The Favour| 03

5.1K 550 525
                                    

الفَصل 3: الجَميل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفَصل 3: الجَميل.

في زُقاق الضِّيق الَّذي تسلكُه خفقاتُنا، بينَما تهرُب مِن أنيابِ ماضٍ مَسعور، لمَّ القَدر شملَنا به دونَ سابِق إنذار، زقاقٌ لا يُنيره سِوى مِصباحُ تماسكٍ أعمش، يُضيء حينًا وينطفِئ حينًا، وفي المَجال بينَهما تضيعُ أنفاسُنا، نعلمُ أنَّه سيَخذُل نفوسَنا وهي في أمسِّ الحاجَة إلى مَعونَته، لتُبصِر مُحيطَها لعلَّها تعثُر في حاوِية النُّطق عَلى شظيَّة تضعُ حدًّا للاختِناق، أو قنِّينة غضَب تكسِرها عَلى عُنق اللَّحظة، وتغتالَها قبلَ أن تغتالَنا.

كما لا يَمحي الزَّمنُ تاريخًا حافلًا بالحُروب، دوَّنت أطرافُها نُسخًا مُتناقضةً من وقائِعها، وتوارَت الحقيقَة خلفَ سطورِ إحداها، وربَّما تشتَّت بينَ جميعِها، وكانَت لبِنة لهويَّة شَعب بحفاوته، تُمطرُنا الأيَّام بآهاتٍ فتَّاكَة، كأنَّنا ما ولدنا إلَّا لنَكون جنودًا آخرينَ لوغًى ما اكتَفى بالأرواحِ الَّتي أراقَها. ننتقلُ بينَ العصرِ والعَصر كامِلين أو مجزَّئين، وكلُّ ما نخوضُه يصيرُ لاحقًا نُقطةً أخرَى في بطاقةِ هويَّتنا.

تهمدُ حربُنا مَع العالَم، ومِن رُفاتِها ترمِد حربٌ أخرُى مقرُّها صدورُنا، وكما تؤبِّن الأوطانُ أحزانَها في كلِّ ذِكرى سنويَّة لَها، نقفُ إلى أجداث شُخوصِنا القديمَة، بمرورِ الوَقت تمتلِئ مقابِرنا بنا، حتَّى نخالَ أنَّ معادِننا قد نفدَت، ولَن نستَطيع خلقَ المزيد. مثلَما لا تغرَق الدِّماء في التُّراب كالماء، تخثرُ الظُّروف الثَّقيلة في الذَّاكرة، وفي ركنٍ منسيٍّ مِنها تنزِف.

الماضِي كالسَّرطان أحيانًا يدمِّر الحاضِر. وقد كانَت صدمة طفولَتي قويَّة، ما تزالُ آثارُها خالدةً في ذِهني، وكلَّما تعثَّرت بموقفٍ مشابهٍ لها، عانيتُ مِن اضطِراب الهَلع. أردتُ أن أنتفِض لتَحريرِ نَفسي بنفسِي، لأثبِت لي أنِّي قادرةٌ عَلى تخطِّي ألَمي، لكنِّي ثورة عجِزت عَن الامتِداد خارِج أسوارِي الشَّاهقة. ظننتُ أنَّه سيحصُل عَلى غايتِه منِّي، ويترُكني خلفَه بندبٍ آخر، لكنَّ بيكهيون ظهرَ في الوقتِ المُناسِب وأبطلَ خطَّته. كإبليسَ متنكِّر بزيِّ فارِس؛ كان.

Red| Daddy Issuesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن