أزرق مخـملي

420 50 68
                                    

- سوبين -













إن شدّة الوعي في ما حدث هي أكثر ما آلم حقيقتي الهشّة، أوه ... لقد صُعِقتُ كقـطرة مطرٍ مزفوفةً من برقٍ ورعدٍ في يومِ زفافٍ لِقلبٍ واحد، لِحُبٍّ واحـد.

إني لا أكتفي تفكيرًا بِه... أو بمـتى وجدتُ نفسي أسيرُ على خُطواتِ الهيام ودوربها العمياء، أخجلُ من ذاتي؛ حينما أعيد التفكير بذاكَ اليومِ ولّما ناديته بالعاطفي...بينما أنا وحدي من تفيضُ به العواطِف هُنا. مفارقة من شأنها أن تعلمني معنى أن تكون عاطفيًا حقًا..
إن الأمر بلا شكٍ مختلف عما كان سابِقًا، عندما كُنت صبيًّا في المدرسة... فلا توجد شائعة هُنا ولستُ في بيت الشجرة، لا... اخوتي الكبار ليسوا في الجوار ولا احد يستمر بمضايقتي طوال الوقت، لم يركض ايمانويل ليُحذرني، ولم يبكي لويسي الصغير من أجل حالي... حتى غوستو لم يعطيني كتابه المفضّل حتى يخفف عني. لا أحد، إنهُ انا... في خضم مشـاعري وحدي.

افهمُ الآن أني لا أُشبه جُون فيما يخص العواطِف وبعيدًا عن حُمى الحُبِّ المتصاعدة، هو فقط ... عقـلاني بشكلٍ عاطفي وإن كان هذا ممكنًا، حديثٌ يخرج من فم شخصٍ رهينُ المشاعِر ... هو ليس مرآتي ولستُ بمرآته وأبعد ما نكون عن الأشباه وأقربُ مما نبدو في مُصابنا. ماذا لو، ماذا لو علم بحقيقة ما يُضمره قلبي نحوه ؟

لقد كان أسفل فمي وفوق جبيني، هو أمام عيني طوال اليوم، قريب جدًا و بعيدٌ أكثر. رقيـق كالهندباء البيضاء... وحتى اذا نفثت على روحـه وتناثر غُبار طلعـه سيبقى صامِدًا و يُجيد اخفاء رقـته خلف قِناعٍ من الصمتِ المتبجح وعُقد حاجبين لا ترتخي ولا تنتهي لكني أعرفه الآن، روحي تعرفهُ.

يستحيل علي أن أكشِف قلبي إليه، إني أعرِفُ يونجون الآن... استطيع توقع كيف ستكون ردة فعلهِ وسأوفّر على نفـسي وجـعٌ صغير يمكنني تجنبه... لِمَ الكذب؟ ليس صغيرًا. سأعتني بِه كما يجب... دومًا في ناظِري ويكفيني تعبيرًا— تقديم المُساعدة في أصغر تفاصيلها وبهذه الطريقة سأقول إني أُحبّـه...

في حالٍ مثل حاله لن يودّ سماعٍ مثل هذه الاشياء مني. هو لا يراني بتلِك الصورة ... ولن يراني. كم أودّ أن ادفن رأسي في جوفِ الارض لحميم ما أُحسّه

عليَّ أن أُسامح قلبي اذا أردتُ البقاء معه ... أحاول أن اتذكر منذ متى وتراكمت بي هذه الأحاسيس ؟ أكان عِندما رأيتُ الدّهشة في بحر عيونه ؟ حـبيبُ الزهـور والشمسِّ. ربما عندما أخذ دوري في كسّارة البُندق؛ في بادئ الأمر كرهتهُ بشدّة ونظرتُ له كالمُتطفِل لكني أعلمُ الآن... إنه افضلُ مني في دور كسّارة البندق وحتى أفضلُ من دافني في جنيّة السُكر... جنيّتي الشقراء، أفضلُ منا جميعًا. تمت سرقـتي ومع هذا سعيـدٌ بهذه السّرقة.

أعلم أن حديث دافني شوّشه ومهما حاولت لن أفهم ضبطًا ما يمرُّ بِه، مهما كان اختياره سيكون الخيار الصائِب ... سأطيرُ من فـرحي لو استطاع ان يخطو خطوةً واحِدة مجددًا ولو لم يستطع، ليس مهمًا، سأمُسك بِه وسيطيرُ برفـقتي.

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن