الفصل رابع

828 74 24
                                    


نهض جعفر وهو يشعر بجسده متخشب ورقبته تؤلمه من البرودة التي تعرض لها طيلة الليل ومن نومه بشكل خاطئ , وعندما حاول أن يبلع ريقه وجد صعوبة في ذلك  فعلى ما يبدوا أن حلقه ملتهب وبينما كان ذاهباً إلى الحمام ليغتسل ويبدل ثيابه سمع والدته تطرق بابه

" جعفر بني إنها السادسة "

أراد جعفر أن يجيب والدته لكن ألم حلقه منعه من اجابتها ففتح الباب لها حتى تكف عن طرق الباب , ففوجئت والدته بصدره العاري وبمنظر غرفته التي قلبها رأساً على عقب فنظرت إليه وهي غاضبة

" هل تشرح لي ماذا حدث هنا ليلة أمس ؟؟ "

نظر إليها جعفر وبكل برود هز كتفيه دون أن ينطق

" لا تعلم ؟! ماذا تقصد ؟؟ أخبرني أتعني أن هنالك من عبث بغرفتك أم ماذا ؟؟ "

أخذ جعفر يمرر يده خلف رقبته لعل ذلك يساعده في تخفيف الألم الذي يشعر به بينما كانت والدته تصرخ به وتعيد على أذنيه ما تقوله دوماً لكن المختلف هذه المرة أنه معتاد على أخذ هذه الجرعة في المساء لكن أن يأخذها صباحاً كان أمراً مزعجاً حقاً , لكن مع ذلك لم يفعل شيء سوى ترك والدته تكمل صراخها بينما وقف هو أمامها منتظراً النهاية.

" لقد أتعبتني بالرغم من أني لم أنجب صبي سواك ,, أتعرف الحمد لله أنني لم أنجب سواك ,, كنت بالتأكيد سأفقد عقلي "

ثم خرجت والدته منزعجة مغلقة الباب بقوة خلفها تاركة جعفر ينظر إلى الفراغ الذي خلفته خلفها , في الحقيقة إنه لا يعلم سر غضب والدته هكذا فإن كان حقاً غضبها بسبب الفوضى التي أحدثها فلديهم من الخدم ما يكفي اما ان كان لأنه لا يستمع لها ويوافق على أن يتزوج مع أخويه طالب وعلي اللذان تمت خطبتهما منذ عدة أشهر فهذا الأمر ليس بيده , ألا تعلم والدته ان القلب ليس عليه سلطان وانه عضو منفصل عنيد وذو رأس يابس لا يقبل أية حلول وسطية.

أغمض جعفر عينيه وتنهد بيأس ثم توجه نحو حمامه ليغتسل ويبدل ثيابه واثناء وقوفه امام مرآته اخذ يفكر في أمر والدته ورأى أنه من حقها كأي أم أن تفرح به وترى أحفادها لكن ماذا يفعل بقلبه العنيد ؟؟

هبط جعفر متوجها إلى دكانهم ماراً بالمطبخ لأخذ افطاره الذي حضرته اخته فاطمة وكأس الشاي في عجله من أمره , ثم خرج مسرعاً حتى يقوم بالإشراف على تخزين البضاعة التي وصلت بالأمس في المخزن وأن يتأكد أنها في مكان جيد حتى لا تتلف , ثم بعد ذلك يقوم بمراجعة مادته التي سيختبر فيها بعد الظهيرة.

أثناء ما كان جعفر يشرف على نقل البضاعة خرجت ليلى غاضبة وكان وجهها متغيراً تماماً , أخذ جعفر يتفحص وجهها وهو يفكر أنه لا يذكر أن رآها هكذا من قبل فيبدوا عليها الارتباك والغضب من شيئاً ما , نظرت ليلى إليه ثم سارت نحوه لكنها تجاهلته ودخلت إلى دكانهم لتختفي داخله.

رسالة لا يقرؤها سوى ليلا ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن