الفصل الرابع عشر

1.4K 63 15
                                    

«أسري القلوب»
«عشق الورد»
«الفصل الرابع عشر»
#شروق_عبدربه
#بهجة
____________________________

ربما في يومٍ ما، في ساعة تائهة، في وقت ضائع، في عالم رمادي، لايعكره تزاحم الأصوات، وتناثر الألوان وتطاير الأفكار، قد يُكتب لك ذاك الذي تتمني، ربما.

نظر لريم بزعر مزعور من لهجة سليم الحادة الذي يطالعه بصدمة.... توسعت عيني ريم في رعب تنظر لشهاب لا تعرف ماذا تفعل لا ذنب لها هو طلب منها الطعام، وهي أعدته... في تلك اللحظات تقدم شهاب منها يهتف بهدوء:
-وديه علي أوضة كارما بقي.... أنتِ عارفة بقي حامل، ولازم نهتم بصحتها

جذبه سليم من تلابيب ملابسه للخلف، ارتعبت أوصاله ينظر لوالده بترقب... تلقي صفعة علي مؤخرة رأسه ليصدح صوت سليم المغتاظ:
-وأنت يا أخويا كان حد اشتكالك، وقالك إنها محتاجة رعاية منك... ما جوزها أولي بيها

ابتلع شهاب لعابه مذعورًا.... ابتعد يتملص من بين قبضتيه... أبتعد يقف جوار شقيقته، يطالع والده بنظرات غير مطمئنة.. تنهد يغمغم بنبرة هادئة:
-لا ملكش حق يا حاج والله... يعني يرضيك نهمل في صحة البيبي الـ جاي ده... لا هتزعلني منك يا حاج

أبعد عينيه عن ذلك المعتوه... سيفقده عقله لا محالة.... جلس علي الأريكة يضرب بكفه علي الاخر بنفاذ صبر، أستند بيده علي جبهته يستغفر الله... وقف يؤشر له بأن يذهب له، وشهاب يطالعه بذعر يهز سببابته بالرفض... صاح فيه محتدًا:
-يا أخويا اتفلق... أنت ايه يالا عايز تموتني يالا؟

نظر له بريبة يؤشر علي نفسه ببلاهة... قطب حاجبيه ينظر له نظرات معاتبة ماذا يقصد أنه مجنون... هل ما فعله أغضبه لتلك الدرجة... لم يستطع أن يصمت، ويمتص غضبه فبادر بسؤاله:
-بعد الشر عليك يا حاج.... متقولش علي نفسك كده احنا لسه عايزينك

تنهد سليم يطالع ريم الساكنة بهدوء... تحرك للأمام فهرول شهاب للخلف يقفز فوق الأرائك بفوضاوية... أردف بنبرة ساخرة:
-والنبي مخلف دكر بط.... يا أخويا أنا مش عايز حد.... وبعدين فهمني حاجة واحدة بس الحامل الـ جوه دي هتأكل بانية، والساعة داخلة علي ٤ الفجر.... فهمني كده بالعقل عشان مجيش أعملك خريطة في وشك دلوقتي.

نظرت ريم لشهاب بضحك... أجفلت علي وسادة طائرة منه تلقتها بصعوبة... جلس علي الأريكة يضع وسادة علي ساقيه... يغمغم بعقلانية:
-لا ما هو أنت مش مركز يا حاج... فيه مكرونة والمكرونة دي فيها نشويات هي، والبطاطس... وده طبعًا هيفيد البيبي...ثق فيا

تحرك ناحيته بغيظ... سحبه من تلابيب ملابسه بقوة، شهق شهاب بفزع من حركة والده السريعة.. أبتسم له ببلاهة.. أسكته سليم بنظرة أخرسته يردف مُغتاظًا:
-أنت البعيد ايه؟ أنت مش هتكبر ياض بقي، وتعقل؟

تنهد للحظات لتضطرب حدقتيه يتحاشي النظر لوالده... ما به الجنان، ترك العقل للعقلاء... بلع لعابه الجاف يهمس متوترًا:
-أنا غلطان إني بهتم بالعيلة يا حاج...طلعيلي الأكل ده علي أوضتي يا ريم.. ولا تزعل نفسك يا حاج

"عشق الورد"  الجزء الثاني من سلسلة "أسري القلوب" ❤. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن