الفصل العاشر

5.4K 161 44
                                    

عندما عاد أليكس من رحلته التي قام بها الى احد القصور القديمة ،كان فقط يأمل في ان يستحم ويأكل وجبة خفيفة وينام لان اليوم كان حارا والرحلة متعبة رغم انها كانت ممتعة،طلب وجبة خفيفة الى غرفته واخد حماما ثم جلس يأكل وهو يفكر في ذات العيون البنفسجية كيف سيجدها هنا في ماربيا واين تقيم ،يجب ان يراها ،لقد فكر مليا في الامر وقد قرر ان يطلب منها الزواج ويتبنى طفلها ويعطيه اسمه ما دام لن يستطيع ابدا انجاب اطفال من صلبه،سيكون هذا افضل حل هو سيكون مع المرأة الوحيدة التي احبها ابدا والطفل سيحصل على اب واسم عائلة وهذا ما كانت تبحث عنه اماليا عندما حضرت الى لندن لتخبره بانها قد انجبت طفلا منه اذن هي ايضا ستحصل على ما تريد ،اب لطفلها... استغرق في افكاره ومخططاته حتى قاطعته دقات على باب الغرفة،علم بأنها كامي جاءت لتطلب منه ان يتعشى معها هي ومارك،لكنه لم يكن يتخيل المفاجأة التي كانت تنتظره أمام باب غرفته فالى جانب كامي كان يقف ذلك الطفل الجميل الذي التقاه بالامس في المقهى، طفل اماليا حبيبته ابتسم ابتسامة واسعة وهو ينظر اليه ويقول
-مرحبا ايها الشاب الوسيم ،ارى انك تقيم في نفس الفندق معي
-مرحبا سيدي،انا فعلا اقيم في هذا الفندق منذ عشرة ايام.
-كامي، هل كنت تعرفين ان اماليا تنزل  في هذا الفندق منذ البداية ؟
-طبعا لا، لقد اتصلت بي البارحة لأنها كانت تحتاج المساعدة مع غابي،اخبرتني انها ستأتي الى مدريد،لانها تقيم في ماربيا، وقد تفاجأت مثلك تماما عندما عرفت بذلك،رغم ان ذلك سهل الامور كثيرا على اماليا لانها كان يجب ان تتوجه الى كمبوديا على وجه السرعة لتلحق بالفريق الطبي الذي وصل الى هناك البارحة من اجل ان تحل مكان زميل اصيب في حادث سيارة.
نظر اليكس الى الطفل وسأله
-غابي إذن هو اسمك
-نعم سيدي اسمي غابرييل الكسندر مونتانا
غامت عينا اليكس وهو ينظر الى طفل اماليا، لماذا اسمته باسمه، هل لانها مازالت تكن له بعض المشاعر ام لانها تظن فعلا انه طفله، ولكن لا يمكن ان يكون له طفل اليس هذا ما قاله الطبيب؟ولكن لما يشعر بهذا الفيض من الحنان والحب لهذا الطفل وكأنه جزء منه، تنحنح وهو يمد يده لغابي وقال
-وانا الكسندر اندرسون،لكن يمكنك مناداتي اليكس
-تشرفت بمعرفتك سيدي
-ماذا قلنا غابي ،نادني اليكس فقط
-حسنا اليكس
-حسنا أخي العزيز هلا تفضلت ونزلت لتتعشى معنا ترحيبا بحضور غابي؟
-طبعا هذا من دواعي سروري اسبقوني انتم فقط وانا ساتي بعد عشر دقائق فقط. عندمانزلت كامي وغابي الى المطعم كان مارك جالسا ينتظرهما وعندما جلسا سألها بلهفة
-حسنا كيف كان اللقاء؟
-جيد على العموم هو سيأتي بعد قليل
-ما رأيك الاولي غابي بوالدك؟
-إنه رجل لطيف حقا وقدتعامل معي بلباقة شديدة ،لكني لا اظن اني ورثت الذكاء عنه .
ضحك مارك وكامي كثيرا حتى دمعت عيناهما وسألاه عن السبب
-حسنا،اي شخص سيراني ويرى اليكس سيعلم انه والدي الا هو لذلك انا اشك كثيرا في ذكائه.
انفجرا مجددا في الضحك،وفي هذه اللحظة حضر اليكس الذي استغرب وهو يسألهما -أرى انكما تضحكان على أمر ما شاركان اذن لنضحك سويا.
توتر غابي خوفا من ان يخبرا اليكس بكلامه فلاحظ مارك ذلك وطمأنه بايماءة من رأسه
-لقد رأينا فقط موقفا مضحكا منذ قليل وهذا ما جعلنا نسترسل في الضحك،اخبريني كامي هل اتصلت بك اماليا؟غير مارك موضوع الحديث بمهارة ليشتت اهتمام اليكس بموضوع الضحك واختار اكثر موضوع يعلم ان اليكس يهتم به
-لقد اتصلت عندما وصلت الى المطار واظن انها الان في طريقها الى الفلبين ،عندما تصل الى وجهتتها ستتصل لتطمئن على غابي وتتحدث معه.
فكر اليكس كيف يمكن لاماليا ان تترك طفلها وحيدا وتذهب بعيدا عنه،كيف يمكنها ان تفترق عنه ،لما يشعر بكل هذا الدفء في قلبه بمجرد نظرة الى هذا الصبي،هل لانه طفل حبيبته ويحمل الكثير منها، لكنه لايشبهها،فبقدر ماهي شقراء بشعر بلاتيني هوذو شعر اسود حالك كالليل ما الذي يجذبه اليه؟
-اهذه اول مرة تتركك والدتك وترحل بعيدا؟سأل اليكس
-لا،لقدكانت تقوم برحلات منظمة سنويا الى جميع انحاء العالم منذ كنت ي الخامسة من عمري ولكن هذه اول مرة تقوم بهذا الامر خلال عطلتي التي اعتادت ان نقضيها سويا دائما
-ولما هذه المرة مختلفة؟ -
-العم ريتشارد  صديق أمي اصيب في حادث سيارة وهو لا يستطيع الانضمام الى القافلة الطبية فاضطرت لتحل مكانه ..شعر اليكس بغيرة هوجاء بمجرد ذكره لصديق امه هذا الريتشارد ماهي علاقته باماليا هل هو حبيبها الحالي، هل يسأل غابي عن الامر؟
-هل يقيم معكم صديق والدتك هذا؟
-لا!هو جارنا وزوجته اماندا صديقة امي وابنته ستايسي في مثل عمري وهي صديقتي ايضا وعندما تذهب امي في رحلاتها الطبية اقيم معهم خلال فترة غيابها.ارتاح اليكس لتفسيرات غابي لكنه لم يلاحظ النظرات التي تبادلها الزوجين الجالسين قبالته،وهم يلاحظون تلك الالفة التي نشأت بين الاب وابنه دون تمهيد او مقدمات،طلبوا عشاءهم وجلسوا يأكلون وهم يدردشون ويتبادلون اطراف الحديث،حتى طلب غابي من كامي ان ترافقه الى الغرفة لانه يشعر بالنعاس
-هل سيقيم معك غابي انت ومارك في جناحكما؟ حسنا، نعم.
-لما لايقيم معي ففي جناحي غرفتي نوم ويمكنه استعمال الغرفة الاضافية فهذا لن يزعجني ابدا
-ما رأيك غابي ؟
-انا موافق عمتي،.
-هيا إذن لنحضر حقيبتك ونضعها في غرفتك لكي تستطيع ان تغير ملابس وتنام
-ابقي انت مع زوجك، انا سارافقه واساعده حتى ينام لانني انا ايضا تعب واريد النوم باكرا
-حسنا تصبحا على خير إذن،نراكما غدا صباحا لكي نفطر سويا
- تصبحان على خير ايضا.،
غادر اليكس مع غابي وكامي تنظر اليهما حتى غابا وراء ابواب المصعد فالتفتت الى زوجها متسائلة
- هل تظن انه بدأ يقتنع انه طفله؟
-أكيد انه يشعر بشيء ما ،لكن لا أظن ان من السهل عليه ان يقتنع ان ذلك الطفل منه لانه مازال في حالة انكار،وهذا الشبه الكبير بينهما لن يلاحظه حتى يصفو عقله ويخرج من دوامة شكوكه
-أنا حاولت كثيرا ان اقنعه باعادة الكشف عند طبيب آخر لعل الأول كان مخطئا وهو بالتأكيد مخطأ لكنه عنيد جدا، ويرفض بشكل قاطع.
-دعيه للايام هي من سيداوي جرحه،وهذا الرابط الجديد الذي ينشأ بينه وبين غابي سيساعده كثيرا في تجاوز محنته وانقشاع الغشاوة عن عينيه
-اتمنى ذلك فعلا،ما رأيك ان نذهب نحن ايضا الى النوم؟
-هيا بنا عزيزتي.....

مرآة الحب المتكسرة+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن