«أسري القلوب»
«عشق الورد²»
«الفصل التاسع»
#شروق_عبدربه
#بهجة
#عائلة_بهجة
____________________''أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تهزمك ملامح البكاء على تفاصيل وجهك، وأنت الذي تحاول جاهدًا أن تبدو قويًا في وجه كل شي.''
قالت ما قالت، وأغمضت عينيها تشعر بقواها تنهار، رُغمًا عنها ترنحت قليلًا لتشعر برقية تسند بجسدها تضمها إليها، لمدة بسيطة ربما خمسة دقائق أو أكثر... الصمت يلف المكان أجمع، جسدها يرتجف، بين أحضان رقية، ذكري مؤلمة تحاوطها، تلتف حولها تكاد تختنقها، تشعر بوخز مؤلم يسار صدرها... أفزعتهم شهقة مكتومة خرجت من خلف عاصم، التفت الجميع لمصدر الصوت، هي بحالة لا تسمح لها بالتركيز بأيًا كان، لم تتعرف علي أحد، ولكن لفت نظرها ريم شقيقته، تقدمت سيدة تقارب لعمر والدتها، ولكن ملامحها هادئة هتفت بفزع، وهي تطالعه:
-أرملة!!!جذبتها عليا تدخلها، الموضوع برمته أخذ وقتًا، وربما يزداد أدخلتهم تهتف بوهن:
-اتكلموا جوه الوقت اتأخر مينفعش نتكلم علي البابتوجه الجميع للصالون عاصم يجلس في المنتصف بين والدته، ووالدتها، وهي بالمقابل جوار رقية، وريم، دق الباب لتدلف كارما بصحبة زياد يتبعهم سليم.... هبت واقفة من أتي بذلك الأحمق إلي هنا، وكيف تنساه، وهو من أنزل عليها صاعقة موت أبيها أليس هو نفس الطبيب الذي أخبرها قبلًا بأن أبيها مات... اتجهت نحوه بقوة نست تمامًا أمر الجميع صاحت بغضب:
-أنت.... أنت جاي تعمل ايه هنا؟نظر لكارما التي تمسك في ذراعه بقوة، طالعته بنظرات مستفهمة، تذكرها، وكيف ينسي أول فتاة هددته، وأتهمته بالإهمال، نفس نظرة التحدي، ونفس الثقة جلس الجميع عدا ورد وزياد يطالعوا بعضهما البعض بنظرات تحدي... خرج عاصم عن صمته، وضع صدمته جانبًا يردف بفضول:
-أنتوا تعرفوا بعض؟اتجه زياد علي الأريكة المقابلة ينتصف جلسته بين سليم، وشهاب، نظر لها، ومن ثم لعاصم، وضع يده علي فخذه يهتف بهدوء:
-سوء تفاهم كده ومسحت بيا بلاط المستشفي متقلقشكابرت دموعها التي تود السقوط، قاومت رغبتها في أن تصرخ بأعلي صوتها، وتعري عن ألمها، وقف هو بغير حساب، اتجه نحوها، وقف أمامها لا يفصله عنها سوي بضعة سنتيميترات قليلة، يشعر، وكأن الهواء انعدم، يقاوم رغبة ملحة تخبره بأن يدخلها بين ضلوعه، صب نظره علي عينيها، تنهد.... تنهيدة طويلة حارة خرجت من بين شفتيه حين جال بخاطره ما قالت منذ دقائق... غمغم يحادثها:
-ليه خبيتي؟ ليه اتهربتي من الحقيقة؟ وليه بطاقتك لسه فيها إنك عزباء، وليه مقولتيش من أول مرة اتقدمت فيها.... في مليون ليه في بالي عايز إجابات ليهمابتلعت لعابها متوترة، ابعتدت بخطيء مرتجفة عنه، أدرات ظهرها للجميع... عقلها يصور لها ضحكات طفلة بريئة، ولعبها، لهوها هنا وهناك، وصرخات طفلة يعتليها عجوز يدنس برائتها، صراخ يدق عقلها بقسوة هزت رأسها بعنف التفتت تطالعهم بتحدي... ستخبرهم، وقضي الأمر، وما ذنبها إن كانت طفلة لا حول لها ولا قوة، لا ذنب لها بدنيء دنّس برائتها بمتعته الشخصية، قتل طفولتها بيده، ودفن معها تلك الطفلة.. تمتمت بحذر:
-خبيت عشان مخترتش ده بايدي، ده اتفرض عليا، أنا كان عندي ١٥ سنة ساعة الـ حصل
أنت تقرأ
"عشق الورد" الجزء الثاني من سلسلة "أسري القلوب" ❤.
Mysterie / Thrillerعندما تجد سراديب الماضي تحاوطك من كل مكان، عندما تجد الخذلان ينتابك كداء يلتصق بجسدك كدمائك، لابد وأن تتغير، كم هو مؤلم أن تكن وحدك في سبيل لا تعلم أين مطافه؟ فماذا لو كافئنا الله بمن يلملم شتات قلوبنا، ويمسد عليها كما لو أنها قطة صغيرة وجدت آمانها...