استسلمت اماليا للظلام الذي اغابها عن الوعي لفترة ليست بالقصيرة وعندما فتحت عيناها وجدت ظلاما حالكا يحيط بها ،احست بتشوش افكارها ولم تستطع ان تستوعب اين هي او ما حدث لها،عندما شعرت بحركة الى جانبها التفتت الى مصدر الصوت فلم تستطع تبين هوية الشخص الاخر الذي يجلس قريبا منها عندما تنحنحت لتجلي حنجرتها التي شعرت بجفافها،هب جورج اليهايسألها بلهفة عن حالها
-كيف تشعرين الان عزيزتي هل انت بخير
-جورج، هذا انت؟ لما هذا الظلام الدامس واين نحن؟
- الا تتذكرين ما حدث عندما هوجم موقعنا؟
-ااااه يا إلهي،اخبرني هل الجميع بخير لما نحن لوحدنا هنا؟
-اطمئني الجميع بخير كل ما هنالك انك فقدت الوعي لمدة طويلة ولانني المشرف على الطاقم الطبي فقد تركني المتمردون معك حتى تستفيقي
- واين الاخرين ؟
-لا تشغلي بالك انهم جميعا بخير.لقد نال منك ارهاق الاسبوعين الماضيين ولم تستطيعي تحمل الضغط لذا انفصلت عن الواقع وبقيت نائمة لمدة طويلة جدا.تمددت اماليا من جديد على ذلك الفراش الغير وثير الذي تنام عليه وهي تتذكر كل ما حدث،فبعد يوم شاق ومهلك من العمليات عادت الى مكان اقامتها وهي تكاد تجر قدميها وجسدها من الارهاق والتعب وماان وصلت الى فراشها سقطت عليه كجثة هامدة ولم تشعر بنفسها الاوهي تغط في نوم عميق دون حتى ان تغير ملابسها،ولكن نومها اقلقته اصوات عالية وصرخات قادمة من الخارج وما كادت تفتح عينيها حتى سمعت اطلاق نار كثيف قامت فزعة من فراشها وهرولت الى الخارج ولكنها ما كادت تخطي خارجا حتى قبضت عليها يد خشنةو تحدث اليها شخص غريب بانجليزية ركيكة
-الى اين ايتها الجميلة،الن تدعينا نتعرف ربما يصبح بيننا مودة ،ام انك تريدين الهرب؟
-الهرب؟مم قداهرب؟ لقد سمعت اطلاق نار هل اصيب احد ما؟
-لاتقلقي جميلتي،لقد كانت طلقات تحذيرية فقط حتى لا يقوم اي احد بعمل طائش.
نظر اليها نظرات قذرة تعريهابشكل مكشوف،فردت اليه نظراته باشمئزاز وهي تسأله
-من انت وماذا تريد
-توتوتو، من نحن وماذا نريد،لانك كما ترين هناك في الساحة فكل اصدقائك مجتمعين والاخرون هم رجالي يحاوطونهم وباشارة صغيرة مني سينسفون الجميع
-ولكن لماذا ليسوا سوى اطباء وممرضين تركوا بلدانهم واهلهم وجاؤوا لمساعدة اناس في امس الحاجة لم يؤدوا احدا ابدا،ماذا تريدون منهم
-اااه جميلتي،هم لانريد منهم اي شيء ولكنهم ورقة ضغط على الحكومة من اجل تحقيق اهدافنا
-وما هو هدفكم من كل هذا!!!!
-اخبرتك مسبقا انتم ورقة ضغط قوية ،هيا يا جميلة تحركي لتنظمي الى زملائك،ام انك تريدين ان ننفرد انا وانت لبعض الوقت.
جذبها اليه وارتطمت بقوة بصدره ،شعرت اماليا بالغثيان من رائحة عرقه الممزوجة برائحة السجائر الرخيصة وكتمت انفاسها وهي تحاول التحرر بكل ما تملك من قوة وصرخت عندما امسك بشعرها لتثبيتها ومحاولة تقبيلها في هذه اللحظة شعرت بان العالم يدور من حولهاو الرؤية تصبح ضبابية وما هي الا لحظة حتى سقطت في غياهب الظلام، انتفضت من نومتها وهي تسأل جورج بقلق
-يإلهي جورج لقد كان ذلك الشخص البغيض يتحرش بي ويحاول تقبيلي عندما فقدت الوعي،هل....هل..
-لاتقلقي اماليا لم يستطع فعل شيء فعندما صرخت قبل ان يغمى عليك هرع احد رجاله الى مكانكما وعاد بعد لحظات وهو يحملك بين يديه فلم يتسنى له الوقت للقيام باي شيء وانت غائبة عن الوعي، وعندما فهمت ما يجري اخبرتهم انك زوجتي لكي ابقى معك خصوصا انه كان يريد ان يفصلك عن المجموعة متحججا بحالتك ولهذا نحن الان لوحدنا هنا، رأيت في نظراته انه يريدك ويشتهيك لكنني ساقف له بالمرصاد حتى ولو كان الثمن حياتي
-اووه جورج شكرا لك،اتمنى فقط ان ينتهي هذا الكابوس فلا اعرف ما الذي سيفعلونه بنا؟
-على حسب ما فهمت فإنهم سيساومون الحكومة بنا من اجل اطلاق سراح احد اكبر زعمائهم الذي يقبع في السجن منذ سنه وقد حكم عليه بالمؤبد،واطلاق المتمردين الموجودين في السجون جميعا وهذا سيكون صعب التحقيق لانهم لن يسمحوا بان تلوى يدهم،اتمنى فقط ان تحصل معجزة في الايام القادمة
-اتمنى ذلك ايضا.....
************************************
قام اليكس باتصالاته واخد موعدا من صديق طفولته ليون سميت الذي كان ضابطا في البحرية الملكية البريطانية وعمل ايضا في الاستخبارات قبل ان يعتزل ويتفرغ لعمله الخاص الذي انشأه،كما اتصل بسفيرهم في كمبوديا عله يحصل على اخبار جديدة،لكن الاخبار لم تكن مطمئنة فالخاطفين لم يعلنوا بعد عن مطالبهم ولو ان التخمينات تتوجه الى طلب اطلاق سراح زعيمهم وكل المتمردين القابعين في السجون مقابل اطلاق سراح الرهائن،الشئ الذي تعتبره الحكومة غير قابل للنقاش وهنا تكمن المشكلة ففي اي لحظة سيبدأ الخاطفون بتصفية الرهائن للتخويف و للضغط على السياسيين من اجل الاستسلام لمطالبهم،خرج اليكس من المكتب وودع شقيقته وصهره وعانق طفله بقوة وهو يعده ان يعيد والدته سالمة ورحل الى المطار حيث تنتظره طائرته الخاصة تحدث الى الطيار عن وجهته واستقر في مقعده و هو يفكر كيف يمكن ان ينقد اماليا ...عندما وصل الى لندن التقى صديقه ليون سميث وشرح له الوضع بدقة وكل الاخبار التي استطاع استقصاءها من معارفه في كل الدوائر السياسية او الحكومية عبر العالم،عندما انهى سرده لكل ذلك طلب نصيحة ليون
-حسنا ليون انت تعرف الوقائع الان ماذا يمكنني ان افعل لانقد امرأة حياتي ومن معها من هذا الوضع
-تعلم اليكس اني سأخدمك بحياتي لو استطعت امهلني ساعتين فقط لادرس الامر واقوم باتصالاتي وساخبرك بالنتيجة ولكن على الاغلب سنضطر لاستئجار مرتزقة للقيام بكومندوس إذا فشلت الدول المعنية في الخروج بحل مع المختطفين لاطلاق سراح رعاياها
-ومن اين يمكننا استئجار هؤلاء المرتزقة وهل سيكونون في المستوى ؟
- من هذا الجانب لاتقلق هذا عملي لكنني احذرك بانك ستحتاج ثروة لجمعهم والقيام بالامر على اكمل وجه
-النقوذ لا تهمني يمكنني ان اضع كل ثروتي من اجل انقاذهاحتى اخر فلس
-ارى انك تحبها فعلا اليكس،كيف لا اعرف عنها شيئا ابدا
-لقد احببتها من اول نظرة منذ اكثر من عشر سنين قضيت معها اياما في الجنة لاستيقظ على كابوس واكتشف انني كنت اعاشر قاصرا في السابعة عشر من عمرها طردتها من حياتي بطريقة مهينة وانا اندم اشد الندم على ذلك ،فاليوم لدي طفل منها في العاشرة من عمره واناوعدته ان اعيد اليه امه
-اذا كنت قد احببتها لما تركتها ترحل وتزوجت امرأة متسلقة واستغلالية
-لا ادري ماذا دهاني ولكن فارق السن في ذلك الوقت جعلني اشعر بنفسي وكأنني مغتصب لطفلة على ابواب الشباب وهذا اصابني فعلا بالجنون ولم استفق منه الا وانا متزوج من امرأة اكره مجرد لمسها اوالنظر في وجهها
-حسنا ساذهب الان للقيام باتصالاتي وكن على اهبة الاستعداد لاي شيء في الايام المقبلة وتأكد أن لديك من السيولة ما يكفي للدفع ان اضطررناللقيام بعملية كومندوس
-انا مستعد منذ الان لاتقلق بالنسبة للمال
-ساتصل بك اذن لاعلمك بكل ما يستجد واذا جاءك اي خبر اعلمي بسرعة ،الى اللقاء
-الى اللقاء ليون ولا تتأخر علي.......
أنت تقرأ
مرآة الحب المتكسرة+18
Lãng mạnتعود بعد اكثر من عشر سنوات لتخبر الرجل الذي حطم كل احلامها الوردية بان لديه طفل وهو يود التعرف اليه ،ماالذي ينتظر اماليا بالجانب الأخر من الاطلسي؟ وكيف ستكون ردة فعل اليكس؟ _بقلم سما المغرب _هذه القصة من وحي خيالي ليست منقولة او مترجمة _حقوق الكات...