الفَصل 13: همَسات آثِمة.
لطالما كُنت شَطر روح، كأنِّي عَلى شفرِ الميلادِ فُصمتُ جورًا، وربَّما أنا مَن قَطعتُ الإربَ تِلوى الإرب من قَلبي كلَّما علِق شغافِه بأشواكِ المِحن المسنونَة، واضطررتُ أن أسلَخه بخِنجر الصُّمود في سبيلِ الاستِمرار، وما حاوَلت أن أعودَ إلى المَكان الَّذي فقدتُني فيه خوفًا مِن أطيافِ الماضِي، أطيافٌ تحومُ بأجوائِي كغِربان المَوت كلَّما أوَصدتُ جَفنيّ.
حَياتِي غسقٌ مشتقُّ مِن الجُحود، وآفاقٌ ضبابيَّة لم أرصد فيها الشِّفاء قطّ، كما لم أشعُر بالاكتِمال يومًا حتَّى خيَّم هو عليّ، اللَّيل يغدو وهَّاجًا لو زاره القَمر، كذلِك سطعتُ حينَما رصَّع جسَدي وبثَّ الخَجل بينَ ربوعِي مفتضحًا خباياي، فتيمَّنتُ بقُبلاتِه فيه سواءٌ مسَّته أم اجتازَته أنفاسُه الحارَّة فقط.
ردم هُيامه ثغرَاتي بزخَم وأغرَقني في هومِ الانتِشاء، وبإبرتِه رقَع كَيانين تائِهين في غياهِب الفراغ، كيانان مِن خامَتين مُختلِفتين، فأنا الأنثَى الحَريريَّة البَتول، وهُو الرَّجل الكتانيّ الخَشن.
كانَ بارعًا في التَّنقيبِ عَن كُنوزِ الرِّضا بينَ أنفاقِي، كأنَّه اطَّلع عَلى خريطَتي قبلَ أن يدقَّ ثَراي بفأسِه، رغمَ أنَّه يطأ جزيرَتي للمرَّة الأولى. بلمساتُه العَمياء شقَني، وكانَ يصبو مرامَه في نِهاية كلِّ نفق، ويملأُ صناديق غُروره الذُّكوريِّ بجواهِري.
كلَّل ثَغري بورودِ الهَوى، وأطَّرت أنامِله نوافِذي الأنثَويَّة، وعَلى صراطي الأعوجِ علَّم مُرورَه براياتٍ أرجوانيَّة، كَدماتُ الشَّغف الَّتي تبوحُ بهزيمَتي تحتَه، قبلَ أن يضرِب حِصني المَنيع بضَراوَة. عَلى السَّرير شبَّت حربٌ جسديَّة وفي حَوضي فُتوحات ملحميَّة، تنازَلت له عَن السَّيطرة رغمَ الألَم، ألَم مُبرح تفشَّى فيّ، وتجسَّست آهاتِي لصالِحه عَن حصيلة ضحاياهُ بداخِلي. سقَطت مديَنتي المُقدَّسة سقوطًا مبينًا، وعَلى أعقابِ رَحيله خلَّف شعبًا يرتعِش متعَة.
دَعانِي إلى حُضنه كَما لو أنَّه أشفقَ عَلى الخَراب الَّذي خلقَه بينَ جُدراني، حتَّى صارَ جسَدي منكوبًا، لا يمكنُ لمُهجَتي أن تُقيم فيه، وكانَ ملاذِي مِن مخاوِف بزَغت في نَفسي، بعدَما تبدَّدت غمامَة الرغبة، ووعيتُ عَلى خسارَتي الفادِحة، خسارةٌ وثَّقها حِبري الأحمر عَلى المُلاءَة الَّتي تُضاهيه لونًا.
أنت تقرأ
Red| Daddy Issues
Fanfictionعجيبٌ كيفَ يخطُّ ببنانِه عَلى أديمِي كلماتٍ خرساء شفَّافَة، لا تَفقهُها سِوى خَفقاتِي، وكيفَ يدوِّن ذكرياتٍ جامِحة عَلى جدراني، مهما اشتدَّت رطوبَة الزَّمن لا تزول، ربَّما لأنَّها تُضاهِي رطوبَة حاضِرنا. «لنَغرق في لُجَّة الغَفلة، ولنَتبادل إكسيرَ ا...