أشقـاء

447 49 25
                                    

- سوبيـن -











أستمر الوضعُ على وتيرةٍ مُتذبذبة طوال وقتِ التحضير لِبحيرة البجع، رُبما سأصفها بأكثر الاوقات احتدامًا وتوترًا قد عِشته هُنا.
السبب الرئيسي يعودُ إلى المدرب... يُونجـون.
هو بلا شكٍ ممن يحملون الضغينةَ طويـلًا وبِحقٍ حاولتُ أن أُصلح الأمر ولكني لا ادري في اي لحظة قد انجرفت الدرفة إلى اتجاهٍ لا مرغوبٌ ولا مُتوّقع، وعندها ... استرقتُ لمحةً من مزيج الأيام والتصرفات التي سأواجهها.

رُدودٌ حادّة وفرصةُ ضئيلة إلى مُنعدمة بحدوث حديثٍ طبيـعي بيننا، لن ننسجم أبدًا

لم يأخذ راف وقتًا طويلًا حتى يُدرك التوتر الذي نتج من شجارنا وسألني عما حدث فأخبرتهُ وأخبرته بمحاولتي في الأعتذار؛ أي اني فعلتُ ما يتوجب علي فعله وانتهى الأمر فماعساي أن افعل ايضًا ؟
لقد عاتبني لِسوء لِساني وقال أن حديثي قاسيًا ليس نبيلًا، تكلم عن جُون مطولًا واضاف ايضًا ... أنهُ شخصٌ واجه من السوء ما يكفيه، أي حديثٍ يمسُّ جوهره سيحولهُ إلى شخصٍ هجومي للغاية ولاسيما في مثل هذه الحالة. دومًا ماكنت معجب بمهارة راف في قراءة النـاس...

وعدني بأن يتحدث معه ومحاولة معرفة القـصة من جانبه هو ولكن جميع أجوبته كانت سطحية للغاية وبالتالي قررتُ أن أترك الأمر حتى تهدأ نيرانه من تلقاء نفسها.
طوال هذه الفِترة قُمت بواجبي الأنساني اتجاهه وساعدتهُ في أموره اليومية كما اعتدتُ دائمًا، أعلم أنه لا يريد... أستطيع الادراك من لغة جسده ومع هذا إني هنا ملتزمٌ كما أوصاني راف وكما يملي علي قلبي.

مرّت ايام التدريب التي قضيتها بصحبة كاي ودافني، تمكنت من معرفة كاي أكثر وتكوين صداقةٍ جميـلة معه، مازلتُ أراه خـجولًا بعض الشيء ولكنه يحتاج بعض الوقت حتى يعتاد على من حـوله، أعتقد انه شخصٌ جيّد في نهاية اليوم.
لم أتمكن من العودة إلى المنـزل خلال هذه الفـترة، فإني طيلة النهار أتدرب وفي المساء بالكاد أجدُ وقتـًا أنامُ وأرتاح فيـه. في الجانب الجيّد استطعت أن أرسل التذاكر إلى لويسي وغوستو ونويل، إن لويسان يريد الحضور بشدّة وآمل من كّل قلبي أن أراهم مع الجمهـور... سأكون الأسعد.

صحونا أنا وجُون على نفس الروتين المُعتـاد، أخذتهُ إلى الفِناء قبل بدء التدريبات ولن تكون طويله إذ ان العرض الإفتتاحي سيكون غدًا، إني متحمسٌ للغاية برغم رأسي المُشوّش. ذهبتُ حتى أُحضّر مشروب الأعشاب الذي دومًا ما يشربهُ أول شيءٍ في ساعات استيقاظه الأولى... هو يشربه حتى قبل الأفطار.

لا أريد لتشويشي وتوتري أن يقفان عارِضًا في ادائي القادم لهذا نويتُ التأريض لليوم ولا يوجد مكانٌ أنسب لفعلها غير فناء المـسرح المستدير، لهذا وضعتُ الكوب جانبًا و خلعتُ حِذائي، أرغب بملامسة الأرض مباشرة وتمديد أقدامي على سطحها...قد تعبتُ وسئمت شعور الاربطة المشدودة والأحذيه الضيّقة.

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن