الفصل الثاني

2.3K 73 15
                                    

«أسري القلوب»
«عشق الورد الجزء الثاني»
«الفصل الثاني»
_______________
عشق الورد ²
#لشروق_عبدربه
#بهجة

كـنـتُ فـي كـل مـرّة أدرك فـيـهـا عـمـق وحـدتـي، أشـعـر بالأسـي عـلـى نفسي، فـأقـول أن لاشـيء بـإمـكـانـه أن يـتّـسـع لـكـل هـذا الألـم، والـحـزن الـذي بـداخـلـي، مـن هـذا الـذي بـإسـتـطـاعـتـه احـتـوائـي.

خرجت من غرفة ابنتها تجذب الباب خلفها، وقفت تمسك بمقبض الباب المغلق في داخل تلك الغرفة تمكث ابنتها التي أنجبتها، والتي يجب أن تبقي تسايرها حتي تتخلي عن عنادها التي ورثته عنها، صَدق من قال أن البنت تشبه أُمها، وطفلتها حقًا ورثت رأسها الصلب عن والدتها، دلفت لغرفتها باتت أيامها تشبه بعضها لا شيء يعادل راحة بالها، وهو بعيد... انغمس في عمله، ونسي واجباته نحوها، ربما تناسي أمر صغيرته حتي، مشاغبتهم سويًا، شجارهم علي تفاهات، ليقطع شرودها خروجه من المرحاض يجفف خصلات شعره بتلك المنشفة، يسألها من تحتها برسمية بات يعاملها بها:
-حور الفطار جاهز؟

رفعت رأسها تطالعه بنظرات خاوية، تحاول إيجاد تلك النظرة المحببة لقلبها، نظرته العاشقة التي كان لا يتخلي عنها باتت لا تراها مُطلقًا، تشعر بأنه أصبح جافًا في معاملته معها أو أنها فقط تبالغ لأنها تحبه... تحبه فقط بل تعشقه، كانت كطفلة تخلق الحجج لتذهب لبيت خالتها لتراه فقط، وهو منغمس في عمله مع أبناء خالتها، عآنت كثيرًا حتي حصلت عليه، وها هما الآن أصبحت علاقتهم باردة خالية من الحياة، رفعت نظرها لها تهمس بخفوت:
-اه غير هدومك، وأنا هظبط السفرة... عن اذنك

خرجت من الغرفة بأكملها، اتجهت صوب المائدة، وقفت ترتبها بخواء، حين فرت دمعة من مقتليها، تلك الدمعة لم تُهديء من تشتتها قط بل كانت تريد المزيد، لـ التخفيف عن حالها، مسحتها سريعًا حين خرج، يهندم من وضع رابطة عنقه، يصفقها بهدوء، اتجه لمقعده يجلس عليه برشاقة، لم يغازلها كعادته، حتي قُبلة الرأس التي كان يطبعها علي قمة رأسها صباحًا لم يعد يفعلها، حسنًا ستواجهه قبل أن تتصرف تصرف غير عقلاني توبخها عليها والدتها لاحقًا، لاحظ شرودها، وهي واقفة مكانها لـ يبادر بالسؤال:
-حور أنتِ كويسة؟ عايزة تقولي حاجة؟ مبتقعديش تفطري ليه؟

هزت رأسها بخفة، جلست علي مضض، لا تقدر علي حبس الدموع في مقتليها أكثر من ذلك تريد أن تصرخ بحرقة، ولكن فقط بين أحضانه، طالعته عن كثب، تحاول جاهدة إخراج الكلمات من بين شفتيها، لتحمحم جالية لخروج صوتها:
-مراد... ممكن أتكلم معاك شوية؟

وقف علي عجاله، أرتدي ذلك الجاكيت فوق سترته، قبّل موضع رأسها بحنان، يتجه للباب الموصد يغمغم سريعًا:
-أجليه عما أرجع عشان اتاخرت يلا السلام عليكم

وغادر... هكذا غادر دون كلمة أخري، دون النظر لها مرة أخري علي الأقل، بات عمله أهم عنده منها، حتي إنه لم يلاحظ عبسها، وإنطفاء روحها، هو كهذا منذ فترة ليست بقصيرة بتاتًا، وهي تتحامل تجاهله لها، إهماله الملحوظ، لكنها أشتاقت له، تشعر أن أحضانه ليست من حقها، كلماته تشعر بأنها تطلبها منه، كم هو مؤلم لديها تغير حبيب عمرها، وهي تقف تشاهد فقط... لا لن تسمح له بأن يستمر في كنف دوامة عمله، هي أيضًا تحتاجه، تحتاج لحنانه، لغزله، مشاغبتهم سويًا، أو ربما هي تحتاج إلي أن تنخرط في بكاء مرير علي حياتها معه، وبدونه، في آن واحد... مسحت دموعها التي سقطت دون أن تشعر، وقفت تلملم المائدة، دلف تضع الأطباق في أماكنها، حين أبتسمت ساخرة، هناك قديمًا أمام ذلك الموقد كان يحتضنها، يخبرها كم يعشقها.... وهنا عند تلك الثلاجة تحديدًا كان يحاول جاهدًا أن يسرق قُبلة حين أوقفه دلوف صغيرته ناني... وهناك كانوا يتشاجروا علي مَن فعل تلك الفوضوية، وعليه بأن يرتبها... أشتاقت حقًا لكل أنش به، وهو لا يُبالي حسنًا ستعاتبه عما بدر منه في الأونه الأخيرة، لن تسمح للحزن بأن يعمل علي جفاء قلبها ناحيته، ستعيده لها رُغمًا عنه مهما كلفها الأمر.
_______________

"عشق الورد"  الجزء الثاني من سلسلة "أسري القلوب" ❤. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن