الفصل الأول

4.2K 87 10
                                    

«أسري القلوب»
«عشق الورد الجزء الثاني»
«الفصل الأول»
__________
عشق الورد²
#لـشروق_عبدربه
#بهجة
        
كهذا هي الحياة تستمر في كنف محدد لا تقف تنتظر أحدهم عندما يضمد الآلام روحه، ولا تبقي تنتظر الآخر حين يقف مُشتتًا لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل، هي دائرة تلتلف حول نفسها لا ملجأ منها إلا إليها، حالها لا يختلف كثيراً عن حال تلك الفتاة التي أوشكت علي انتزاع الحياة من داخلها

كان الوقت لا يتعدي الرابعة مساءًا بعد حينما كانوا برفقة بعضهما، يسرقهم الوقت ليمضي بهم إلي قرار يرضونه، المارة من حولهم يسيرون في توازن محدود، أحدهم يجلس بجوار معشوقته يُمطرها ببوابل من عبارات الحب، والأخري تتورد وجينتها خجلًا، بينما علي مقربة منهم ذاك العجوز الذي يشوي حبات الذرة بهمة، وأطفال آخرون يلهون ببعض الألعاب تاركين غمة الدنيا خلفهم ظنًا منهم أن أقصي حُزنهم هو سرقة أحدهم للعبة الآخر....
زفرت أنفاسها للمرة التي لا تعلم عددها أبصرت علي تلك التي تميل برأسها علي كتفها لتغمغم بهدوء:
-مش ناوية تسامحي يا رقية ده ربنا بيسامح، أديهم فرصة تانية هما يستحقوها

رفعت رأسها عن كتف صديقتها، وضعت وجهها بين كفيها تزفر أنفاسها واحدًا تلو الآخر، لا تعلم بما تجيب، أتخبرها أنها تتلوي اشتياقًا لهم... لكن تلك الخدعة التي وهموها بها جعلت منها نسخة ذاقت طعم الخذلان علي ايدي والديها، رفعت رأسها لتُبصر للأخري عن كثب تهتف بسخرية:
-وليه أنتِ مدتيش الفرصة دي لمستر عاصم يا ورد، أعتقد هو كمان يستحق فرصة... مش هتوقفي حياتك علي تجربة فاشلة عيشتيها مع حد زي ادهم

أشاحت بوجهها بعيدًا، هبت واقفة تسير هناك بإتجاه النيل، وقفت تستند بذراعيها علي ذاك الحاجز لتهتف برتابة:
-وليه متقوليش خايفة أخوض تجربة سارة فيها كانت الضحية، وادينا أهو لا عارفين هي فين ولا عايشة ازاي تقدري تقوليلي ليه أجازف بقلبي يا رقية!!!

نظرت لها بعمق، ومن ثم وقفت تتجه نحوها، وقفت خلفها لتضع يدها علي كتف الأخري، وباليد الأخري تشد بها علي يدها علها تُشعرها ببعض الآمان نظرت مطولة لتقرر قطع الصمت حين هتفت بزفرة قوية:
-بس أنتِ تستحقي، قلبك يستحق يا ورد ما تتكلمي وتقولي ايه حكاية الكلام الـ قولتيه لما مستر عاصم جه يتقدم ده... أنا مش حابة أضغط عليكِ بس أنا حقيقي عايزة أعرف مخبية ايه؟ وليه شيلاه لوحدك؟ مش اتواعدنا نكون سوا دايمًا ليه خلفتي وعدك

أستدارت إليها تبتسم، فقط إبتسامتها هي من بثت الراحة لقلب رقية، لتضع هي يدها علي كتف رقية تشد عليها بحب لتغمغم برتابة:
-مش عايزة أفتح في صفحة بإيدي قفلتها من سنين، صدقيني أنا تعبت عشان أدفنها يمكن الزمن مِعند معايا شوية، ومصمم يفتحها من تاني بس أتاكدي إني لو في يوم ميلت أنتِ الكتف الـ هجري عليه يا رقية

هزت رأسها بخفة لتبتسم في ود تستعد لتخبرها بشيء يبدو أنه أسعدها مؤخراً لتردف بضحك:
-أحلي حاجة في الـ حصل إن شهاب مبقاش يضاقيني كان بيعصبني أووي الكائن ده

"عشق الورد"  الجزء الثاني من سلسلة "أسري القلوب" ❤. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن