«أسري القلوب»
«عشق الورد»
«الفصل السادس عشر»
#شروق_عبدربه
#بهجة
____________________"مثلما تدفع الأيام الصعبة المرء للإنهيار، تُلملمنا الأيام الهادئة، الأيام التي تأتي كَهِبَة، بعد خَوْض المعركة."
مر شهر علي ما حدث تغيرت الحياة كثيرًا بذلك الشهر، كارما فقدت جنينها للمرة الثالثة، للمرة الثالثة علي التوالي فقدت قطعة من روحها دون أدني سبب واضح، كلمات التهدئة أجمع قليلة علي ما بداخلها، لا أحد يعلم ماذا يفعل لها، تلك المرة كانت تختلف كثيرًا، تلك المرة كانت تستعد لقدومه، كانت أعدت كل شيء تقريبًا لـ استقبال المولود الجديد، أختارت الاسماء، ولون الغرفة، والألعاب، والمدرسة التي سيتعلم بها... والأهم أنها عانت بحمله كثيرًا، وفقدت قبله اثنان من أخوته فماذا هي فاعلة، الاختبار كان قاسي معها ذلك المرة، والبلاء لا يُحتمل، قلبها يقطر دمًا، أصبحت ذابلة، منطفئة، وباهتة... لم تعد تتحدث كالسابق، علاقتها بزياد تدهورت كثيرًا عن ذي قبل، حتي الحب العظيم الذي بينهما لم يشفع لكارما أن تتخطي صدمتها بعد... لأول مرة ترضي بالأمر الواقع، وتستسلم لهواجس عقلها... شردت بعقلها تتذكر تلك الحادثة البشعة التي دمرت حياتها، وقلبتها رأسًا عن عقب
«Flash Back»هرول زياد يتأكل الأرض تحت قدميه عندما أخبرته ريم، دلف للغرفة رأها مسطحة غارقة بدمائها... وجهها ملطخ بالدموع، تلتقط أنفاسها بصعوبة... توقفت كل الأشياء حوله عند رؤيته لها بذلك المظهر، قلبه انقبض بين ضلوعه، دلفت هدي بصحبة ريم، وسليم خلفه.... جثي علي ركبتيه سريعًا يرفع رأسها علي ساقيه، يحاول افاقتها بذعر يهتف ملتاعًا:
-كارما فوقي... فوقي يا حبيبتي متغمضيش عنيكِ... هتكوني كويسةهزت هدي رأسها بنفي تغرق دموعها وجهها، مظهر كارما، وهي ملطخة بدمائها أفزع قلبها، هتفت بلهفة:
-شيلها يا زياد بسرعة علي المستشفي مفيش وقتطالعها بتشتت، هو بدوامة لا يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل جل ما فعله أنه هز رأسه سريعًا، حملها بين يديه، يُسرع بخطواته للخارج لا ينزل مقتليه من عليها... فتحت هي عيونها ببطيء هتفت بهمس:
-زياد البيبي هيكون كويس مش كده؟هبطت دموعه بألم، هز رأسه بموافقة... وضعها بالسيارة بالكرسي الخلفي، سحبتها ريم علي ساقيها تجفف دموعها تقبلها بحنان، هتفت برعب:
-بسرعة يا زياد بالله عليك النزيف موقفشألتفتت للخلف بعدما استقلت هدي بدورها السيارة وعمه سليم بجواره.... هز رأسه بقلق يطالعها بحسرة.. دعس محرك السيارة يسابق الريح... تهز رأسها بألم، وريم ممسكة بيدها تجفف جبينها... توقفت السيارة أمام المستشفي... هبط زياد يحملها مسرعًا، استقبله الطاقم الطبي بالسرير الطبي يصحبوها لغرفة العمليات... كل ذلك في لمح البصر، الجميع يشعروا بأنهم في حلم، وحتمًا سيفيقوا منه، وكارما ستكون بخير... الاضاءة الحمراء ما زالت مضيئة، عيونه ثابتة لا تفارقها هيئتها وهي ملطخة بدمائها تخبره أن ينقذ طفلهم... ربت سليم علي كتفه بموأساة يردف:
-هون علي نفسك يا زياد يا ابني... إن شاء الله هتكون بخير، خلي إيمانك بربنا قوي
أنت تقرأ
"عشق الورد" الجزء الثاني من سلسلة "أسري القلوب" ❤.
Misterio / Suspensoعندما تجد سراديب الماضي تحاوطك من كل مكان، عندما تجد الخذلان ينتابك كداء يلتصق بجسدك كدمائك، لابد وأن تتغير، كم هو مؤلم أن تكن وحدك في سبيل لا تعلم أين مطافه؟ فماذا لو كافئنا الله بمن يلملم شتات قلوبنا، ويمسد عليها كما لو أنها قطة صغيرة وجدت آمانها...