«أسري القلوب»
«عشق الورد»
«الفصل التاسع عشر»
#شروق_عبدربه
#بهجة
____________________أشْدُدْ عليٰ جَمْرِ دِيْنِكَ إنَّها تُمطِرُ فِتَنًا.
ابتلعت هدي لعابها خائفة تقطع المكان ذهابًا، وإيابًا... الجميع ينظروا لها بعدم فهم، شهاب ليس هُنا، أقترب الفجر، ولم يأتي بعد، توجه عاصم من مكانه وقف أمام الباب الذي تقف أمامه والدته لم تنزح عينيها من عليه يوجه حديثه لها:
-يـَ ماما ما تفهمينا فـ ايه، ومين الـ جاي، وفين شهاب!توسعت حدقتي هدي مدهوشة من رؤية شهاب لتهرول سريعًا تقترب منه مُرتبكة تهمس له سريعًا:
-هو فين يـَ شهاب، مجاش معاك ليه؟ابتسم لوالدته قبل أن يرفع كف يده يربت علي وجينتها برفق يغمغم يُطمأنها:
-متخافيش جاي وراياتنهدت هدي قلقة تومأ برأسها حاولت أن تهدأ، ولكن دون جدوي... لحظات قبل أن يدلف رجل علي ما يبدو أكبر من سليم سنًا، ملامحه هادئة، لحيته طويلة، معالمه بشوشة، رؤيته تُشعرك بارتياح غير مفهوم أقترب من شهاب ينظر للجميع مُبتسمًا:
-السلام عليكم، ورحمة الله وبركاتهحاولت هدي أن تبتسم، فلم تستطع بالكاد حركت رأسها بإماءة صغيرة... وقف الجميع سليم وزياد... كارما وريم نظروا لبعضهم البعض، رد عاصم بهدوء:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهتوسعت حدقتي سليم مدهوشًا مما رأي، لما جاء هذا الشيخ إلي هنا، نظر لهدي ليري ملامح وجهها لا تزال خائفة كما هي، إن كانت خائفة لما جاءت بهذا الرجل إلي هنا، بمساعدة شهاب، أنتفض الجميع مذعور حين هتف سليم بقوة:
-ايه اللي بيحصل هنا ده؟وصمت لعدة لحظات يراقب ردة فعلها ليراها تنظر للشيخ كتعلق المنقذ بالغريق، نظرت إليه عدة لحظات مُشتتة مُتعبة، وحين فتحت فمها لتتحدث... سبقها شهاب يغمغم بتفهم:
-أنا هفهم حضرتك يـَ بابا، ده الشيح هاني مُعالج روحاني ماما طلبت مني أجيبه عشان عندها شك إن كارما معمولها سِحرنظر إليها لتتوسع حدقتي كارما رُعبًا تُشير لنفسها نظرت أرضًا تشعر بقواها تنهار ترفض التصديق ليهرول زياد، وريم إليها هتف سليم بإنفعال:
-أنتِ مؤمنة بالكلام ده يـَ أم ريم، دي خرافاتابتسمت ساخرة تؤمأ برأسها باتت تؤمن بكل شيء... ينعت التصديق بالسحر جهل...لما الأن هو لا يُريدها أن تلم شمل عائلتها من جديد، الحق عليها لأنها لا تُريد أن تهتز علاقة ابن أخيه بزوجته غمغمت ساخرة:
-لا مش خرافات يـَ أبو ريم، ده شيء مذكور فـ القرأن، والرسول اتسحرفسح عاصم للشيخ الطريق يؤيد كلام والدته خاصة أنه رأي أن هذا النوع انتشر في الأونة الاخيرة، ولكن من سيفعل ذلك، كارما مسكينة لا تعرف أحد، وإن فعلت فمن سيؤذيها، غمغم بخفة:
-ماما عندها حق يـَ بابا اتفضل يا عم الشيخ
أنت تقرأ
"عشق الورد" الجزء الثاني من سلسلة "أسري القلوب" ❤.
Gizem / Gerilimعندما تجد سراديب الماضي تحاوطك من كل مكان، عندما تجد الخذلان ينتابك كداء يلتصق بجسدك كدمائك، لابد وأن تتغير، كم هو مؤلم أن تكن وحدك في سبيل لا تعلم أين مطافه؟ فماذا لو كافئنا الله بمن يلملم شتات قلوبنا، ويمسد عليها كما لو أنها قطة صغيرة وجدت آمانها...