١٨-مُنقذ/هفوة وجيزة عن الضغينة

187 24 20
                                    

..

تشانيول:

تقيأتْ بقية الماء عن جوفها بتعب و وهن، بينما أواصلُ التربيت على ظهرها و بيكهيون تولى زُمام أمور الفتى الآخر.

كانت ترتعشُ بتجُمد فالجو ساقعٌ للغاية حالما يحلُ الليل، لذا خلعتُ جاكيتي و وضعتُه حولها بينما أغلقُ أزراره بعد أن ساعدتُها على إرتدائه.

إستندتْ علي بينما تمررُ يدها برعشة تعب على معدتها و تُغمض كلتا عينيها، من الواضح أن كثرت التقيُأ أشعرتها بالإعياء و لكن بالمُقابل هي إبتلعت الكثير مِن الماء بالفعل و كان لابُد من تقيُؤها.

سمعت الوشوشات التي تحفُنها كطنين النحل، و حتى و نحن في وضعٍ كهذا لا يكفُ هؤلاء الحمقى عن إختلاق تصورات خيالية بحتة و إتهامات زائفة!

و بما أن لا طاقة لي للجدال الآن، فجسدي لازال تحت تأثير التخدُر فضلتُ الصمت قليلاً و النظرُ إليهم بتمعن.. إن لم يكُن تحذيراً.

يالها من بداية موفقة في هذه الرحلة..

صوبت عيني لحيثُ يشرع بعضُ الطلبة في تجهيز الأكواخ، و يبدو أنهم إنتهوا من عدد لا بأس به لذا حثثتها على أن نمضي لهُناك.

و عندما أطالت الوقوف دُون التقدُم، لكزتها بتذكير لكنها رمقتني بعينين مُشتعلتين بالغضب و أشارت إلى قدميها المُرتجفتين.

" وضعي ليس سهلاً كما ترى "

قلبتُ عيني بضجر و أفصحتُ عما جعلني أشخر ساخراً.
" إذاً تنتظرين مني أن أحملكِ مثلاً؟ "

وسعت عينيها بدهشة، قبل أن تكوم إصبعيها حول شحمة خدي حتى أحسستُ بحرارة و ألم شديد هُناك.

ولم أكد أُفيق من صدمتي على جرائتها بهذا الشكل الكبير لتقرصني بأريحية راميتاً فارق العُمر و الإحترام بعيداً، حتى واتتني بالكبيرة و التي جعلت رأسي يفجرُ براكين من الغضب.

" لا بالطبع أيُها الأهوج ذو التفكير المحدود.. عفواً أعني المنحرف، أود فقط أن تُعيرني مُساندةً لو سمحت "

بدأت حديثها بسخط و فوران و سُرعانما أنهتهُ ببطء و إحترام و بعض الخوف حالما لمحت النظرات المُتسعرة من عيني.





..

" أين أنت، أين أنت يا صغيري اللعين، أين أنت؟ "

تمتمت بينما تتجاوزني لتبحث بعينيها و قدميها بإهتمام.

عقدت حاجبي بحيرة و دهشة، ص صغيرها؟
هل تملكُ إبناً و أحضرتهُ معها للرحلة خلستاً؟

أستاذ صارمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن