- يونجون -
هبط هدوءٌ غريـب...ساكن للغايـة ولا يوجد شيء يتحرك، يتقلّب... شيء آرق، شيءٌ كئيب. أتساءل، أهذا بِسبب الشتاء ؟ ظننتُه سيكون مختلِفًا هذه المـرة وكم كُنتُ مخطئًا، ساذجًا، ومقيتًا.
بيتٌ دافئ وشمعة مضاءة في المساء، رائحة خبزٍ وحساء وفراشٌ بسيط يحتـوي هذا النزيف... سأفعل أيًا يكن حتى أعودُ صغيرًا لا أُدرِك شيء. أعلم إني مخلوقٌ ضعيف ولا توجد بي ذرّة شجاعة واحِدة وخطتي تلك ماكانت إلا محاولة هربٍ فاشلة جدًا بل ومثيرة للشفـقة.
إني لا أستطيع النظـرَ فقط—فقط! في وجـه الشخص الذي رطّب روحي و آواها ... ماذا ظننتُ نفسي فاعِلًا ؟ ولكنـني أحاول ولا أستطيع الشعور سِوى بالغُربةِ في كل شيء، في جسدي ومشاعري وحتى قلبي الذي في قـفصي. خائفٌ جِدًا ... خائفٌ وخوفي يختلِط بغضبي لأني لا أعرِف، لا أدري هل هكذا يكونُ حُب شخصٍ مـا ؟ هناكَ يقيـنٌ واحِد أُدرِكه وهو بقدرِ ما حاولتُ الهرب بقدرِ ما تمنيت لو أن سوبين يقوم بإيقافي وأخذي ..
لكنني لستُ شيء، أي شيء... عبءٌ فقط.
لا يـرى بي سوى شخص لا يستطيع فعل أي شيء بنفسـه، شخص مزعج عليه مُجالِسته... كم يعـزُّ على نفسي أن أطلبهُ المُساعدة وكم يمتزج صوت الذّل في صوتي
منذ لحـظة تدمير فرانس لي وانا اعتدتُ القيام بكل شيء وحدي، مهما شعرتُ بالبردِ والوحـدة والغُربة فإني آمنٌ لـوحدي...أنا أكثرُ أمانًا عندما أكون وحـدي.
فجرًا، تسـللت دافني برفقة عمها الطبيب خِلسةً إلى حُجرتي وأدى من الفحوصاتِ كمًّا لم أستطع حِسابه ... بلا جـدوى. رأيت ايماءة الآسى سريعًا تعتليه بعدما أنتهى وفهمتُ الأمرَ دون شرحٍ أو كلام، هكذا سأظل على الكرسي حتى منفى حياتي. وعدتُ نفسي ألا أُعلِّق آمالي ولكن خانني الأمل وخِنتُ نفسي أقبـح خيانة.
لا يوجد شيء اضافي يُقال، لم يكن عليهم تخبئة الأمر لقد قرأته جيّدًا في وجوههم وكل مواساتهم كانت ركيكة ...بلا جدوى.
حاولت دافني أن تُخفف عني ولكني طلبتُ منها الخُروج وتركي وحـدي... لم يعدُ هناك شيءٌ واحد يستحق الأهتمام أو المحاولة من أجلـه. ماذا كُنت أتوقع وحتى... على أي أساسٍ نصبتُ خيمة أملي الهزيلة ؟ ما أغباني.
ظللتُ مستلقيًا بِلا حراكٍ أُنافس الموتى في سكونهم، لقد تسللت خيوط الصباح ولم تنعش بي أي شيء...عادت بي اللحظة إلى يوم الاصطدام، يومَ ما كانت السماء جميـلة جِدًا، لقد كانت على وشك أن تأخذني إليها كاملًا ولكنها قررت أن تأخذ النِصف فقط، وتركت لي نصفٌ آخر يقاوم. مقاومة لم تصنع مني سوى إنسان تعيس.
قريبًا سيطرقُ سوبين البابَ وسيدخل، سيُساعدني على النهوض وهكذا سيُعاد ذات الشريط. نظـرتُ إلى الكرسي بجانبي... وددتُ لو مرةً واحِدة—على الأقل أن أستطيع النهوض إليه بنفسـي. أعتدلتُ بجلـوسي ومازلنا انا والكُرسي نتبادل هذه النظرات ... إن نبضات قلبي تـتسارع
أنت تقرأ
رقصة جنية السـكر
Romanceإن مقاومتي ما صنعت مني سـوى إنسان تعيـس وما فائدة أن أعيش بنصفِ جسـد ؟ 𝟐𝟏𝟎𝟕𝟎𝟔 𝟐𝟑𝟎𝟕𝟏𝟎 𝐘𝐁 𝐂𝐨𝐯𝐞𝐫 𝐛𝐲 @/baccusis