البارت الثاني عشر

17 2 0
                                    

بعدما طلعوا مشتاق ورندة وشافونا بداك الموقف سبقت رندة بالكلام وقالت "أيش في؟"
مشتاق باندفاع: يي! مالك ع المرة؟ سلامات؟

دمي غلى وفار حرفيا.. أسمعوا بس !.. زعم مالي عليه؟!ّ.. رندة مسكت مشتاق من يده بقوة ولفتته لعنده وصاحت عليه باستنكار: مالك إنتا يامحترم؟.. لمن تقول "يي وسلامات" ؟
مشتاق بتمالك: شفتي بعينك!
رندة بنبرة واطية: أيش شفت؟ كه فهمني إنتا!
مشتاق: أيش يعني ماشفتيهاش وهي تدهفه؟ بتنكعله حمله!
رندة: نكع؟ جاوبني نكع؟ مانكعش!.. الواحد يفهم يمكن في حاجة كبيرة ولا من متى ريناد صوته يطلع بدا البيت؟

كنت أتفرجلهم سكتة بس.. لمن شافلي مشتاق وقال "ها يادكتورة ريناد؟.. أيش حصل؟"
جاوبته بهدوء: كلامي مش معك يابشمهندس !
وأتعمدت بالعاني ألفت للحيوانة مرام وأقله: أيش؟ عادك مش ناوية تطلعي المفتاح؟.. ولا تحسبيني بسكتلك وبطنش الموضوع؟
مرام بوقاحة: مدريش.. ضاع!
ريناد بنرفزة: أيش اللي ضاع؟.. والله لأقتلك والله.. حيوانة ولا تتحيونيلي؟
رندة بصياح: مله بااااس.. فهمونا!.. مفتاح أيش اللي ضاع؟
ريناد: مغلقة ع الليد بالحمام أقله فين المفتاح مش راضية تطلعه!!
مشتاق "مغلقة على من؟" لفت لعند فارس: أخوك فينه إنتا؟
رندة لمرام وهي تضرب كفوفه ببعض بقلة حيلة: منك لله يا بلوة.. حسبت عليك لعند أرحم الراحمين قولي آمين.. أني بجيب الاحتياط
نزلت جري لتحت.. وأني سحبت فارس من يده بعدي ونزلنا.. تلاقينا مع رندة وهي راجعة وتقلب بين المفاتيح تقرأ أسمائهم قالت بسرعة: أندكني لقيته
ريناد: نزليه بعدنا.. أني بغرفتي.
رندة وقده فوق: يلا تمام

دخلت مع فارس الغرفة وأعصابي مفورة نار.. جلست فوق السرير على أعصابي بزاما يجوا.. شليت تلفوني على طول وفتحت صفحة لاستعلامات الطيران وأشوف لو في حجز تذاكر والطيارة مامتلتش.. حجزت التذكرتين .. دخلت رندة مع فراس وغلقت الباب بعده بالمفتاح.. لفتتلي ببهررة: ريناد تيابه رطبين!
قلت لفارس: روح جيب ملابس ناشفة بسرعة طيران.. فراس إنتا أدخل الحمام داب لحقلك بالمنشفة دحين.
خرج فارس من باب ودخل فراس من الباب الثاني وأني قمت بعده طلعت مناشف وعلقتهم له بمقبض الباب.. جلست جنب رندة فوق السرير وقلت: وأخوك المحترم فينه؟
رندة بطفش: أخي المحترم هو التاني أمره لله.. أندكو بغرفته هو ومرته!
ريناد: الصدق مغسلة يدي منه.. يلا ماعلينا.
رندة: أيش ناوية تسوي؟
ريناد: ببزهم معيا.. معدلهمش جلسة هنا.. مالهمش أمان!
رندة: أحسن.. وصدقيني مش أول مرة!
ريناد: بلا خبر.. عادك بتقولي؟
رندة: أخوك أيش بيقول؟
ريناد: مايقرحش.. يشتي يتعافط ويتمرجل مش عندي !
دخل فارس بعد مادق الباب وبز المناشف والثياب ودخلهم لفراس.. رندة: فارس حبيبي ليش ماهدرتاش على اللي بيحصل؟
فارس كان ساكت وباين إنه نفسه مش مستوعب اللي حصل.. رندة: خلاص بس تعال أجلس.. أنداهي عمة ريناد مابتخليكمش.
بنفس الوقت خرج فارس وبراسه المنشفة ويرتجف.. فراس: أشتي بطانية برررد بااااموووت
قمت من فوق السرير وخليته يتمدد ودبلنا البطانيات فوقه و ولعتله الدفاية.. قلت لرندة تروح تجهزلهم شنطهم وأني جلست أهدر معاهم شوية.. ريناد لفارس: حسابك ماكملش عندي أنتا.. تشتوا تهربوا لعند أخوالكم؟.. وأني فين رحت؟.. "قمت من عندهم بعد ماسمعت غدير تصيح يا ماما" المهم أرقدوا أنتم هنا اليوم.. أندكه الثلاجة جنبكم لو جعتم وحاجتكم كله هنا.. دي المرة بغلق عليكم أني لمن الصبح.. وبكرة بعد المغرب بنمشي إن شاء الله خليكم جاهزين.
فراس من تحت البطانية: لفين جاهزين؟
ريناد: معيا يامليح.. لفين يعني؟
فارس بضحك: لعند مزز ألمانيا ياحبعمري
بهررت لعندهم وخرسوا.. خرجت من الغرفة وفردت وجهي أضحك عليهم.. بلا دم ولا أحساس.. اللي بيشوفهم مابيقولش إن الدنيا كانت تضرب تقلب قبل شوية.. وفعلا شوية سمعنا أصواتهم يضحكوا لعندنا.. كنت جالسة مع رندة بالغرفة بيده غدير تلاعبه وغيث جنبي راقد.. قربت لعندي وقالت: ههههه ويضحكوا ما شاء الله عليهم!
ريناد بتلميح: تقولي طالعين على من؟
رندة بتهرب: مدري.. المهم ريناد بالله عليك أنتبهي لهم وخافي الله فيبهم حرام أيتام.. وهم بينتبهوا لك ولعيالك والله.
تنهدت بقهر وقلت: الله يقدرني بس.. والله المستعان على مشتاق فينه منهم؟
رندة: مشتاق؟.. تغيرت طباعه كتير بعد الزواجة.. الله لا يسامح من كان السبب.. كل واحد طبعه لنفسه عقله براسه ويعرف خلاصه!
ريناد: خير إن شاء الله.. المهم جوازاتهم لا تنسيش وقولي لغيث يسوي فترة ويتواصلبي أشتي منه خدمة
هزتلي براسه وقالت: تمام بقله
ريناد: ومشتاق قولي له لو يزيد يرخي أذانه لحريم ويتسخسخ على حسابهم ذكريه من فترة لفترة لا يغترش كتير.. عاد الفلوس فلوس أبوهم.. يكسبهم أحسنله من الهبالة اللي يسويها!

سكتنا مطننات كل واحدة براسه تلف وتدور بعد مارقدت غدير.. رندة طرحته جنب غيث وجلست مطننة فوقهم لمن تكلمت: ريناد كيف كنتي عايشة مع زوجك؟
لفتله وأني مستغربة من سؤاله وقلت: كيف يعني؟
توقعت رندة جالسة قدامي وقالت: يعني ماكانت بينكم مشاكل ومن دي الخبابير؟
رجعت بظهري عرض السرير وقلت: يعني كأي زوجين ضروري يكون في مشاكل!
رندة: لا ماقصدش كده.. يعني أني أدكر كيف كان زواجك وبعدين سافرتي وأنقطعت أخبارك وكل ماكنت أسألك كنتي تقولي مافيش حاجة
ريناد: صح بالبداية كنا مانسدش وأخدنا وقت عشان نتأقلم بعدين خلاص رجعت مشاكلنا عادية
رندة: طيب وأيش كان رأيك فيبه بعدين؟
ريناد: والله مرتضى كان طيب بس في جانب منه متوحش شكله عشان كدا ربي ما أرادلناش
رندة: طيب بصراحة؟ لو رجعك بترجعي؟
ريناد: لا
رندة: وجهالك؟
ريناد: يتعودوا
رندة: حرام عليك وعلى فكرة حتى لو تزوجتي ماتضمنيش
ريناد: ولا بتزوج ارتاحي.. بعدين مالك من دا الكلام وأني حتى مافكربوش
رندة: أحسك كدابة
ريناد: رندة وبعدين؟
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """

اليوم الثاني كنا جالسين بقاعة الانتظار وداعوا بالنداء الأخير.. ومشينا مع المحامي وطلعنا الطائرة معه وقلت: شكرا ماقصرتش معانا
_- لا عادي مافيش ده واجبي.. توصلوا بالسلامة يارب.
نزل من الطائرة قبل الإقلاع بدقائق .. طبعا أتعمدت أجيب المحامي معيا للمطار عشان أني داري إن مشتاق لمن يعرف إني بزيت عيال عبد الرحمن معي مابيسكتش وبيسوي مشكلة.. وطبعا اللي توقعته حصل والمحامي سوا شغله كفاية وزيادة.. واللي حصل.. قبل نص ساعة وإحنا داخلين المطار.. ظهرلنا بسيارته ونزل لعندنا مهتري وقال: لفين؟.. وليش دولا معك؟

طبعا أني طنشت كلامه وخليت المحامي يتكلم بدلي ودخلت المطار.. المحامي جاب لمشتاق نسخ أوراق موقعة وقاله إن الأرواق دولا بيوصلين بشكوى قضائية لو حاول يسوي مشاكل معي أو حتى يمنعني من أنني أشلهم.. ووضح له أنه صح بحكم إنه مسؤول عنهم بعد أبوهم يقدر يمنعهم بس بعد تصريحهم للمحامي أنهم تعرضوا لبعض الأعمال الوحشية قد يحكم القضاء لهم بحرية الأختيار بحكم إنهم على وشك البلوغ والمسئلة مسئلة وقت ماينقلبوا ضده ويأخذوا حق أبوهم.. أما لو خلالنا حالنا الشكاوي بتضل أوراق مكتوبة وموقعة لا منهن ولا عليهن فائدة.. والأفضل يجلس مع نفسه ويراجع حسابته ويعيد ترتيب ولم عائلته ويعطي لكل حد حقه...

قلعت الطائرة وأرتفعت فوق القاهرة والسماء سوداء وتحتنا بشوية كان في شوية ضباب سحب رمادية تغطي بعض المناظر اللي تحته.. لفت للعيال بالمقاعد اللي جنبي بجهة اليمين كل واحد فاتح تلفونه ومنسجم معه.. شفت الساعة كانت 9 الليل بتوقيت مصر

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" ""
في نفس السماء بإتجاه الجنوب الشرقي بإحدى المدن.. بيت كانت مضاءة بالكامل.. نسوتها بالطابق الثاني يتحركن بترقب.. بينما في الطابق السفلي هناك غرفة ممتلئة بالرجال ويضع إثنين منهم كفيهما وفوقهم ثالثة..
فينطق أحدهم: وأنا قبلت!

تناثرت حبيبات وثمار اللوز والزبيب من فوق كفوفهم حين أعلن المأذون بإتمام عقد القران وقرأت الفاتحة.. تعالت أصوات النساء بالأعلى بالمحاجر وطغت أجواء الفرح عليهم ليهيء لهم بأن عش زوجي على وشك الاتمام بعد أيام قلائل

عدنية جنوبية& دحباشي شماليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن