٢٣/مسترجلة|سارقٌ مجهول!

196 28 8
                                    

..

كاثرين:

تمالكتُ ذاتي عن الصراخ، و سحبتُ شهيقاً طويلاً ثُم زفير.

و إستدرت ببطء بينما أعقد حاجبي من هذه الرائحة الفواحة الغريبة.. لم تكن عطراً كانت أشبه برائحة المعقمات.

وسعت عيني بصدمة و تأملت الجسد الذي يقبع أمامي بحيرة قبل أن أردف ببطء و إستغراب.
" أستاذ هان؟ "

قهقه بطريقة غريبة، فليس من عاداته الإبتسام حتى!

" ياللحظ كاثرين؟ "

أومأت ببطء بينما أُبعد يديه عني بنفور.

لوحت لأبعد تلك الرائحة التي إتضح أنها خمر ليس الإ بإنزعاج.

الأمر واضح الآن، لما يترنح بهذه الطريقة الغريبة.. لأنه سكير!

" عذراً إن لم يكن هنالك أي كلام تود قوله، فيتوجب علي الذهاب "

أشرت للمخْرَج بينما أفسر بإحترام، فربما لازال يملك بقايا وعي.. هذا الأستاذ ليس رحيماً البتة تجاه الوقاحة.

الا أنه إقترب فجأةً بنطاق قريب للغاية و إبتسم بينما يبعد خصلاته عن عينيه الناعستين، إبتسم بطريقة جعلت قلبي يخفق بخوف و شعرت بتجمد كل إنش بجسدي بوهن.

لما يبتسم بهذه الطريقة؟

" و من أخبرك.. أنه.. لا كلام لدي "
أجاب بنبرة ثخينة متقطعة، فتراجعت خطوات للخلف بإنزعاج من تلك الرائحة التي عادت لتفوح عند كلامه.

لكنه إقترب من جديد و وضع كلتا ذراعيه حولي و أدبر بصوت متذبذب خافت.
" لم أرى بحياتي مُراهقة بفتنة تتعدى فتنة إمرأة ناضجة "

سرعانما دفعته بإندفاع و رمقته بتحذير، و مع كل جهودي لم أستطع إخفاء تلك الدهشة التي طغت كامل تقاسيمي.

شعرت بالذُعر من كلماته القذرة و أضاعفه من نظرات عينيه الغريبتين.

لطالما كان ينظر إلي أينما تصادفنا، لكن نظراته كنت دوماً أفسرها على محمل الحذر و الكُره.. لربما لأن الجميع يمقتني لذا إعتدت على تفسير كل الأمور على هذا المنوال.

" بربك؟، من.. يصد رجلاً.. بوسامتي؟ خاصتاً.. إن كانت فتاة قبيحة مثلكِ"

أجهر بغضب و ترنح بينما يشفنني بإستحقار.

قبيحة؟ الرحمة!

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن