# أحزانٌ لا تنتهي !
خرجت في تلك الساعة المحذّر منها ، كانت تسري في طريقها كأي مرء عائدا الى بيته الذي يأويه ، كانت تشعر بحركة غريبة خلفها وكأنما هنالك أحدا يلاحقها ، لتهرول في مشيها الساكن ، فيُعترض طريقها رجل من الأمام ورجل من الوراء ، لترتبك قليلا وهذا ليس من طبعها ، إلا أنها في هذه المرة كانت ترتدي فستانا كبيرا ولم يكن معها سلاح تدافع عن نفسها به ، فقط ما تحمله هي يديها ، حدّق أحدهم بها ولأنها ترتدي لونا زاهيا يلفت الأنظار ، ولأن شعرها الطويل ذاك مسدولا على كتفيها العريين قد أغرته وجعلته يقول:
" تبا هل أنت متزوجة ؟ أتساءل كيف يسمح لك رجلك بالخروج في آواخر الليالي ، علاوة على ذلك بهذا الرداء الجميل ، ألا يغار على امرأته؟. "
دقات قلبها تسارعت في تلك اللحظة ، خاصةً أنه لا مجال للهرب ، هي تعرف تقاتل ولكن مع لباسها الثقيل لن تقدر على الحركة بشكل مريح بل ستكون هنالك عوائق ، ولكنها لا تعلم أنه هناك من يراقبها كل يوم وكل ثانية ، ويحميها من جميع الأعداء حتى لو لم يكن يراها او تراه وجها لوجه ، جهز قنبلةً دخانية وخنجرا معلّقا أسفل ساعده ، يريد أن يقتلهم أن حاولوا لمسها فقط ، تمادى الرجل وبدأ يقترب منها مما زاد من عصبيته التي لا يراها غيره ، إستعد لينزل أسفلا إلا و يرى امرأة أخرى أتت لمحبوبته فيلزم مكانه لكيلا تُكشف هويته المجهولة ، فتقول بصوت جدي:
" أيها الوغد ! أبتعد عن الفتاة حالا. "
نظر إليها بعدم مبالاه ولا إعطاء أهمية للأمر ، ولكنه فوت شيئا مهما ، هو أنه لا يعرف مع من يتحدث ، إنه يتحدث مع قائدة المتمردين التي دبّت الرعب في قلوب عصابة الألجاي الذين قتلوا زوجها ، ظنت أن تحذيرها الأول جدى بالنفع ولكن عندما رأت يده تتمرد على جسمها تردف قائلة بصوت في غاية الحدة والشدة:
" التحذير الثاني ستكون رصاصةً بين حاجبيك !! إنني أحذرك أيها المتسول ، إن لم تبتعد من هنا خلال ثلاث ثوانٍ ، أقسم لك أنني سأقطع رأسك وأعلقه في حظيرة اللحام. "
يسحب ذلك الجبان سكينته من بين خصره ويقترب منها قائلا بسخرية تصحبها عصبية شديدة:
" من أنت يا هذه لكي تهدديني ؟ لأول مرة أرى نكرة تتكلم ! أغربي من هنا وإلا قتلتك أنا. "
ترفع إيفسون رأسها بأبتسامة وتقول:
" لابد أنه لم يعطك أحد تعريف عني. "
يحدق بها بنظرات مرعبة ولكن تجاهلتها ليقول:
" قلت لك أغربي ، ليس من صالحك يا امرأة ، سأفعل بك السوء ، لذلك إذهبي من حيثما أتيت. "
أنت تقرأ
فرساي العظيمة
Action" إن أصعب شيء على المرء أن يربط ذكرياته بإنسان ما ، فيُصبح الفراق حالة من فقدان الذاكرة. " تدور أحداث القصة في جزيرة تدعى فرساي ، قريبة للغاية من فرنسا او لنقل أنها تابعة لها ، عصرا إنتشر به الجوع والفقر ، بين اولئك الذين لم يستطيعوا الجلوس بجانب ال...