Boundaries| 06

4.6K 524 652
                                    

الفَصل 06: حُدود

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفَصل 06: حُدود.

كانَ ثَرى أيَّامي مبطَّنًا بالمَطبَّات، تنتَأ عَلى بُعدِ اطمِئنان مِنِّي، فلا أنتبِه إلى وجودِها حتَّى تقذِف عَجلاتِي في الهَواء، ولا يُمكِنني أن أزيغَ عَنها، لأنَّ الأوانَ قَد فات عَلى احتِرازها، وحال الهُبوط تسقطُ مِن عربتي شهقات زمعٍ حسيرَة.

صرتُ أخشَى التوغُّل في غاباتِ العُمرِ الَّتي تعجُّ بوحوشِ المُفاجآت، وبوحشةِ الغُربَة لشخصٍ اجتبَى التِّرحال مُنفردًا مثلي. اكتَشف أنَّ النَّاس لا يدومون، بل محضُ إدمان، ستأتِي اللَّحظة الَّتي يصيرُ فيها مُشكلةً أخرَى بحاجةٍ إلى عِلاج. آفاتي النَّفسيَّة كافيَة، ذلِك لأنَّ سلطاتِي عاجزةٌ عَن احتِوائها، أو زجّ جذر علَّتي خلفَ القُضبان. لو عُرِف السَّبب بطلُ العَجب، ولطالَما كانَت طبائِعي مِن إحدَى العَجائِب، وما أزالُ بالنِّسبة لنَفسي مُعضلة!

أنا الَّتي لا أقومُ مِن انكِسار إلَّا لأنكسِر ثانية. لا يسمَح لي الزّمن بترميمِ روحي إلَّا ليقوِّضَها ولا بمُداواة قَلبي إلَّا لينكأ جِراحَه، كأنَّه يستَمتِع برُؤيتي أركُض نَحو الأمَل ليتبيَّن لي في الأخير أنَّه مجرَّد سرَاب. لقَد سئِمت من الأهوالَ الَّتي تُطارِدني بينَ بُلدان الحُبور، رغمَ أنِّي انتَحلتُ هويَّة الاتِّزان، وامتَهنتُ التصنّع حتَّى صدَّقت أكاذيبي الحُلوَة، تطرُق بابي بعصبيَّة تكادُ تصير بربريَّة، وفي أزقَّة الظَّلام تعتَدي عَليَّ دونَما عطفٍ أو رأفة.

شمَت الرَّجلانِ ببنيتي المُرتجِفة وحدَقتاي العاجِزتان عن النَّظر إليهما. مِن حينٍ إلى آخر كانَ صاحِب وشمِ الأفعَى يقرِّب يدَه منِّي، وعِندما أحتضِن حقيبَتي إلى صَدري، وأنكمِش عَلى نَفسي يقهقه. أنا العاصِفة الَّتي أفسَدت محاصيلَ خطَّتهما، انعدَم مفعولِي الآن، لأنَّهما جبلان ولست بندٍّ لهما فُرادَى.

علِمت أنَّ هذِه الأمسيَة لَن تنتهِي عَلى خير، لقد حالَفني الفألُ مرَّة، ولَن يمنَّ عليَّ بمنقذ. كانَ عليَّ أن أتوخَّى الحَذر، ظننتُ أنِّي نَجحتُ يومَها في التخفِّي، وربَّما الحارِس هو الَّذي أقنَعه بأنِّي مَن بلَّغت عَنه لبيكهيون، بنيَّة ضربِ عصفورَين بحَجر.

Red| Daddy Issuesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن