بقلم سما المغرب
عادت اماليا الى روتين حياتهابين المستشفى والبيت ورعاية طفلها،ولكن حزنها لم يزل ،خصوصا بعد ان فقدت صداقة كامي التي كانت دائما عونا لها وقد اعتادت التحدث اليها،لكنها لم تعد ترد على اتصالاتها ولا حتى على رسائل الاستعطاف والاعتذار والرجاء التي كانت تبعثها لها كل يوم.مر اكثر من شهر الان منذ كانت في لندن،وقد بدأت تستوعب معاناة اليكس،ولكن كيف يمكنها ان تساعده،كيف تستطيع ان تجعله يقابل ابنه ، لانها متأكدة انه بمجرد رؤيته سيعرف لا محالة انه طفله ،فالشبه بينهما اقوى وافضل من اي تحليل DNA يمكن القيام به مهما كانت دقته.
كامي تقيم الان في اسبانيا مع زوجها،رغم انهما لم ينجبا خلال عشر سنوات من الزواج الا انهما سعيدان جدا،فكرت اماليا ان تأخد غابي ويذهبان في عطلة لاسبانيا،لترى كامي ربما تستطيع تليين موقفها خصوصا اذا قابلت غابي،قد تستطيع مساعدة اليكس للخروج من حالة المرارة والاحباط التي يغرق فيها.اتخدت قرارها بسرعةوبدأت بالتجهيز لرحلتها مع طفلهاوخصوصا وانه على مشارف العطلة والامور ستكون ميسرة لسفرهما .عندما وصلا الى اسبانيا كانت الفرحة لاتسع غابي خصوصا ان الجو جميل والبحر رائع .قضيا يومين في السياحة وزيارة الاماكن المهمة والسباحة ،بعدذلك بدأت اماليا تفكر كيف يمكنها مقابلة كامي فاهتدت الى فكرة لعلهاتكون ناجعة، اتصلت بزوج كامي مارك،الذي تلقى اتصالها وشرحت له ظروف خلافها مع كامي وبانها الان في اسبانيا مع طفلها.تعاطف مارك كثيرا معها وتفهم اخفاءهالسرها عن كامي لكنه لامها برقة لانها لم تثق في قدرة صديقتها على حفظ السر،حددمعها موعدا لمقابلتها هي وغابي واخبرها انه سيجلب معه كامي دون ان تعلم مع من سيتقابلان،دعتهما على الغذاء في فندقها ووافق وانتهت المكالمة وهي تشعر ببعض الراحةلانها ستقابل صديقتها وتعتذر لها وجها لوجه ...استعدت اماليا لتلك المقابلة وهي تشعر بتوتر شديدوعندما سألها غابي مع من سيتقابلون اخبرته انها ستقابل صديقة لها مع زوجها.ذهبا الى قاعة الطعام في الفندق وجلسا ينتظران قدومهماعندا دخلا الى القاعة شعرت اماليا بان قلبها سيتوقف من كثر خفقانه ومن ردة فعل كامي عندما تراها،مع اقترابهما من الطاولة ارتجفت يداها من. الترقب،نظرت اليها كامي بغضب والتفت تنظر بنفس الغضب الى زوجها ودون كلمة واحدة عادت ادراجها الى باب القاعة مغادرة، لكن اماليا تبعتها وهي توصي مارك على طفلها
-من فضلك مارك ابق معه حتى اعود
-حسنا ،اذهبي اليها.خرجت تتبعها لاهتتة وهي تناديها لكنها لم تلتفت اليها ولا مرة واحدة ،حتى وصلت اليها اماليا وامسكتها من يدها وهي ترجوها ان تسمعها
- ما الذي قد تقولينه يبرر ما اخفيته عني طوال عشر سنوات؟
-ارجوك كامي ان تفهميني لقد كنت في موقف صعب جدا اكتسفت لتوي حملي وزواج اليكس في نفس اليوم كيف يمكنني ان اخبرك؟كنت اعلم انك ستخبرينه وهذا قد ينهي زواجه،فقط لم استطع.
-طبعا كنت ساقول له على الاقل كان سينتهي من زواج لم يجلب له سوى التعاسة والمرارة وكان طفلك سيعرف اباه منذ البداية حتى ولم تعودا الى بعض كان سيكون هنالك فائدة من قول الحقيقة.
-حسنا الان اليكس مقتنع بانه لايستطيع الانجاب ابدا وهو لايريد حتى مجرد الحديث عن الامر لقد كان باردا وقاسيا عندما قابلته وهو يعاني كثيرا.
-اعلم جيدا معاناته فانا من كان معه عندما اخبروه انه لا يستطيع الانجاب،لم اكن اتوقع ابدا ان يكون هنالك خطأ في تلك التحليلات
-انت تصدقينني؟
-طبعا اصدقك اذا كانت فيك ميزة اعرفها جيدا فهي الصدق ،ولو انني مازلت غاضبة وحانقة بشكل كبير
احتضنتها اماليا وهي تبكي:
-ارجوك صديقتي سامحيني ان لم يكن من اجلي فمن اجل غابي الذي ينتظر بفارغ الصبر مقابلتك رغم انه لا يعرف بعد انك عمته
-غابي معك هنا؟
-نعم انه مع مارك في المطعم.
اسرعت كامي الى داخل قاعة الطعام،وتوجهت مباشرة الى الطفل الذي يجلس مع مارك،واحتضنته بقوة تحت ذهوله وعدم فهمه عندما فكت طوق ذراعيها عنه نظرت اليه مليا ونظرت الى كامي التي تبعتها قالت لها
-فقط من اجله،ساتغاضى عن الامر و اسامحك .
ابتسم كل من مارك واماليا وغابي ينظر اليهم بعدم فهم لما يحدث.
جلسوا جميعا الى الطاولة وكامي تمعن النظر في غابي،وهي تحاول ان تستوعب درجة الشبه الكبيرة بينه وبين اليكس..
-غابي عزيزي اعرفك الى اصدقائي مارك وزوجته كاميلا
-تشرفنا سيدتي وسيدي،انا غابرييل الكسندر مونتانا .
-هل اسمك الاوسط هو الكسندر؟
-نعم سيدتي انه اسم والدي
غشيت الدموع عيون كامي واحتضنته بشدة وهي تقول
-اكيد والدك سيكون فخورا بك،انا متأكدة.
نقل غابي نظره بين امه وكامي وهو يسأل
-انت تعرفين أبي سيدتي ؟
-حسنا،نعم انا اعرفه جيدا.
- غابي بني،كامي تكون عمتك،اي انها شقيقة والدك.
-امتلأت عيناه بالدموع وهو يقوم لإحتضان عمته.هل انت حقا عمتي؟
-نعم بني
-وهل ابي يشبهك.
-لا،لايشبهني انا بل يشبهك انت،انك صورة مصغرة عنه
التفت غابي الى امه والفرحة تملأعينيه وهويسأل امه
-هل حقا انا اشبه ابي ؟
-جدا.
قضى غابي الوقت كله يستفسر عن ابيه ويعانق عمته ويحتضنها كمن كان تائها واعادوه الى امه لم يفارقها لحظة واحدة ،حتى ان اماليا بدأت تشعر بالغيرة من هذا الحب العفوي الذي نشأ بسرعة بين ابنها وعمته.استمرت الجلسة طوال فترة بعد الظهر، واستمتع غابي كثيرا بلقاء فرد جديد من عائلته،اما اماليا فقد كانت تفكر في الايام المقبلة وكيف سيكون الغد ،هل ستستطيع كامي اقناع اليكس بمقابلة غابي ام انها ستفشل كما فشلت هي ،حسنا ما عليها سوى الانتظار لمعرفة التالي من الاحداث.
************************************هذا اخر فصل. سأنشره حاليا حتى اجد تفاعلا وتمدوني بأرائكم لاستمر او اتوقف عن الكتابةوشكرا
أنت تقرأ
مرآة الحب المتكسرة+18
Romanceتعود بعد اكثر من عشر سنوات لتخبر الرجل الذي حطم كل احلامها الوردية بان لديه طفل وهو يود التعرف اليه ،ماالذي ينتظر اماليا بالجانب الأخر من الاطلسي؟ وكيف ستكون ردة فعل اليكس؟ _بقلم سما المغرب _هذه القصة من وحي خيالي ليست منقولة او مترجمة _حقوق الكات...