بقلم سما المغرب
استلقت ليليان على مقعد طويل الى جانب المسبح واغمضت عيناه بعد أن عاد الطفلان الى ألعابهما وتركاها،فكرت فيما حدث معها صباحا وشعرت أن شيئا ما قد تغير داخلها،وگأن حياتها قبل هذا الصباح شيء وماهو آت شيء آخر،فكرت في الاحاسيس التي اثارها فيها رجل غريب عنها تماما،لم يسبق لها ابدا ان إلتقته،قارنت بين مشاعرها وكيف كان ثيو معها وما حصل لها مع هذا الرجل فوجدت أن الاختلاف عميق جدا،ثيو عرفته طوال حياتها كان ابن عرابها وعرابتها وهم اصدقاء مقربين جدا من والديها الى جانب أنهم يسكنون في املاك قريبة منهم مما اتاح الفرصة لترى ثيو بكل الاوقات ،كان يكبرها بأربع سنوات،وقضيا كل اوقاتهما معا،ما بدأ صداقة تطور في مرحلة مراهقتهما الى تفاهم وتكامل وحب هادئ جدا لم تكن القبل التي تشاركاها جارفة وحارقة كالتي حصلت معها صباحا كانت هادئة ودافئة تحمل من معاني الصداقة اكثر مما تحمل من الرغبة والتوق الذي شعرت به اليوم مع فيتوري ،إنها تخجل من نفسها كثيرا كيف امكنها ان تستلم لذلك الطوفان الجارف دون أدنى مقاومة ،وهي تائهة في افكارها وتأنيب نفسها شعرت بلمسة لطيفة كلمسة المخمل على وجنتها في البداية ظنت أنها فراشة ولم تفتح عينيها لكن اللمسة عادت مرة اخرى لتفتح عينيها وتلتقي بعينان سوداوان غرقت في خضمهما ،ابتسم لها ابتسامة جعلت دقات قلبها تنتفض بشدة حتى ظنت أن قلبها سيقفز من صدرها،منحها فيتوري الوردة الحمراء التي كان يلامسها بها وهو يقول
-أنا أكرر اعتذاري عما بدر مني صباحا ،هل تقبلين؟
أخدت منه الوردة وهي مغيبة واماءت برأسها ايجابا بعد أن حبست الكلمات في حلقها ولم تستطع الحديث،مد يده إليها وأضاف
-فلنتعرف بشكل لائق،أنا فيتوري انجلينو كما سبق وذكرت أماليا،صديق أليكس وأيضا صديق مايكل رغم أننا لم نتعرف من قبل،فأنا عادة ما احضر بعض الحفلات التي يحضرها مايكل ولم ارك ابدا معه
-أنا لا احب جو الحفلات كثيرا،اشعر بنفسي خارج عالمي،لذا لا احضر إلا الحفلات العائلية فقط أو حفلات الاصدقاء المقربين جدا،أنا ليليان مورغان،تشرفت بمعرفتك سيد انجلينو،هل ساندرو طفلك؟
-نعم إنه ابني.
-لكنني لا ارى السيدة انجلينو هنا معكم
-وهل تظنين أنني قد أقبل امرأة اخرى وأنا متزوج أو مرتبط ،لا عزيزتي انا ارمل ،لقد توفيت زوجتي منذ خمس سنوات
-أنا اسفة لابد أن الامر مؤلم لك وللطفل المسكين أن يكبر بدون أم أمر صعب خصوصا في سنه هذه
-نعم معك حق،الولد فعلا يحتاج لأم رغم أنني أفعل ما بوسعي لكن الأمر صعب في اغلب الاوقات،ماذا عنك ليليان؟
-ماذا عني؟لا شيء أنا انسانة مملة جدا لاشيء جديد او مثير في حياتي ،أعمل مدرسة أغلب اوقاتي اقضيها مع طلبتي والباقي بين القراءة ومساعدة والدتي في الاهتمام بأبي،هو مصاب بالزهايمر وتضطر المسكينة لملاصقته طوال الوقت،رغم أنه في أغلب الاوقات لا يتذكرها ابدا،ولا يتذكر أي منا،لكنها اختارت أن تهتم به لاخر المطاف دون أن تضعه في اخر ايامه في احد دور الرعاية المختصة في مثل حالته ،لذا عندما اكون متفرغة ابقى معه لكي تستطيع استعادة انفاسها وأخد قسط من الراحة لبعض الوقت،هذا كل ما تدور حوله حياتي منذ أكثر من أربع سنوات عندما تفاقمت حالة والدي
-ماذا عن حياتك الخاصة ،اقصد هل انت متزوجة،وأشار الى الخاتم الذي تضعه في اصبعها،مرت لمحة من الحزن والالم في عينيها لم تخف ابدا على فيتوري قبل أن تجيب بغصة
-أنا ارملة توفي زوجي منذ عشر سنوات
-أنت مازلت شابة لكي تكوني ارملة،كم عمرك ليليان
-ثمانية وعشرون
-هذا يعني أنك لم تتزوجي لوقت طويل،هل لديك اطفال؟
نزلت دمعة على خد ليليان وهي تتذكر كيف تمنت أن يكون لها اطفال وخططت لحياتها وكيف دمر كل شيء في ثواني
-لا،فزوجي توفي ليلة زفافنا،لم.....لم نبدأ ابدا حياة مشتركة توفي في حادث واصبت أنا اصابات خطيرة ،ربما نجوت بمعجزة كما يقول الاطباء
-أنا اسف حقا لابد ان الامر مؤلم جدا
اقترب منها ومسح دمعة شاردة على خدها باصابعه برقة بالغة جعلت الزمن يتوقف عن الحركة وعيناها في عينيه وهو يتمنى أن يمحو كل الالم من عينيها ولا يرى سوى البسمة والسعادة تطل منهما،قربها إليه واحتضنها بحنان ورقة بالغة وصلت الى اعماق قلبها
كأنها بلسم شاف لكل جروح الماضي،هذا هو مكانها بين احضان هذا الرجل الذي عرفته منذ ساعات فقط،كانت هذه الفكرة كقناعة داخل عقلها لكنها نفضتها عنها بسرعة كما نفضت ذراعي فيتوري برقةوهي تتأسف عن دموعها
-أنا اسفة ،هذا الموضوع لازال يثير اشجاني كلما تذكرته
-لا عليك لكل منا اشجانه والامه،ولكن يجب أن نتعلم تجاوز الالم وخلق السعادة داخلنا
-أنا فعلا افعل ،فأنا احب مهنتي كثيرا وتلاميذي يسعدونني كثيرا،اترى أنا اخلق سعادتي بنفسي
تحدثا كثيرا بعد ذلك الى أن قاطعهما الصغيران واللذان طالبا باهتمامها واللعب معهما......

أنت تقرأ
مرآة الحب المتكسرة+18
Romanceتعود بعد اكثر من عشر سنوات لتخبر الرجل الذي حطم كل احلامها الوردية بان لديه طفل وهو يود التعرف اليه ،ماالذي ينتظر اماليا بالجانب الأخر من الاطلسي؟ وكيف ستكون ردة فعل اليكس؟ _بقلم سما المغرب _هذه القصة من وحي خيالي ليست منقولة او مترجمة _حقوق الكات...