الفَصل 14: ما هُو الحُبّ؟
كلَّما شهَقت القمَّة الَّتي تسلَّقت الآمالُ إليها رغمَ ركاكَة عتادِها، عتادٌ التَقطته مِن كنفِ مُعتقداتٍ باطِلة، تفاقَمت شدَّة السُّقوط في دركِ القنوط، وضريبةُ الانكِسار الَّتي تُبلَى بها أضلعُ الاحتِمال عَلى أعقابِه.
لكنَّ القلوبَ لا تنفكُّ تسلُكها وإن كانَت مقعدَة، ولا تنفكّ تتعثَّر بحصَى الإخفاق في طريقِها إليها، أو يُرسِل عليها الدَّهر رياحَ المُفاجآت الضارَّة، لتزيحَها عَن مقامِها، فتتبنَّى المُحاولة مرارًا وتكرارًا. البَعض لا يتَّعظ، حتَّى وإن ألقَت عَليه الحياة دروسًا بصلابة جلاميد، تهرسُ كيانَه تحتَها، وتكونُ رمسًا له شاهِده إيمانُه الأعمَى.
مُذ سقَطتُ عَن صهوةِ الوَجد بينَما أمتطِي جوادَه نَحو النَّعيم كَما خيَّلت لي اللَّحظَة، اعتزلتُ فُروسيَّة العواطِف، وارتضيتُ بالسَّير حافيًا نَحو مآرِبي، ورغمَ أنَّ أشواكَ الغِواية تخدِش نَفسي تعلَّمتُ كيفَ أخلعُها عنِّي، دونَ أن أنزِف ندمًا.
غفلتُ لوهلة، ثمَّ وَجدتُني في متاهةِ الانجِذاب عالقًا مِن جَديد، وقد قطعتُ فيها شوطًا سحيقًا، بحيثُ يستَحيلُ أن أرتدَّ إلى مُنطلقِي، خيارِي الوحيد هُو البَحث عَن المَنفذ، منفذٌ لا أدرِي مُنتهاه.
بينَ فجواتِ الغَسق، أينَ يمجُّ السَّهوُ فِكري، تتأجَّج في آفاقي كشفقٍ يتَمايل عَلى همسات الغَزل، مهما استمتُّ لأغضَّ الطَّرف عَنها، تشرِّع اللَّهفة جَفنيَّ عَلى وسعِهما، فيُؤويانها رغمًا عنِّي، هي الَّتي باتَت تُرفرف عَلى لظَى صَحوتي، تثِب مِن شعلةٍ إلى أخرَى، ثمَّ تُبعثُ مِن رمادِ غفوتِي في أوجِّ سطوتِها كأنَّها لن تنقرِض أبدًا، ما دامَ في قَلبي نبضٌ تَرعى عَليه، ما مِن بابٍ قد يُخفيني عَنها، ولا مَهرب يكتُمني عَن ذِكراها الغاشِمَة.
تأوَّدت السَّاعاتُ باختِيال عَلى صِراط أعصابِي، كما لو أنَّها تُماطِل المَساء عمدًا، إذ كان المُنتهَى الَّذي تاقَت إليه كلُّ حَواسِي. أمضيتُ يومًا عاديًّا بينَ أسوارِ السِّجن، في الباحَة الفسيحَة سِحت كغيرِي مِن السُّجناء، وسِختُ بفِكري في أغوارِ الشُّرود المَحفوفَة بجواهِر سوداء، كمُقلتيها.
أنت تقرأ
Red| Daddy Issues
Fanficعجيبٌ كيفَ يخطُّ ببنانِه عَلى أديمِي كلماتٍ خرساء شفَّافَة، لا تَفقهُها سِوى خَفقاتِي، وكيفَ يدوِّن ذكرياتٍ جامِحة عَلى جدراني، مهما اشتدَّت رطوبَة الزَّمن لا تزول، ربَّما لأنَّها تُضاهِي رطوبَة حاضِرنا. «لنَغرق في لُجَّة الغَفلة، ولنَتبادل إكسيرَ ا...