عادت ليلى لعادتها السيئة والتي لم تستطع أن تتوب عنها وهي مراقبة جعفر من خلف نافذتها ، رأته واقفاً بطوله الفارع وجسده الضخم أمام المرآة ينظر إلى نفسه من خلالها ويتحرك يمنة ويسرة شارداً بذهنه يتأكد من أناقته , وكأنه لا يعلم مقدار وسامته دون أن تؤكد له المرآة ذلك.أخذ يرتب شعره مرة يرفعه للأعلى ومرة يضعه على جنب بطريقة ساخرة إبتسم لنفسه فقد بدء أحمقاً , ثم أعاد خصلات شعره للخلف ليظهر بشكل رسمي أكثر تناسب المناسبة وبعد أن أنتهى من وضع عطره المفضل هم بالخروج من غرفته , فالجميع ينتظرونه بالأسفل لكن أثناء ذلك رن هاتفه فأضطر أن يتأخر قليلاً.
جلس على طرف مكتبه وأخذ يتحدث مع شخص ما وبدء عليه الاهتمام بمن اتصل لكن الحقيقة أن المكالمة كانت قصيرة مقارنة بالمدة التي جلس اثنائها جعفر ، فالحقيقة أنه أثناء ذلك لاحظ ستائر ليلى تهتز فعرف انها هنالك تراقبه فاخذ يتظاهر بالسعادة مع من يتحدث معه فتركت ليلى حينذاك المكان واختفت وهي تشعر بتار الغيرة تكويها بشدة ظناً منها أنه يتحدث مع الفتاة التي سيذهب لخطبتها , بعد ذلك وضع جعفر سماعة الهاتف وهو يفكر ...
ما الذي نفعله بقلبينا يا ليلاي ؟؟
مِن من ننتقم ؟؟
من بعضنا أم من قلبينا ؟؟
انتِ تحبيني وأنا اذوب عشقا بكِ ومع ذلك اذينا بعضنا كثيرا هل يعقل اننا بهذه الحماقة ؟؟
لماذا لا نعترف لبعضنا أننا لا نستطيع أن نكون سوى لبعض ؟؟
لماذا صعبنا الأمر هكذا على كلانا ؟؟
أغمض جعفر عينيه ثم غادر غرفته وهبط السلم بخطوات مترددة ومتثاقلة وكأن هنالك من يجره رغما عنه .
***
وقفت ليلى بمنتصف غرفتها متخيلة جعفر بوسامته هذه يقابل خطيبته , وتخيلت كذلك نظرة خطيبته له فازداد جنونها وغيرتها فغاب العقل في لحظة جنون الغيرة , أخذت تتخيله يلبس خطيبته الخاتم ويطبع قبلة على يدها وتخيلتهما وهما يتصوران معاً ويطبع قبلة على وجنتها وتذكرت الجزء الخاص بالكعكة التي سيقطعانها وسيطعم كلاً منهما الآخر جزءً من الكعكة وهما يضحكان .
تنحى الشيطان من أمام ليلى وقتذاك التي أخذت الافكار الجهمنية تاتيها واحدة تلو الاخرى والتي لم يكن يستطيع أذكى الشياطين وأدهاهم من أن يفكر بها , وقفت ليلى على سطح منزلهم واخذت تراقب منزل جعفر وهي تهمس لذاتها بغضب
" هل رأيتِ كم هو سعيد ؟؟ وكم من وقت اخذه حتى يستعد للقاء خطيبته ؟؟ بينما أنتِ عكر مزاجك في يوم خطبتك وأخذ يغني كعصفوراً مكسور الجناحين يذكرك بحبه ويتهمك بخيانته ،، أما هو فلا بأس أن ينتقل من جميلة إلى أخرى ,, لهذا يجب أن تعكرين صفو مزاجه وتمحين ابتسامته تلك فشخص خائن مثله يستحق أكثر من هذا "
أنت تقرأ
رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )
Romance•الأخوات كهرمان • رواية من وحي الحياة • تبدأ أحداث الرواية في خمسينيات القرن الماضي في العراق وبالتحديد ببغداد عندما انتقل الإمام "ناصر" من جنوب العراق إلى بغداد ليسكن بمنزله المقابل لمنزل جاره " خورشيد " الاصل متزوج بثلاث نساء إيرانيات يعشن معاً ب...