كانوا أيامي يمروا بنفس الشكل والروتين.. يخرج صباح يرجع ليل وأحيان ظهر 10 دقائق أو ربع ساعة ويمشي.. وأني أقضيها تنظيف وطبخ لو أشتهيت حاجة.. وبعدين أفلام أو أي حاجة تظهر قدامي بالتليفچن.. وأغلب الوقت أتابع أخبار جامعتي أو الأخبار الطبية.. اليوم غسلت التياب بالدور التاني.. طبعا قد عملت جولة استكشافيه للبيت كله.. كانت 3 أدوار والرابع سطح مسور.. بس كانت أغلب الغرف مغلقة.. نظفت المفتوحات وقشعتهن تمام.. مع أنهن مش مفرشات بشكل كامل.. يعني ممكن يكونوا غرف نوم أو مجالس.. على حسب الحاجة بعدين.. المهم طلعت ضحيت (نشرت) التياب بالسطح.. وبعدين كويتهم.. الليل كنت شابعة نوم.. والدنيا هادية بشكل ممل ومزعج.. سويت قهوة وأخدت كتاب أسئلة من يلي معي وجالسة بالديوان أقرأ فيبه عشان اختباري.. مدري كم لبثت إلا وأسمع زمار سيارة مرتضى.. والضوء حقه يبان من الطاقة (الشباك).. لفيت على رأسي مقرمة (طرحة/حجاب) وخرجت الحوش.. الصدق الجو جناااان.. ندمت ليش ماخرجت أجلس هنا من أول مامللت.. أجا مرتضى وقال: مسائش خير.
ريناد: مساء النور.
مرتضى: عادش صاحية!؟
ريناد: شابعة نوم.
مرتضى: أساهرش؟.. جي داخل غدوة جمعة مابش معي دوام.
ريناد: قدني جالس هنا.. الجو حلو.. عجبني.
دخل البيت.. وخلالي الباب مفتوح عشان يخرجلي منه ضوء.. المهم جلست وأني فاتحة داك الكتاب.. وقهوتي حاااامية بيدي.. يمكن مرت نص ساعة وأني مستمتعة والله.. شوية يجلس مرتضى جنبي.. سحب الكتاب من يدي لما شافني ماجبتلوش وجه.. شافله شوية وقال: طلاسم أعوذ بالله!
ابتسمت بس ماعلقتش عليه..
مرتضى: كان في نفسي طب من زمان.
جذبتني جملته.. قلت: أيوه وبعدين؟
مرتضى ببرود: أيوه وبعدين مه؟
ريناد بصبر: أيش حصل؟
مرتضى بابتسامة خفيفة: مادخلش؟
ريناد: يعني مابتتكلمش؟
مرتضى: ليش أكلمش؟.. أقنعيني على الأقل!
ريناد بطفش: لا أقنعك ولا تكلمني.. يلا قوم من هنا.. تلحلح.
مرتضى: ههههه.. بيتي!.. تطرديني منش صدق؟
ريناد: أبدا!.. أندكه بيتك أدخله.
مرتضى: سابر.. طيب شاقولش.. وقدو سر.. ولا أسمع مخلوق بيقل أو بيتحاكى عليه.. مفهوم؟
قلتله بعد ماحمسني من جديد: تمام وعد.
مرتضى وهو يسحب القهوة من بينهم ويرشف منها: صلي على النبي أول شي.
ريناد وعينه على قهوته: اللهم صلي وبارك عليه.
مرتضى بعد ماحس بنظراته كبح الابتسامة وقال: قلتلش كان في نفسي طب ودرسته الحمدلله.
ريناد وهي مبهررة: كيف؟!.. يعني أنت درست طب!
مرتضى: أيوه.. وخلصتهن.
ريناد: قالت لي سوسن أنك...
مرتضى بمقاطعة: لا سوسن ولا غيرها.. قلتلش سر وأنتي أخبر.
ريناد بعد استوعبت: هااااا.. طيب أيش تخصصت؟
مرتضى: ماذلحين مش شغلش مني صدق.
ريناد: ههههه شكلك جراحة.
مرتضى: كيف لوما توقعتي جراحة؟.. ليش مابلا هي؟
ريناد: قلت أصدم نفسي قبل ماتصدمني.
مرتضى بابتسامة عريضة: أبرديلش.. مش جراحة والله.
ريناد: كان مه؟
مرتضى باستغراب: "كان مه"!!.. تشتي تتحاكي صنعاني؟
ريناد: لا لا.. مرتاحة بلهجتي.. بس قلت بجرب نفسي.
مرتضى: مرتاحة بلهجتش؟.. ياسعم إنهي حالية!
ريناد: كلٌ يرى قرده غزال.
مرتضى: هههههه تحلفي بالله إن الصنعانية مشّي (ليست) حالية؟
ريناد: ثقيلة مش حكاية إنه مش حلوة.
مرتضى: والعدنية؟.. كيف بتمطوها!!.. يالطيف!!
ريناد: أهااا نمطِّه!.. طيب يادكتور لمّن يجيلك مريض ويشكيلك تقوله "عندك صطاع"ولا لمّن تشوف حادث تقول "اصتطم.. اصتطم"؟؟
مرتضى كان يتفرجلي بنص عين وقال: أيوه.. وبنقل عبط الله وعبط الرحمن وصعطة.. أيش لش من لهجتي.. مادخلش يا ريناط؟
ريناد بعصبية مكبوتة: اسمي ريناد.. دال دال مش طاء.. وعادكم تقولوا ليش بنمط كلامنا.. قد قلتلك كل يرى قرده غزال.. أنت تعجبك لهجتك وأني تعجبني لهجتي خلاص.
مرتضى: شكلش أتصبحتي مدري تعشيتي قريح.. دلا عيقرحلش عرق.
ريناد: أيش لك؟
مرتضى: طيب الناس بيرسلوا بلاغات يرجى إلتزام منازلكم.
ريناد: طيب المرة التانية إن شاءالله.
سكتنا شوية.. لمن هو قرر يتكلم: خالتي وبناتها يشتين يجين عشانش.
ريناد: طيب!
مرتضى: ماعترتاحيلهن.
ريناد باستغراب: ليش؟
مرتضى: ماشي.. مابلا قلت يمكن يضايقينش ويرجمينلش كلام.
أنت تقرأ
عدنية جنوبية& دحباشي شمالي
General Fictionعلى لسان الصبية السمراء ريناد.. رواية يمنية بوصف وسرد عدني.. وحكاية زواجها من شمالي الأصل.. رغم اختلاف لهجتيهما فهناك مشاعر قد تحركت تجاه احدهما الآخر.. ولكل واحد منهما شخصيته للتعامل مع الأمر.. تابع قصة بطلينا! 😇✨