بقلم سما المغرب
هل يمكن للحياة ان تتغير في لحظة واحدة ؟فكرت اماليا ان هذا ما حدث معها ،فبعد ان عاشت يومان لا ينسيان مع اليكس،وجدت نفسها تغرق في بحر من الحزن والذل الذي سحق كل احلامها ومشاعرها،تذكرت كيف قضت ذلك اليوم بعد عودة كاميلا ومارك بجانب المسبح، يسبحون ويمرحون ويتبادلون اطراف الحديث،كم كانت مناقشاتها مع مارك حامية يتجادلان في قضايا الساعة حتى صاحت بهما كامي
-توقفا عن تلك المواضيع المملة ، نريد ان نمرح قليلا وليس ان نحل مشاكل الاحتباس الحراري؟
-لاادري لما عقلك صغير هكذا حبيبتي رغم انك في نفس سن اماليا؟قالها مارك بمداعبة-
-في الحقيقة انا اكبرها بحوالي السنتين ،هي مازالت في السابعة عشرة
-حقا؟لااستطيع تصديق ذلك،فثقافتك اماليا تعبر عن شخص ناضج،حقا انا منبهر
-يمكنك ان تكون كذلك فهي كانت دائما هكذا منذ كانت في السابعة،حتى اننا نسميها في المدرسة بالموسوعة المتحركة، اما المتنمرات فكن يسمينها بفأرة الكتب،وذلك لانك لايمكن ان ترى اماليا دون ان ترى معها كتابا.
قالتها كامي بكل فخر بصديقتها.قضيا ما تبقى من اليوم في اللعب والسباحة حتى الساعة الخامسة وتوجه كل الى غرفته ليستريح ويستحم ويستعد للعشاء،في السابعة نزلت اماليا من غرفتها وتوجهت الى قاعة الطعام حيث وجدت كل من مارك وگامي التي استقبلتها بحضن كبيروهي تثني على جمال ثوبها واناقتها قبلها مارك من وجنتها وجلسوا في انتظار حضور اليكس ليبدؤوا العشاء عندما دخل الى القاعة انتفض قلب اماليا بين ضلوعها من شدة حبها له كان وسيما ذا طلة رائعة،قبل شقيقته وحيا مارك واماليا،في هذه اللحظة شعرت امالياوكأنه يخجل من مجرد النظر اليها امام الاخرين ،نظرت اليه بانكسارولكنه كان يتحدث مع مارك دون ان يعيرها اي انتباه.عندما سألها مارك سؤال لم تعرف ما هو لانها كانت شاردة في افكارها،اعتذرت منه برقة
-انا اسفة مارك لم اسمع ماذا قلت اظن انني متعبة من السباحة طول النهار لذا تركيزي صفر
-لا استطيع ان اصدق ذلك؟فعقلك حاد كالشفرة ، ما الذي يحصل معك.قالتها كامي باستغراب
-انا بخير حقا لقد ظللت اتجادل النهار بطوله مع مارك وهذا قد استنزف كل طاقتي.
التفت مارك نحو اليكس وقال له
- بعد مناقشاتي الحامية اليوم مع اماليا،لا استطيع ان اتخيل انها اصغر من كامي بسنتين، انها حقا نابغة. نظر اليها اليكس بذهول وقد شحب لونه رأت في عينيه غضبا حارقا لم تستطع تفسير سببه وهو موجه اليها هي بالذات.بعد العشاء استئذنت للذهاب الى غرفتها ، وتمنت للجميع ليلة سعيدة دون النظر الى اليكس الذي كان يرمقها طوال فترة العشاء بتحفظ وغضب مكبوت لا تستطيع ان تعرف سببه.
بمجرد ان وصلت الى باب غرفتها ،شعرت به وراءها يدفعها ويدخل وراءها الى الغرفةمقفلا الباب،نظر اليها للحظات بغضب حارق وهو يتمتم و من بين اسنانه
-لماذا فعلت ذلك. لماذا؟
-ما الذي فعلته؟ تساءلت بحيرة
-لماذا لم تخبريني بسنك الحقيقي كيف امكنك ان تخدعيني هكذا؟
-وما علاقة سني باي شيء آخر،اظن ان هذا ليس موضوعا مهما في نظري وقد اخبرتك بذللك
-حقا اذن انت لا تعلمين انك قاصر وانني الان في نظر القانون مغتصب؟
-لكن كل ما حدث بيننا كان بر ضاي.
-حتى لو كان بالتراضي فانا في حكم المغتصب لانك ما زلت قاصرا،لذلك انبهك ان يعرف اي شخص بما حدث بيننا،وتنسي انك عرفتني يوما ، اذا لم يكن من اجلي فمن اجل گامي التي سنسبب لها معا جرحا لن تنساه ابدا.
-هل تنهي علاقتنا لمجرد فرق في السن
-لم تكن علاقة افهميها انها مجرد نزوة مراهقة ستنتهي مع الايام
-لا ليس نزوة انا متأكدة ، انا فعلا احبك.
قست ملامحه بشدة وهو يجيبها
-وانا لا احبك، بالنسبة الي كنت مجرد علاقة عابرة ستأخذ وقتها وتنتهي لذلك من الافضل ان ننهيها الان.
شعرت اماليا كانها طعنت في صميم قلبها،لكنها استجمعت الباقي من كرامتهاوهي تقول.
-حسنا سيد اندرسون يمكنك ان تكون مطمئن البال لا احد سيعرف بهذه النزوة .عن اذنك اريد ان انام الان .
نظر اليها بحيرة وندم، حاول ان يلمس وجنتها بيده لكنها ابتعدت عنه وهي ترمقه باشمئزاز.
-تصبح على خير سيد اندرسون.قالتها وهي تفتح له الباب وتبتعد ليخرج مغلقا الباب وراءه بكل هدوء ويغلق بذلك صفحة من حياة اماليا التي انهارت في بكاء مرير بمجرد خروجه.
في الصباح الباكر قامت اماليا باعداد حقائبها وتجهيز كل شيء لرحيلها.فبعد ان هدأت نوبة بكائها واستجمعت قوتها اتصلت بوالدها واخبرته انها ستعود الى نيو يورك وتقيم مع جدتها حتى عودته سالها والدها عن سبب مغادرتها المفاجأة لبيت صديقتها فتحججت بانها تشعر بالملل لان صديقتها دائما مع خطيبها وهي تشعر انها فائضة عليهما ولاتريد ان تكون عزولا ملتصقا بهما،تقبل والدها تفسيرهاوودعها على امل اللقاء بها بعد اسبوع اخر. نزلت الى اسفل بعد ان حجزت لرحلة العودة بعد اربع ساعات ،استجمعت قوتها ودخلت الى غرفة الطعام لتجد اليكس وهو يعانق حمراء شعر فاتنة دون خجل ولم يتوقف عن ذلك رغم دخولها.تبعتها مباشرة كامي التي شهقت ما ان رأت اليكس مع حمراء الشعر.
-ماريا،ماذا تفعلين هنا؟ألم تنهيا علاقتكما منذ شهرين
-مرحبا گامي عزيزتي الم يخبرك اليكس انه وافق على زواجنا ونحن الان في حكم المخطوبين
-حسنا مبارك لكما،.قالتها كامي ببعض الامتعاض لانها تكره ماريا بشكل كبير.
-هذه صديقتي اماليا، اماليا اقدم اليك ماريا حبيبة اليكس.
-بل خطيبته ،قالتها ماريا وهي تنظر بتعالي لاماليا.
-تشرفت انستي،ومبارك لك خطبتكي اتمنى لكما كل السعادة والهناء. قالتها اماليا بصوت تابث وهي ترفع رأسها بكبرياء.جلسوا جميعا لتناول الفطور وعند الانتهاء طلبت اماليا من كامي ان تحدثها على انفراد،فقامتا معا للخروج في هذه الأثناء قام اليكس ايضا ليغادر الى. عمله وقبل ماريا بابتدال جعل اماليا تشعر بالاشمئزاز.نظرت مرة اخيرة الى اليكس الذي بادلها نظرتها بنظرة تحدي فاشاحت وجهها عنه وغادرت الغرفة مع كامي ،التي اخبرتها اماليا انه ستضطر للمغادرة اليوم لان والدها اتصل بها اليوم ليخبرها ان جدتها مريضة وتحتاج لاحدهما ولانه لا يستطيع الاعتذار عن التزاماته،فهي من يجب ان يكون مع الجدة.حزنت كامي كثيرا لفراق صديقتها ووعدتها بان تراها قريبا.تذكرت كيف عادت الى امريكا محطمة تحمل بقايا قلبها الفتي المنكسر بين ضلوعها وجرحا غائرا لاتدري هل سيشفى ام انه سيبقى مدى العمر،استقبلتها جدتها بحنانهاالمعهود وصاحبتهالايام في حزنها تحاول ان تفهم ما يحدث لصغيرتها، ولكن الايام تصران تطعنها من جديد فبعد عودتها باقل من اربعة ايام تصلها فاجعة سقوط الطائرة التي كان على متنها والدها،في اندونيسياولم ينج اي احد من الركاب،دخلت في مرحلة اكتئاب شديدة،ادخلت بسسببها الى مشفى للعلاج كل ما كان يهون عليها وجود جدتها الى جانبها وكذلك صديقتها كامي التي جاءت خصيصا لمساندتها والوقوف الى جانبها .
-صديقتي اعلم انك حزينة جدا ولكن انا ومارك كنا قد حددنا تاريخ الزفاف بعد شهر من الان ولا ادري كيف اخبره ان نأجل الامر حتى تخرجي من حزنك لانني لن اقبل ابدا ان اتزوج دون ان تكوني وصيفتي لانني لا اريد احدا اخر ابدا.
--عانقتها اماليا برقةوهي تقول
-الحياة تستمر عزيزتي،لا تغيري شيئا وافرحي و انا اكيد لن اتنازل عن دوري كاشبينتك انا ساتجاوز الامر اؤكد لك وانا الان بخير لقد فقدت والدي ولكنني لم افقد املي في الحياةوسانهض من جديد اقوى مما كنت فلا شيء مضمون في هذه الحياة ،انظري الى ابي كان مليئا بالحياة والطاقة التي كان يمنحها لكل من حوله وفي لحظة اختفى من هذه الحياة ،لذلك عيشي صديقتي لحظتك ولاتأجلي اي شيء فلا نعلم ابدا ما يحمله لنا الغد لذا سأبدا من الغد سنخرج انا وانت لشراء ثوب الوصيفة ونتسوق من اجلك كل ما قد تحتاجينه،اخبريني ماذا فعلت في ثوب زفافك؟
-حسنا لقد تلاحقت الاحداث ولم افكر به حتى الساعة .
- إذن سيكون علينا ايجاد ثوب زفافك المثالي ايضا.
أنت تقرأ
مرآة الحب المتكسرة+18
Romanceتعود بعد اكثر من عشر سنوات لتخبر الرجل الذي حطم كل احلامها الوردية بان لديه طفل وهو يود التعرف اليه ،ماالذي ينتظر اماليا بالجانب الأخر من الاطلسي؟ وكيف ستكون ردة فعل اليكس؟ _بقلم سما المغرب _هذه القصة من وحي خيالي ليست منقولة او مترجمة _حقوق الكات...