الفصل الثامن عشر

4.1K 151 93
                                    

بقلم سما المغرب جميع الحقوق محفوظة

جلست اماليا الى جانب جورج يتبادلان اطراف الحديث كل يحكي عن تطلعاته واحلامه وكوابيسه في العمل وفي الحياة،حكى لها جورج عن قصته مع المرأة التي احبها اكثر من الحياة وكيف رحلت تاركة اياه في يأس شديد ودخل في حالة اكتئاب حادة بعد موتها لم يخرجه منها الا هذا العمل الانساني الذي يرى فيه فائدته وينعش روحه بتقديم المساعدة للاخرين،تحدث باسهاب عن حبيبته وعن حياته معها وافضى بكل مكنونات قلبه لاماليا،بدورها حكت له اماليا عن قصتها مع اليكس وكيف نبدها من حياته بعد ان علم بسنها الصغير وكيف انها لم تعرف بحملها سوى بعد زواجه من امرأة اخرى الشئ الذي جرحها عميقا وجعلها تتقوقع على نفسها وتهتم فقط بدراستها وطفلها ،الشيء الوحيد الجميل الذي خرجت به من تلك العلاقة المختلة كما حكت له انكار طفله دون حتى ان يراه ونعته باللقيط الشيء الذي لن تسامحه عليه ابدا
-ارى انك تبالغين في ردة فعلك عزيزتي، يجب ان تعترفي بينك وبين نفسك ان رد فعله طبيعي طالما اخبره الاطباء انه لن ينجب ابدا فكيف تتوقعين منه ان يصدقك؟
-هل ألمس هنا تعاطفا ذكورياجورج كيف تريدني ان اعذره على رد فعله هو لم يعطني حتى المجال لكي اشرح له لقد فعل نفس ما فعله بي عندما ركلني من حياته ككلب اجرب دون ان يتفهم موقفي او يعذر صغر سني لقد جعلني اكره حياتي لفترة من الزمن ادخلتني في اكتئاب حاد لولا هذا الطفل وجدتي التي ساندتني لا ادري كيف كان سينتهي بي الامر
-لا انا لااتعاطف معه،كل ما في الامر اني انظر الى موقفه بطريقة حيادية دون عاطفة واي شخص اخر غير معني بالامر سيخبرك انه معذور طالما كان يظن انه عقيم اما فيما فعله معك في بداية علاقتكما فانالا اظن انه كان موفقا جدا في قراره،اذا كان يحبك فلن يتنازل عنك ابدا سيفعل المستحيل لتصير ي معه ،لا ادري ان كان احبك ام لا ولكنني اظن انه نادم على قراره في الانفصال عنك بدليل انه الان هنا يبحث عنك بين الادغال ويصرف ثروة هائلة من اجل ذلك وهذا دليل كاف على ندمه او ربما حبه من يدري
-لا ،هو لا يحبني ،قالتها اماليا باسى وانكسار، كل ما هنالك انه اكتشف للتو ابوته لغابي ووعده بان يعيد اليه امه سالمة وهذا كل شيء يريد فقط ان ينال حب طفله وليس حبا بي انا
-حسنا صغيرتي ربما تكونين على حق،لا اعلم فانا لم اره لكي اقول رايي على اي الايام بيننا
-نعم ،الايام بيننا....
صمتت اماليا تفكر في حوارها مع جورج وسرحت رغما عنها في الامل الذي جعله ينبت في اعماقها بان اليكس ربما يكن لها بعض المشاعر طالما هي لم ولن تستطيع ان تحب رجلا سواه فربما يكون هو ايضا يبادلها ولو قليلا من حبها،لاحت على قسمات وجهها ابتسامة مريرة وهي تفكر انها فعلا غبية وتفقد كل تعقلها عندما يتعلق الامر باليكس فهاهي تبني قصورا من رمال لمجرد ان جورج قد افترض انه ربما يكن لها بعض المشاعر يالها من مثيرة للشفقة تستجدي حبا هي مقتنعة منذ اكثر من عشر سنين انه لا يوجد الا في مخيلتها ...اتكأت على ركبة جورج وحاولت ان تأخد غفوة لكن النوم لم يسعفها فعقلها في دوامة من الافكار والمشاعر المتشابكة تجعلها عاجزة عن اغماض عينيها في هذه اللحظة سمعت حركة غريبة وانتفضت من مكانها وهي تراقب بحذر ،ما يجري حولها رأت ضلالا تتحرك بين الاشجار الكثيفة وتيقنت ان النجدة قد وصلت،التفتت الى جورج الذي كان غافيا ولكزته في ضلوعه ليستفيق
-اماليا ،مابك عزيزتي هل انت بخير.
-انا بخير جورج،لقد شعرت بحركة غريبة بين الاشجار هناك اظن انهم وصلوا
- من وصل ؟؟؟؟
-مابك جورج الانقاذ طبعا من تظن سيصل الينا في اعماق الغابة هنا
-ربما الحراس فقط من يتحركون هناك فانا اظن انهم لن يصلوا الا في الصباح فمن الصعب عليهم التحرك في الادغال ليلا
- لا اظنهم الحراس ...انا متأكدة انها النجدة.
لم تكد تنهي كلامها حتى شعرت بحركة بجانبها التفت لتجد شخصا يزحف على بطنه ويتقدم الى حيث يتواجدون ارتعشت فرائسها بشدة وشدت على يد جورج تستمد منه القوة عندما وصل اليهم الشخص الغريب نظر حوله وهمس لهما
-هل جميع الرهائن يوجدون هنا
-نعم ،نحن جميعا هنا ،اخبره جورج
-والحراس اين هم ؟
-انهم في الجهة الاخرى لانهم خائفون من العدوى ،يظنون اننا مصابون بمرض معد فعزلونا في هذا المكان
-هل تتم مراقبتكم من مكان معين
-طبعا، يوجد حارس هناك قرب تلك الشجرة الى اليمين واخر فوق تلك العربة واخر هناك الى الشمال،اشار اليهم جورج خلسة ثم عاد الى مخاطبه ليسأله
-هل انت من فريق الانقاذ؟
-نعم سيدي انا ليون سميث قائد الفريق وصديق اليكس اندرسون الذي يمول هذه العملية،لقد وصلنا منذ نصف ساعة ونحن نقوم باستكشاف المكان لكي نعرف عددهم واماكن تجمعهم،هل تستطيع ان تقدر عددهم،اجابته اماليا بسرعة وثقة
-انهم مئة وخمسة وستون  بالضبط.
نظر اليها جورج بدهشة والتساؤل يعلو محياه
-حسنا لقد اخبرني قائدهم بعددهم عندما كنت معه في خيمته،ولكن هناك عشرون من النساء اللواتي يعتمدن عليكم ايضا لتحريرهن من هذا الكابوس
-حسنا سنرى ماذا سنفعل بهذا الشأن امر اخراجكم من هنا سيكون سهلا لان موقعكم معزول عن المخيم علينا فقط القضاء على الحراس، ولكن بالنسبة للنساء سنضطر للاشتباك معهم رغم اننا نريد فقط اخراجكم وترك امر المتمردين لقوات الجيش التي ترافقنا،ساعود الان لاخبرهم بالمعلومات وعندما اعود سيكون لاخراجكم يعني ان الحراسة قد انتهى امرها  فقط اتبثوا اماكنكم وكونوا على اهبة الاستعداد.
-انتظر ماذا بشأن المرأة وطفلها يجب اخراجها اولا انا لن اذهب من هنا حتى تسبقني هي
-لابد انك اماليا،لقد اخبرني اليكس انك عنيدة وأن لا اجادلك لذا ستكون المرأة وطفلها اول من يخرج من هنا فقط جهزوها على حمالة حتى يسهل نقلها ولا تعيقنا
-حسنا ساجهزها انا مع طفلها حظا سعيدا مع الحراس سوف تحتاجونه كثيرا
-شكرا لك اراك بعد قليل.
اتجهت اماليا الى المرأة وطفلها لتجهيزها للرحيل وقام جورج بابلاغ الطاقم بالاستعداد للتحرك في اي لحظة،ثم جلسوا ينتظرون ساعة الصفر وهم يعدون الدقائق التي تمر عليهم ثقيلة وكانها ساعات،مرت حوالي ربع ساعة لترى اماليا ليون وبعض الرجال يتقدمون بسرعة اليهم ،حمل اربعة منهم الحمالة التي توجد عليها المرأة والطفل والاخرون بدأووا باخراج الرهائن تزامنا مع قيام فريق اخر بالالتفاف حول المخيم وقتل الحراس بشكل صامت دون ان يشعر اي احد بذللك ،تم كل شيء بسرعة وفي صمت تام لا يسمعون سوى صوت خطواتهم المكتومة وانفاسهم المتلاحقة وخفقات قلوبهم الوجلة،وعندما خرجوا من دائرة المخيم التقتهم مجموعة اخرى من المسلحين لاخدهم الى منطقة آمنة قبل ان يبدأ الاشتباك لأنقاذ بقية النساء والقضاء على المتمردين،شعرت اماليا بذراعين قويتين تحيطانها وتقودانها الى المنطقة الامنة كانت تشعر برهبة وخوف شديدين ولم تستطع سوى الانصياع وتتبع الاخرين رانت منها نظرة الى وجه مرافقها لكنه كان مغطا بقناع لا يظهر سوى عينيه وفمه ،شعرت بأنها تعرف هذا الشخص فمرت قشعريرة في جسدها 
-ارى ان جسمك تعرف علي قبل عينيك الجميلتين حبي
-اليكس!!!!!هل جئت معهم
-طبعا، وماذا كنت تظنين،ان اتركك وحيدة مع ذلك الوغد،لقد وصلنا باقصى سرعة ممكنة.
لم تشعر اماليا بنفسها الا وهي تحتضنه وهي تقول
-شكرا لك اليكس،لن انسى معروفك هذا ابدا على الاقل هذه المرة لم تخيب ظني،ارجو ان نخرج جميعا بخير من هذا الجحيم.
قبلها اليكس فوق رأسها وهو يحضنها ايضا ويطمئنها
-سأتأكد عزيزتي ان يكون الجميع بخير لا تقلقي فمعنا فريق من الصفوة وسيكون كل شيء على ما يرام ،هيا الان اسرعي الخطى لكي نستطيع العودة لمساعدة الاخرين.
-هل ستعود انت ايضا لتشارك في الاشتباك،ارجوك اليكس لا تفعل ابق معي من فضلك
-لا تخافي حبيبتي سأكون بخير ،عددالمتمردين كبير والاخرون يحتاجون لكل مساعدة ولا تنسي النساء ايضا لذا سأضطر للمشاركة والمساعدة
-ارجوك اعتني بنفسك وعد سالما
-هل تريدينني ان اعود من اجلك حبي؟
- ل...لا..ااا...انا فقط اريد ان تعود لان غابي سيتألم كثيرا اذا حصل لك مكروه،ولاتقل حبي مرة اخرى
-حسنا وماذا عن أم غابي الا تريد عودتي سالما
-طبعا،من أجل غابي
نظر اليها مطولا قبل ان يعود ادراجه ويختفي في الظلام وهي تنظر اليه بلهفة وتدعو من كل قلبها ان يحفظه ليس من اجل غابي فقط ولكن لانها لا تتصور ان تعيش في عالم ليس فيه اليكس حتى ولو كان بعيدا، لكنه على الاقل حي يرزق وتشعر بنبض قلبه انفاسه اينما كان.......

مرآة الحب المتكسرة+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن