ عن نفسي لأني كُنت من درّب وأشرف ولاحظَ اغلاطهم وصّححها... إن مثـاليتهم خرجت من تحت يـدي وإني لفخورٌ بذلك، هذه مواساتي.

اثنى الجميع على الراقصين أنفسهم ونسـوني في بادئ الأمر ولكن لا بأس،  فيـكفيني شهادةُ الحضور ببراعة تدريبي وأهمُ شخصٍ في هذه الغُرفة لم ينسـاني...رافاييل، لقد أقبل عليّ بعد إسدال السِّتار مُعبّرًا شُكره ومعربًا حُبه وتقديره إلي، لقد احتضن رأسي داخل بطنه بشكل مُضحك تحت ابتساماتهِ

" إنك نذيرُ خيرٍ أينما وُضِعـت ولا يسعني سِوى أن أكون فخـورًا بك كعادتي "
ربـت على رأسي وبعثـر شعري خاتِمًا امتداحه

" إني من يتوجب عليه الشكر لأنك آمنت بـي وكُل الذي أقدّمه هُنا هو ردُّ جميـل"
نظرتُ إليه عاليًا مبتسِمًا

" هُنا ذا مكانُك الصحيح ولا يتوجب عليك ردُ جميلٍ بـه يا بني "

بسطت كلماته قلبي أكثر فأكثر وغدوتُ أسعدُ مخلوقٍ لأني ومع هذا مازلتُ قادِرًا على تقديم شيءٍ طيّب تبقى ذِكراه، أتسمعين هذا يا أقدامي العاجِزة ؟ حرمتِ جسدي الرقص ولكن لن تحرمي قلبي من الطيران ولن تحولي بيني وبين نهمي للحياةِ وعيـشها.

سِرتُ بكُرسييِّ إلى الأصهب وجموع الراقصـين، لقد كانوا يُشكلون دائرةٍ متبادلين ضِحكاتهم وشرابِهم، كانت أعينهم محدقةٍ للأسفل وكلما أقتربتُ وضحت لي الرؤية... إنهُ أخ سـوبين الصغير في منتصف دائرتهم يـدور ويرقصُ بينما الأكبر كان يدنو إليه ويشاطرهُ الرقصـة.

وقفتُ بجانبهم وأعتقد أني لأول مرةٍ أراهُ فيها يضحكُ من صميم قلبه هكذا، بل أنه كركر روحه بأكملها وبقيت غمـازته منقوشة وعيناه اختفت بالكامِل ولم أستطع منع نفسي من الدهشةِ التي تلتها قهقه خرجت دُون شعوري ... أليس الضحك مُعدّيًا ؟

" سيداتي آنساتي وسادتي! من دواعي سروري أن أقدم لكم أفضل راقصٍ في فرنسا والعالم كله! سـوو ... بيـن ! "
أجل اعتقد انهُ استهلك هواء المكان بأكمله عندما صّرح بأسم أخيه، لقد رقصا معًا بشكلٍ هزلي للغاية وارتدى لويسان تاج الريش الأبيض الذي كان على رأس الأصهب ومن ثم انحنى له ورفـعه على كتِفه كما يجلسُ مليكٌ على عرشه، لكم هو شخصٌ مختلف مع أشقائه وما أجمل أن يكون لك شقـيق  ...  ولم أشعر الا بيدٍ تحملُ كأس نبيذٍ تُمد نحوي

" فلتشرب نخبَ النجاح يا مدربنا المُجتهد "
كان كاي اقبلَ علي باسِمًا بيدهُ كوبان نبيذ