٢٦-إختبئي بداخلي(عِناق)

214 24 8
                                    

بعضُ الإنطباعات الخاطئة عن الأشخاص تصيبُهم بالخذلان و التداعي ، لرُبما كان ذلك للشخص القشة التي خِلتها عوداً رميتها لمُجرد التسلية فإنكسر

....

تشانيـول:

لم أعد إلي شقتي بفضل تواجد هايين غير المُريح، فضلت أن أجوب الشوارع بلا هوادة بينما أخبأُ معصميّ من السقيع.

العودة لمنزلي في هكذا وقت سيجعل أُمي قلقة للغاية و سيمنحها أطناناً من الأفكار السوداوية الغريبة.. لا أعلمُ لماذا و لكن هكذا هُن الأمهات.

لمحت مدبر المنزل ماراً فإستوقفه بتعجب.
" إلى أين؟ "

قبضتُ معصمه بتساؤل غاضب قبل ان أُضيف بعصبية.
" ألم أُخبرك أن تُبقي عينيك عليها؟ "

بدى عليه الخوف ببنما يبتعدُ ببطء فأجابني بتوتر.
" سيد تشانيول، الآنسة قد غادرت بالفعل مع أنني أصريـ.."

" تركت إمرأة تغادر المنزل في هكذا وقت أيها الأحمق؟ "

افلته معصمهُ بغضب فهذا الأحمق يكادُ يفقدني صوابي!

ركضتُ صوب سيارتي التي ركنتها قبلاً و تركته يكملُ هرائه الخائف و إنطلقت بعجل نحو مقصدي.

و حالما وصلت ترجلتُ عن سيارتي و دلفتُ للشقة أبحثُ عنها بجنون و فزع، ليس حُباً أو إهتمام أنا أشعر بالمسؤولية تجاه خروجها في وقت كهذا.

كما أن جميع أصابع الإتهام في أُسرتها ستشير إلي.. اللعنة!

سكون الليل أمكنني من سماع نقيق الضفادع المُزعج في الخارج و صوتُ هطول الأمطار التي توقفت لتوها.

لم أجد اي أثر لها او لأشيائها ولكن قبل خرُوجي كنتُ قد لمحت رسالة مُعلقة على مقبل الباب بخيوط رقيقة، إلتقطُها بتلهف خائف.

* لا تقلق يا حبوبي لقد خرجت لأعود لمنزلي حتى يهدأُ كلانا، و سأعود بورقة الزواج^~^*

زفرتُ بإرتياح قبل أن تعود تقطبية حاجبي حال سماعي لصوتِ بُكاء خفيض بالخارج.

مررتُ عيني حتى قابلتُ تلك الهيئة الصغيرة التي تتوارى خلفَ الشُجيرات القليلةحول منزلها، حزرتُ عيني بينما أتمتمُ بخفوت.
" كاثرين؟ "

أبصرتني بعينيها الحمراوتين و إنتفضتْ تمحي ما تبقى من دمُوعها بكبرياء ثم نهضت، أمعنتُ النظر في ملابسها الغريبة الملطخة بالطين و المُبللة بالمطر كمن دخل في عراكٍ ما.

تقدمت بسُرعة لأقف أمامها قائلاً بذهُول.
" هل يُعقل؟،طالبة كاثرين هل دخلتي في عراكٍ ما؟ "

لم تُجبني، فقط قوست شفتيها بعبُوس بشع و إرتفع بُكائها عن السابق و لكن هيئتها المُبعثرة كانت أفضل إجابة.

نفتْ لي بهستيرة و تمتمت بحشرجة.
" لم أكن من بدأت، أقسمُ لم أكُن البادئة."

لسببٍ ما شعرتُ بالشفقة حقاً عليها، انا لم ارها قط ترتجفُ بهذا الشكل المُريب و التورم حول عينيها أوحى لي انها كانت تبكي لفترة طويلة.

في وقتٍ كهذا لم استطع التفكير في أي حل، فبعدَ أن قابلتُ والدتها سابقاً إخبارها يعدُ كارثة أكثر من حل!

قلبتُ عقلي بتفكير فسُؤالها الآن حتماً لن تُجيب و ستستمر في هذا البُكاء المُريب فحسب، ما العراك العظيم الذي جعلها تضعُ كرامتها جانباً و تبكي أمامي؟

زفرتُ بعُنف قبل أن أفرد ذراعي و أتجنب النظر إليها.. يال السخافة هي بالتأكيد لن تقبلَ مُعانـ... كتمتُ شهقتي حالما شعرتُ بذراعيها القصيرتين تتطوقان خصري و قميصي تلوث بدموعها الغزيرة.

أخفيتُ إنزعاجي بينما أربتُ عليها بتجمد و عدم إرتياح، لم اعتد هذا القُرب من جنس حواء بعد لذا هذا نوعا ما غير مُريح.

شيئاً فشيئاً إعتدتُ على ذراعيها حولي و حُلت تقطيبةُ حاجبي، أحسستُ بهدوئها بعد رحلة طويلة من تمتامتي ب"لا بأس كُل شيء سيكون على ما يُرام"

لم اعهد ذاتي أُجيد المواساة.

" كاثرين؟ "

و إثر ذلِك الصوت المألُوف إنتفض كلانا بعيداً بفزع.. اللعنة!
...

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن