الفصل الثالث

988 72 46
                                    


بعد عدة أيام توقفت سيارة قديمة ومتهالكة نوعاً ما أمام منزل والد ليلى كان جعفر يعرف صاحبها جيداً فهو رشدي ابن خالة ليلى , والذي يكرهه منذ طفولته فهو لا يذكر أنهما التقيا مرة دون أن يتشاجرا وظل الأمر على حاله ليومه هذا لهذا فضل جعفر ألا يرفع عينيه نحوه .

هبط كلاً من رشدي ووالدته وأخواته ودخلوا منزل والد ليلى , أثناء ذلك كانت ليلى للتو عادة من تحفيظ القرآن فهمست لنفسها وهي تنظر لسيارة رشدي

" يا إلهي ما أسوء حظي "

ثم غيرت اتجاهها ودخلت لدكان جيرانهم تتجول به قليلاً فهو ليس فقط محل بهارات وحلوى بل مكتبة وبقالة , فإبتسمت ليلى لنفسها ودخلت المحل وأخذت تتجول في المكان وتقلب بعض الدفاتر والملصقات التي أخذت عدة أنواع منها فهي تحب أن تجمعها , ثم تصفحت بعض الكتب والجرائد على غير عادتها.

رغم أنها أطالت البقاء في الدكان لكن رشدي لم يغادر منزلهم بعد على غير عادته فتنهدت ليلى بغضب وقررت أن تطيل بقائها أكثر , لقد شعرت بالندم لعودتها باكراً فقد راجعة الآيات التي تحفظها عن ظهر قلب مع معلمتها ثم غادرت المكان فورا انتهائها لتستعد لاختباراتها الثانوية التي ستبدأ بعد عدة أيام , فليلى أتمت حفظها للقرآن الكريم منذ ثلاثة أعوام لهذا لم تمانع معلمتها من مغادرتها التحفيظ .

" هل هنالك مشكلة يا آنسه ليلى ؟؟ "

استدارت ليلى فزعة تنظر نحو الحسن وقالت مرتبكة

" مشكلة ؟! آه ,, لا ,, لا توجد أي مشكلة "

ابتسم لها الحسن وقال

" أذن سأتركك ,, خذي راحتك "

شعرت ليلى بتوتر أكثر فها هو الحسن لاحظ وجودها الغير مبرر لكنها مع ذلك لم تغادر وأخذت تعبث في قسم الحلوى , أثناء ذلك اقترب جعفر من آخاه الحسن وسأله متظاهراً بالبرود

" ماذا قولت لابنة الإمام ؟؟ "

نظر الحسن إلى أخاه وهو يشرب مياه غازية كان فتحها للتو ثم قال

" لماذا مهتم ؟؟ "

" لستُ مهتم ,, لكن لدي فضول لأعرف ماذا سألتها ؟؟ وماذا أجابتك ؟؟ "

فإبتسم الحسن وقال بينما كان يجلس خلف صندوق المال

" سأدع فضولك يقتلك لأنني لن أجيبك على شيء "

نظر جعفر نحوه بغيظ ثم استدار وأخذ ينظر نحو ليلى التي كانت تنظر للخارج عبر زجاجهم وفجأة رآها تبتسم سعيدة وكأن هنالك شيء أسعدها , فتوجه جعفر على الفور للخارج فقد تملكه فضول ليرى ما أسعد ليلى هكذا فوجد رشدي يصعد سيارته ويغادر المكان عندها استدار جعفر للداخل ليجد ليلى تحاسب وتأخذ أغراضها وتهم بالمغادرة لكن وقوفه أمامها منعها من ذلك لتنظر إليه بعينيها العسليتان التي يعشقهما وتقول له

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن