٣٢.الأبله من المتزوج

179 16 12
                                    


كاثرين.

تبادلتُ النظرات الجاحظة لثوينات معدُودة مع الأستاذ تشانيول و لكنه نهض بأسرع ما أمكنه و فرَّ هارباً.

لا شكّ أن الأُستاذ بارك قد فقد عقله كُلياً!

رفعتُ أهدابي لأُعاين الغبار اثر هروبه و لكن تصادفت مُقلتي مع هيأة والدتي ، كتفت ذراعيها و بدى على معالمها التجهُم أطبقت وجهها كالمكنسة المُتعطلة -عذُراً امي و لكن تبدين كذلك -
"ما الذي فعلته حتى هرب هذا الأُستاذ أيضاً "

انا فعلت؟؟يال المُزاح لستُ أنه ذلك المُختل إزدواجيُ الشخصية.
أراهُن أنها لو علمت بما فعل لن..مهلاً!!

إبتسمتُ بوسع و أشرت نحو مكان هروبه و اردفت.
" إنه ثمل لقد ألقى ألفاظاً غير مُهذبة أمي، أعتقد أنه لم يعد يصلحُ لتدريسي "

أراهنُ ان إبتسامتي تكادُ تصل أُذني و أن عيني مالتا بشر و لكن كُل ذلك تهاوى عندما سمعت طنين ضحكة أمي الهازئة..مُستحيل ألا تصدقُ ذلك؟

"أتثقين برجُلٍ غريب عن حديث إبنتك؟ "
ألقيتُها بلؤم لأن ذلك كان مُزعجاً في جوفي و لم أُطق ذرعاً لإخراجه.

"أعلمُ أنك في سبيل إلغاء هذه الدروس ستختلقين كُل القصص "

مالت عيني بإنزعاج و لا أعلمُ لما إغرورقتْ عيني بمياهٍ مالحة في هذه اللحظة و لما شعرتُ بتلك الغصّة ،أعتقدُ أن السبب هو عدم ثِقتها بي و أخذ حديثي على مُنحنى هزلي..ماذا لو كان شخصاُ أسوأ من تشانيول عندها كنتُ لأعيش رُعباً نفسي دون أن تُصدقه أياً منه أمي.

تشانيول عاد أدراجه و عينيه مُشتتان حول أي شيء عدانا أنا و أُمي ،حمل أغراضه و غادر سريعاً و لستُ أحلم أعتقدُ أنني سمعتُه يشتُم عندما دنى لأخذ حاجياتِه!.

رمقتني أُمي بلوم و لكن لم تُكلف ذاتها عناء إخراجه من عينيها و زته في لسانها و إكتفت بقول جُملة قبل مُغادرتها.
" تعالي للعشاء لاحقاً بعد حلِ فرُوضِك "

قبل مُغادرتها لمحتُ شبح شكٍ في عينيها هي الأُخرى..أعتقد أنها صدقتني نوعاً ما؟.

مع صرير إغلاق الباب تمطقتُ بكسل و حنيتُ ظهري لأستلقي على الأرضية براحة بيد أن شبح كلماته لازالت تحومُ غماماً حول عقلي.

ما الذي كان يقصُده بحديثه؟هل حقاً الأستاذ بارك مهووس القواعد و الأدب أفلح بإفلات هكذا كلام دون أن يشرب أي كحُول؟.

لم أشغل ذاتي بحديثه كثيراً فأجزمُ انه فقد جزئاً من صوابه و من واجبنا كطُلابه أن نُذيع هذا الخبر العظيم إحتفاءاً به..انتظر أُستاذ بارك اعتقد أنني لن أُقصر في حقك غداً كما لم تُقصر في حقي قط!

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن