Trappted| 01

11.2K 637 904
                                    

الفَصل 1: مُحاصَرة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفَصل 1: مُحاصَرة

「كوريا الجَنوبيَّة؛ سول.
25 يونيو؛ 2017.」

كثيرًا ما تُنشِب الظُّروف القاهِرة بيننا وبينَ أنفُسنا حروبًا أهليّة أخدودًا لا تخمد. حتَّى وإن شفَعت لنا سعادةٌ لحظيَّة، وأقعَدتنا عَلى طاوِلة المُفاوَضات، ورغب أحدُ الأطرافِ في توثيقِ الهُدنَة بشرطِ التَّغيير، يأبَى الآخر الانصِياعَ لها. وحيثُما دفنَّا ذِكرياتِنا الأليمَة تنقِّب عَنها أغوارَ الماضِي، وتلقِّم بِها مِدفع السُّهادِ في كلِّ ليلةٍ لتَضرِب استِقرارنا.

تتألَّب ضدَّنا نزعاتٌ مُلتويَة، وبينَ قُضبانِ صُدورِنا تزجُّنا لنتعفَّن هُناك إلى أجلٍ غيرِ مُسمَّى، رغمَ أنَّنا القاضِي، نجهلُ عُمرَه. تتناسَل فينا النُّدوب، حتَّى ولوما كانَ لها قرين، نكبةٌ وحيدَة من شأنِها أن تولِّد عشرًا أخر، ويَستشري فينا الخَراب، خرابٌ ألحقه بنا الكَبت. مهما حاوَلنا تنظيفَ الفَوضى فينا، تهبُّ رياحُ الغَضب وتبعثِرها كأوراقِ الخَريف عَلى الرَّصيف.

لقد كسَرني الماضِي وأردانِي مُقعدةً عَلى كُرسيِّ الاضطِراب، ما وُفِّقت في تحديدِ الخطبِ معي، ولا في ابتِكار ترياقٍ يُداوِي سقَمي المَجهول، صنَع منِّي نسخةً موبوءَة تفتك بنفسِها رويدا رويدا. بداخِلي ظلامٌ وابِل، أعِي أنَّه لن يسمَح لي بالتَّحليق في سماءِ التألُّق، ولا بالاستِلقاء في عرض الهَناء، كلُّ ما أردته شخصًا يُشارِكني الغَرق!

شخصيَّتي مُتناقضة كأنِّي أعانِي مِن الانفِصام، وما عادَ صَدري يسعُ تضارُباتِي؛ كانَ يضيقُ بي ويخنقني. أنا عاطِفيَّة وبليدَة، مُشرقةٌ ومدلهمَّة، خالصةٌ وخبيثَة في الآن ذاتِه. قد ينفجِر مِن عينيَّ سيلٌ جارفٌ بسببِ لقطةٍ حزينَة في فِلم، أو رُؤية حيوانٍ جَريح، لكنِّي عديمَة الإنسانيَّة، مشاكِل البَشر لا تؤثِّر بي، بل وتُسلِّيني؛ لا أكترِث إلَّا لنَفسي وأناسِي. أحيانًا أتمنَّى لو نتعرَّض للغزو ليتغيَّر روتيني المملّ، وعندما أتخيَّل سقوطَ قذيفةً ما عَلى سقفِ بيتي أغيِّر رأيي.

لطالَما كُنت عالقةً في الوسَط، أتأرجَح بينَ القمَّة والقاع، فلا أنا الأولَى ولا أنا الأخيرة، علاماتي حَسنة ولكنَّها لا تَرقى بِي الصَّدارة، آخذ دروسًا في التزلُّج عَلى الجَليد، ولكنِّي لستُ الأمهَر بين أقراني، كذلِك أبرعُ في الرَّسم، وعِندما أرَى لوحاتِ الفنَّانين يُراوِدني الاعتِزال عَن قلمي. ملابِسي ذكوريَّة أحيانًا، وأحيانًا أنثويَّة، وفقًا لمِزاجِي ومَدى ثِقتي بنَفسي الَّتي تحطِّمها المِرآة في طرفةِ عين. ولا أدرِي أيَّهما أسوأ، أن تَكون دميمًا أم غريبًا؟

Red| Daddy Issuesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن