الفصل الخامس والعشرون

603 56 17
                                    


عادت ليلى إلى المنزل مشياً على الأقدام تذرف الدموع الغزيرة وهي تفكر بجعفر وحاله فقد ذبل وجهه وفقد الكثير من وزنه لم يعد من عرفته يوماً ، لقد تأكدت أن ما زال يتألم وإن تظاهر بعكس ذلك أغمضت عينيها بغضباً من نفسها

( كل هذا بسببك يا ليلى لو أنكِ صرختِ او قاومتِ او عملتِ اي شيء لكنك غبية وجبانة تستحقين الموت على فعلتك تلك ،، انظري لما فعلته أيتها الغبية لقد فقدت من كان حضنه الكون بأجمعه )

توقف ليلى على جانب الطريق تكمل ذرفها للدموع فهي لم تعد ترى طريقها من غزارة دموعها ، رفعت ليلى رأسها إلى السماء مناجية ربها الذي يعلم وحده ما يعانيه فؤادها من ألم

( يا إلهي انتقم لي من الذي كان السبب بفراقنا هذا واجعل له ضعف الوجع الذي نشعر به كلانا واريني فيه عجائب قدرتك )

وصلت ليلى إلى المنزل لتجد أخوتها ينتظرون عودتها وهم غاضبون بشدة وما أن دخلت حتى صرخ بها عبدالله بغضب

" أين كنتِ ؟؟"

" كنت بالمشفى مع سعاد "

" لا تكذبين فسعاد منذ ساعة عادت من المشفى ,, فأين كنتِ حضرتكِ تكلمي ام أنكِ ستقولين لا تعلمين أيضاً ؟؟"

نظرت ليلى إلى أخاها وبدأت دموعها في السقوط فهي لم تتوقع هذا من عبدالله لتقول له من بين دموعها

" جعفر عمل حادث وأنا كنت معه في المشفى "

أمسك عبدالله بكلا يديها وسألها غير مصدق

" وماذا تفعلين مع رجل اتهمك في شرفك وطلقك منذ أشهر ؟؟ الا تعلمين انه اصبح رجل غريباً عنكِ لا يربطك به اي شيء ؟؟"

انفجرت ليلى باكية بينما اخذ عبدالله يصرخ بها

"أليس لديك كرامة إنه لم يتعب نفسه ويسألنا عن حقيقة ما حدث لقد ترك الأمر وذهب"

نظرت ليلى إلى عبدالله وقالت من بين شهقاتها

" جعفر لا يلام يا عبدالله فهو رجل وغيرته غلبت عليه ,, ومن ثم لا توجد شيء اسمه كرامة  بين الرجل وزوجته "

نظر عبدالله مصدوماً من دفاع ليلى عن جعفر وقال بغضب

" أنتِ كل يوم تصدمينني بغبائك وضعفك ,, جعفر يعرف جيداً أنك لا يمكن أن تفعلي ذلك لكنه أراد حجة للزواج بابنة خالته تلك ,, فهي من تناسبه وتناسب مركزه وعائلته أكثر منك أنتِ ،، ثم لا تنسي انكِ اصبحت مطلقة اي لا تحلين له لقد طلقك طلاق بائن لا رجعة فيه "

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن