الفصل الثاني والاربعون

2.8K 127 181
                                    

بقلم سما المغرب

استغرق اليكس في ذكرياته التي استرجعها اخيرا مع اماليا،ظن انه احبها مجددا رغم فقدانه لذكراها ،لكنه ابدا لم ينساها في روحه فهي توأمها،الان فهم ذلك الشعور الجارف بالفرحة عندما استيقظ وكان اول وجه رآه هو وجهها ،رغم ان عقله محى ذكراها تفاديا للالم لكن قلبه فرح برؤيتها ،بوجودها وبصورتها،زادت نبضاته بشكل متسارع لحظة وضعت عيناها عليه وشعر بغبطة رغم انه لم يتعرف عليها وكأنه احبها مرة اخرى من النظرة الاولى،يالهذا الشعور المقيت بالعجز وحبيبته تصارع بين الحياة والموت ليثه يستطيع ان يفتديها بعمره كله لن يبخل به ابدا .بقي ميتا لاربع ساعات وهو يسير ذهابا وايابا بين جنبات الممر امام غرفة العمليات ،يكاد يجن من قلقه المتنامي مع مرور كل ثانية واماليا خلف هذه الابواب،لقد فاض به، انه يريد اقتحامها ليكون معها ويمدها ببعض من قوته ،لتعلم انه معها دائما،وعندما بدأ يفقد صبره ويفكر في اقتحام غرفة العمليات خرج مايكل اخيرا وعلامات الضيق والتوتر بادية عليه اسرع اليه اليكس وايضا كامي ومارك
-اخبرني انها بخير مايكل ،لا يمكن ان يكون العكس ،لا اسمح لك ان تقول غير انها بخير
-من فضلك مايك طمئنا عليها وعلى الاطفال ،هل صديقتي بخير؟قالتها كامي بخوف وهي تقرأ التوتر على ملامح مايكل
-الاطفال جميعهم بخير يحتاجو......
-تبا مايكل اريد ان اعرف ،هل اماليا بخير
-اهدأ اليكس،من فضلك لا داعي للصراخ تعالى اجلس لكي .....
-لا اريد ،اريد فقط ان اعرف هل هي بخير لماذا تبخل علي بذلك
قالها اليكس والدموع الحبيسة في عينيه تشي بمدى قلقه وقنوطه من صمت مايكل
-حسنا اليكس،اماليا ستبقى في العناية المركزة لانها عندما وصلت الى هنا كانت قد فقدت الكثير من الدماءودخلت في حالة صدمةورغم اننا امددناها بالدم وعندما بدأنا باجراء العملية ...حسنا ....لقد.....لقد توقف قلبها لفترة ولكننا قمنا بانعاشها والحمد لله نجحنا في ذلك واعدنا النبض لقلبها واجرينا العملية،الاطفال بخير سيبقون لمدة في الحضانات ليكملوا نموهم ،لكن لا مشاكل صحية تذكر بالنسبة لهم نريد فقط أن يصبح وزنهم معقولا لكي يغادروا المستشفي أما بالنسبة للباقي فكل اعضائهم مكتملة النمو لا خوف عليهم اطلاقا ،لكن كما قلت اماليا ستبقى في العناية المركزة لمراقبة حالة قلبها الى ان تستفيق ونطمئن انها بخير تماما
-يا الهي هل تقول لي ان زوجتي ماتت وانا جالس هنا انتظر،توقف قلبها،صرخ بها اليكس بكل الالم الذي يضغط على صدره
-اليكس،لقد كان توقفا لحظيا ،اماليا حية الان وكل مؤشراتها الحيوية جيدة لذا لا داعي للقلق
-وماذا لو توقف مرة اخرى،قالها بقلق شديد يشي به صوته المهتز وعينيه المتوترتين ودموعه الحبيسة
-لن يحدث ذلك و لهذا هي في العناية حتى يتم مراقبتها على مدار الساعة حتى نتأكد من زوال اي خطر،رغم أننا نعرف أن توقف قلبها اثناء العملية راجع الى فقدانه للكثير من الدماء
-اريد ان اراها الان سأبقى معها مايكل الى ان تستفيق
-لا يمكن اليكس ،ليس لك سوى مراقبها من خلال زجاج الغرفة ،انا اسف هذا كل ما هو مسموح به
-لايمكن مايكل من فضلك فقط دعني اراها والمسها واتأكد انها تتنفس وموجودة معي في هذا العالم من فضلك
-حسنا اليكس تعالى معي،ساجعل احدى الممرضات تعطيك لباسا معقما وغطاء للرأس ولحذائك حتى تستطيع الدخول اليها ولكن فقط لمدة خمس دقائق لا غير
-شكرا مايكل انا ممتن لك صديقي،وتبعه وهو يهرول تقريبا من فرط لهفته لرؤيتها والاطمئنان أنها تتنفس نفس الهواء معه ،حاجة داخلية ملحة تدفعه لرؤيتها للاطمئنان أنها فعلا بخير،وعندما اصبح اخيرا امامها،وهي مستلقية هناك وقد عادت لتوها من الموت لم يتمالك نفسه وبكى كطفل صغير فقد حضن أمه الدافئ لم يخجل ابدا من نظرات الممرضة المتعاطفة ولا مايكل المشفق بل بكى جميع دموع جسمه وهو ينظر اليها شاحبة كالشبح ولا شيء يتحرك فيها سوى صدرها الذي يعلو ويهبط بشكل بطيء ورتيب ودقات قلبها التي تترجمها تلك الالة المرتبطة بها باسلاك كثير تظنها تخرج من جسمها من كثرتها،انحنى عليها وقبل جبينها ،ثم همس في أذنها،ستكونين بخير حبيبتي،انا في انتظارك،الاطفال بخير جميعهم لا ينقصهم سوى ان يروا المرأة الرائعة التي منحتهم الحياة من فضلك حبيبتي تشبتي،لا تتركيني ولا تتركيهم في اول الطريق،ثم اعاد تقبيلها على جبهتها قبل ان يمسكه مايكل من ذراعه ليخرجه من الغرفة.....  

مرآة الحب المتكسرة+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن