الفَصل 04: لورد السِّجن.
نُستَشهدُ عَلى قيدِ الحَياة أحيانًا، بينَما نُجاهِد النَّكباتِ الَّتي تغزو أيَّامنا، وتُخلِّف في حناجِرنا آهاتٍ صَرعى، ليسَت كلُّ العُيونِ قادرةً عَلى إقامةِ حدادٍ يليقُ بها. انسِحابُها مِن المَيدان مهلةُ أملٍ زائف، ونذير لنكسةٍ أخرَى أشدّ فتكًا مِن سلفِها، كالمَوجِ ما يتحطَّم عَلى ناصيةِ الشَّاطِئ إلَّا لينقضَّ مِن جَديد. وفي برزخِ الشُّغور تحومُ أرواحُنا بعدَما تطعَنها الرَّزايا دونَما شعور. ونُدرِك أنَّ الانكِسار كانَ ضروريًّا لنشمِّر على الجَفاء، ونشيِّدَ شخصًا آخر لا يهون!
أحيانًا يطرُدنا القدر قسرًا مِن مواطِن الصُّلح، فلنجأُ إلى أوكارِ الفساد، أو ننصِب عَلى شَفا الضَّلال سُرادِق تمرُّد، ونأبَى الانتِسابَ إلى أيِّ صنفٍ مِن البَشر. تشرِّدنا العِبر الَّتي تداهِمنا في نهايةِ كلِّ غلطَة، عقبَ فوات الأوان، ومِثل غُبار الطَّلع نُلقِّح ورودَ الشرِّ الدَّهماء، فتنبُت في الطَّلح متنكّرة.
كُنت صبَّارًا، هَجره الحظُّ في عرضِ الصَّحراء، دونَما مؤنٍ تُعيلُه عَلى مُقاوَمة الظُّروف، كطفلٍ لقيط، فتلقَّن العيشَ مُعتمدًا عَلى نفسِه. ورغمَ المَتربة الَّتي تفشَّت بينَ ترائِبي، ما تسوَّلت خفقاتِي يومًا حسنات اهتمام. في هوَّةٍ ما بينَ الرَّماديِّ والأسوَد علِقت، بعدَ وقوعي مِن قمَّة الماضِي، تارةً أكونُ ليلًا حالكًا، لا يَعلم أحدٌ ما يضمِره في قرارتِه، وتارةً أكونُ نهارًا ماطرًا. وكالدُّخان الأبيضِ يوحِي للجميعِ أنَّ نيرانَه قد خمدت، ولكن ما دامَت شظايا السُّوء متناثرةً حولها، فسوفَ تنكؤُها عاجلًا أم آجلًا، وسوفَ تندلعُ من جَديد.
نذَر والِدي كلَّ مكاسِبه للقِمار، وتورَّط معَ قروشِ الدُّيون، فدَفعت والِدتي رمقَها ثمنًا لطيشِه أمامي. سخِرت مِنه الحيَاة حينَما أعدَمته على يدِ حارسٍ من حرَّاس الكازينو. أمَّا أنا فكُنت فيئًا مُغريًا لتجَّار البَشر، المُندسِّين كالطَّوائِف الخبيثَة في المُجتمع، يلتَحفون أزياءَ الخَير. أُرسِلت إلى روسيا، هُناكَ حيثُ لفتُّ زعيمَ العِصابَة فقرَّر التكفُّل بي.
أنت تقرأ
Red| Daddy Issues
Fanficعجيبٌ كيفَ يخطُّ ببنانِه عَلى أديمِي كلماتٍ خرساء شفَّافَة، لا تَفقهُها سِوى خَفقاتِي، وكيفَ يدوِّن ذكرياتٍ جامِحة عَلى جدراني، مهما اشتدَّت رطوبَة الزَّمن لا تزول، ربَّما لأنَّها تُضاهِي رطوبَة حاضِرنا. «لنَغرق في لُجَّة الغَفلة، ولنَتبادل إكسيرَ ا...