الفصل الخامس والعشرون

3.7K 119 76
                                    

بقلم سما المغرب

استيقظت اماليا لتجد نفسها في غرفة مستشفى ورائحة المطهرات حولها ذكرتها بما حدث واخر شيء رأته اليكس وهو يحاول التحكم في السيارة قبل انقلابها ودورانها حول نفسها وذلك الظلام الذي ابتلعها بعد ان ضرب رأسها بزجاج السيارة،شعرت بوهن شديد ونظرت حولها في الغرفة فلم تجد سوى ممرضة تجلس الى جانب السرير،تكلمت الممرضة بهدوء شبيه بالهمس ،وهي تبتسم بطيبة
-كيف تشعرين الان سيدتي ،هل انت بخير؟
-ماء ،اريد ماءا،همست بها اماليا من بين ثنايا شفتيها الجافتين ،قامت الممرضة وامسكت كوبا من الماء وساعدت اماليا حتى شربت بعض القطرات لتستطيع تليين فمها الذي كان جافا كالصحراء،ثم جست نبضها وتحرت حالتها قبل ان تخرج لتخبر الطبيب باستيقاظها لكن اماليا استوقفتها سائلة برجاء
-من فضلك ايتها الممرضة كيف حال زوجي
-انا اسفة سيدتي ولكنني لا اعرف شيئا ربما الطبيب يستطيع مساعدتك
ثم خرجت من الغرفة تاركة اماليا تعاني بين الدوار الشديد الذي يضرب رأسها وبين قلقها المميت على زوجها ،عندما دخل الطبيب سارعت الى سؤاله عن اليكس،وهل هو بخير،تردد الطبيب بعض الشيء قبل ان يتحدث اليها
-اعرف سيدتي انك طبيبة وتؤمنين بأن قدرتنا على انقاذ الناس محدودة ،انا حقا لا اعرف ماذا حدث لزوجك لانني قد بدأت مناوبتي منذ ساعة فقط كل ما اعرفه انكم كنتم ثلاثة في الحادث توفي احد الرجلين والاخر في حالة مستقرة حتى الان ولا اعرف من منهما زوجك
غامت الدنيا حولها ولم تستطع الكلام ولكنها دخلت في نوبة من. البكاء والنحيب الشديد ولم يستطع اي شيء تهدأتها  لذلك اضطروا الى حقنها بمهدئ لتنام علها تنسى ما يحدث حولها

عندما استيقظت مرة اخرى وجدت ممرضة اخرى معها لتسألها هذه المرة بثبات
-من فضلك هلا اخبرتني ما الذي حدث لزوجي؟
-انا اسفة سيدتي لقد توفي السائق لكن الرجل الاخر مازال في العناية المركزة
كلما فكرت فيه اماليا في هذه اللحظة هو ان اليكس هو من كان يقود السيارة ،هل هذا يعني انه مات ،هل تركها اليكس مرة اخرى،هل خدلها من جديد وهجرها للابد بعد ان عاشت معه لمحة من السعادة يتركها ويرحل هكذا،كل هذه الافكار تتضارب وتتخبط في عقل اماليا التي شعرت بانهيار كل كيانها،لم تستطع النطق بالمها وكل ما فعلته هو الصراخ الذي جلب البعض لرؤية ما يجري،ومن بينهم جورج الذي جاء للاطمئنان على اماليا وبقي معها في الشفى طوال الايام الماضية،سأل الممرضة عما يجري وهو يحاول تهدئة روع اماليا التي يزداد صراخها ونحيبها
-لا ادري سيدي كل ما هنالك انني اخبرتها ان السائق قد توفي فبدأت بالصراخ والعويل
-ايتها الغبية،كل ما تعرفه أن زوجها هو من كان يقود السيارة خلال الحادث وعندما اخبرتها ان السائق توفي بالتأكيد ستظن أنه زوجها
-أنا اسفة سيدي لم أكن اعرف
تجاهلها جورج وتبث اماليا وهو يصرخ في وجهها
-يكفي اماليا،اليكس بخير،لقد توفي سائقه ستيفان،اليكس بخير،هل تسمعين،نظرت اليه غير مستوعبة لما يقول فهزها بخفة وهو يعيد عليها كلماته التي اخترقتها هذه المرة ونزلت عليها كدلو ماء بارد
-انت لا تكذب علي جورج اليس كذلك،اليكس بخير؟
-نعم صغيرتي اليكس ما زال حيا وحالته مستقرة اهتمي انت فقط بنفسك لتستطيعي ان تكوني الى جانبه في اقرب وقت

مرآة الحب المتكسرة+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن