Criminal| 02

5.8K 557 487
                                    

الفَصل 2: مُجرم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفَصل 2: مُجرم.

「كوريا الجَنوبيَّة؛ سِجن دايجو.」

الكلِمات أسلِحة لو شُحِنت ببارودِ القَسوة وانطَلقت مِن فوهةِ الجَفوة بثبات، حيثُ تَطرحُ العيونَ عَلى الأرض صَرعى. وأوشِحة لو حاكَتها الكياسَة لردَعت الأذيَّة عَن الوجدان، وكما يُمكِن لجملةٍ أن تنفَذ في الألبابِ الهشَّة وتُدميها وجلًا، يُمكِن لها أن تغزِل حبالَ نجاةٍ مِن كمائِن المآزِق، إن بلَغت مِن المتانَة ما يخوِّلها حملَ أثقالِ التوتُّر عن النُّفوس.

أمَّا أنا فما حالَفتني الكلِمات يومًا، كلَّما قصَفتني الضَّرورة هاجَرت عَقلي برمَّتها. في المواقِف الحاسِمة يرتفِع سعرُها، وأفلس مِن رصيدي اللُّغويّ، فلا أقتدِر أن أبتاعَ الخَلاص. مهما تأهَّبتُ للمُواجَهة، فإنَّ لِساني في الوَغى يَنبو، ويتركني عَزلاء!

أحسد أولئِك المُتمرِّسينَ في مُبارَزة الارتِباك بسيفِ الثِّقة مَهما كانَ عتيدًا، أولئكَ الَّذينَ لا تنفدُ خيوطُهم، حينَما يحتدِم زَمهرير القَلق، لا يضيِّعونَ فتيلَ البِدايَة في بكرةِ القَول، ولا يَهابونَ الوثب في لجَّة المَجهول. لستُ اجتِماعيَّة وقلَّة خبرتي أوقَعتني في حيرةٍ مِن أمري، تمنَّيت لو أنِّي حاوَلت التغيُّر. خشيتُ أن أزيدَ الوَضع سوءً، إن حدَث وحططتُ لفظةً في غيرِ مكانِها المُناسِب، لاسيمَا وأنِّي أتعامَل الآن مَع مُجرمٍ خَطير، لا أدرِي ما مَدى صلابَة مزاجِه، وما إذا كانَ ينتظِر منِّي جوابًا، أم يريدُني أن أصمُت.

أشعُر أنِّي راسيةٌ عَلى حافَّة هاوية يُبطِّنها ضبابٌ كَثيف، يحولُ بينَ الأبصارِ وبينَ الامتِداد إلى قعرِها، واكتِشاف طبيعةِ سفحِها، ما إذا كانَ نهرًا أم ثرًى؛ لا يُمكنني المُجازَفة بالقفزِ فيها، لأنَّ الهلاك احتِمال وارِد. كما أنَّ الوقوفَ مكتوفَة الشَّفتين، لَن يُقدِّم ولن يؤخِّر قيدَ أنملةٍ في مَصيري، سيعصِف بي عاجلًا أم آجلًا. كُنت أتصبَّب عرقًا، بسبب الجُهدِ الَّذي بذلتُه في الرَّقص، وبسببِ خوفي مِنه.

وهَّاني جبروتُه، وتوَّهني الأوَّار في جَفنيه الَّذي يشبِه ظهيرةً صيفيَّة. بُؤبؤاه مِقصلتان أجهَزتا عَلى صورَتي المُنعكِسة فيهما، واصطَليتُ في خضمِّي ذعرًا، حتَّى نضَب ريقي. ما استَطعتُ الصُّمودَ عَلى متنِ يمِّه إلَّا لثوانٍ شَحيحَة، رغمَ أنَّ ملامِحه الجافِية ما نمَّت على السُّخط، ولكِن مَن ذا الّذي يدري عمَّا يفورُ في قاعِ المُحيط بينما يدَّعي السُّكون؟ أو ما يتَوارَى خَلف الأحداقِ الَّتي تُجيدُ التنكُّر، لخِداع النَّظرات السَّطحيَّة.

Red| Daddy Issuesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن