١٦-مُصيبة

207 24 0
                                    

..

كاثرين:

" هيا تشجعي، واحد إثنان ثلاثة "

نهضتُ ببطء و وهن بينما أتحسس آثار صفعات ذلك الخف الأشبه بال.. ماذا علي أن أقول؟ سياط؟ لا لا هذا كثير جداً.. شيء مؤلم لكنه يهين لرُبما..الصفعات؟

كتمتُ ضحكاتي حالما خالج تفكيري ذكرى هيتشان و هو يشتكي من آلم مؤخرته التي نجمت عن عقاب أُمي.

كان يجلس ببُط و حذر و ما إن ينجح بالجلوس دون الشعور بألم مُبرح حتى يتنهد براحة جعلت مني أنا و بومي نضحك بصخب و شماتة.

لطالما أحب هيتشان إعاظتنا و السُخرية منا لذا لابد أنه الوقتُ المُناسب ليدرك صحة المثل الذي يقول:" ما تفعلُه بالآخرين، سيعود إليك ".

إبتسمت لوهلات قليلة و على غير العادة لم يكُن لهيتشان أو بومي يدٌ في ذلك، بل كان مُلاحظتي لعودة أُمي رويداً إلى طبيعتها التي أحبها للغاية.

أتمنى من أخبار أبي أن تتوقف عن بلُوغنا فلم يعُد أحد يكترث لأمره على كُل حال، رجُل في الخمسينات من عمره يتزوج مرة أخرى..يالها من مهزلة مُشينة!.

و من قال أن الحب لا يعرف عُمراً؟ للحب عمرٌ و صلاحية إنتهاء من وجهة نظري، فهو كما نقتنيه من البِقالة عندما تنتهي صلاحيته فإنه يتسببُ بالتسمُم و الوجع فحسب!

إرتديت زيي المدرسي و لم أنسى إخراج مظلتي تحسُباً للأوضاع، فالسماء ملبدةٌ بالغيوم اليوم و تنذر بهطول مطرٍ ثقيل.

هذا صحيح نحن في أكتوبر شهر يشهد كُل عام زخات المطر العنيفة و ما قد يلازِمها من رعد و برق و رياحٍ عاتية تفسد كُل ما أنظفه، ليس و كأنني حاقدة علي الأمر أنا فقط أشتعلُ بمُجرد تخيلي أتفانى في التنظيف بكُل حُب نظراً لمزاجي فأصفع بحقيقة تغطية الأتربة لمجهودي الثمين!

رياح تفتقر للذوق و السلوك حقاً!

طالعتُ تلبُد السماء بعينين مُتأملتين، جزءٌ مني يحبه للغاية و الآخر يخافه و يعتبرُه نذير شؤم على مصائب مُتكدرة جديدة.

حملت حقيبتي و خرجت ركضاً بإسراع، و إنتظرتُ الميترو بإبتسامة واسعة بينما أحرك ذراعيّ حقيبتي بحماس و حالما توقف كنت قد تأملت تلك الوجوه التي أراه كُل يوم و كلٌ يجلسُ في مكانه ذاته برفقة التعابير ذاتها شعرتُ بتداعي جزء كبير من ذاك الحماس المتوهج بداخلي.

تلاشت إبتسامتي شيئاً فشيئاً عندما شرعتُ بالركوب و آلت لإقتضاب شديد فورما لاحظت رمق تلك الشمطاء لي بإزدراء واضح بينما تحرك رأسها يميناً و يساراً بخيبة.

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن