📖[ Chapter - VIII ~ 8 ]📖

45 4 12
                                    





# خيانة صديق !






في أحد المكتبات الصغيرة التي تكون أشبه بالأكواخ المبنية يدويا ، كانتا الأمرأتين اللاتي يخططن لتعزيز مصدر قوتهم الأساسي وهم المتمردين ، حيث أن جولي كانت تتمشى بين ممرات المكتبة اليدوية تبحث عن كتاب ما لتجده سريعا فتسحبه وتنفخ به مطلقة الهواء ليتلاشى الغبار عنه ويتطاير شعرها الكثيف وتبعده عن مجال رؤيتها لتردف بعدها قائلة:
.
" وجدت ما أبحث عنه ، تاريخ الفرسان منذ القرون القديمة، هذا سيساعدنا. "

تندهش تلك الفاتنة لتقول بنبرة متفاجئة:

" ماذا يفعل كتابهم معك؟ يوجد شيء في رأسك ولكن... للأسف لست عالمة ما في العقول. "

ترمي بنظرها إليها وتردف بمكر:

" بعض الأمور تحتاج عقلك مستفيقا ، لأن بدونه سيتلخبط الوسط ولن تكوني قادرة على جمعه كاملا ، ستكون هنالك عقبات ويجب تخطيها ، هولاء الفرسان ويُدعَون بأسماء أخرى ، كالمستترين والمنظمة سرية ، طائفة متشددة مكتوب هنا أن مؤسسهم يُدعى سامر عبد الكريم ، قاد القطيع لحوالي ١٠٠ عام ، بعدها دمروهم الصليبيين وعاد إحيائها أحد أعضائها ، غير مذكور أسمه هنا. "

قطعت كلامها وباتت تدقق إذ أسمه مكتوبا أم لا بينما تلك القائدة قالت:

" يكتبون المؤسس ولا يكتبون المُحيي لهذه المنظمة !! رغم أن المؤسس هو الذي لا يجب أن يُذكر ، أغبياء. "

ترد عليها وهي تطلع على الأسطر قائلة:

" ربما لأنهم ماتوا فلا بأس من ذكر أسمائهم ، فمن سيذهب ليقتل رجل أساسا ميت؟ لا أحد بالتأكيد. "

تُرتسم أبتسامة خفيفة مدركة صحة كلامها لتردف:

" منطقي للغاية. "

تبتسم تلك الحسناء لتقول:

" ألا تعترفي أنك أخطئتي التفكير؟. "

تجيبها بتردد:

" لا أعرف بماذا أفكر أساسا ، أشعر وكأنني لست على قيد الحياة. "

تظهر ملامح الحزن على وجه تلك الحسناء لتردف بعدها وعينيها سارحة وعقلها شارد:

" لقد مررت بهذه الحالة التي أنت بها ، لم أستوعب أن حياتي باتت حقيقية وما عشته كذلك حقيقي إلا بعد عشر سنوات !! خرجت بصعوبة منها ، ولكن تفكيري لا زال مقيد ومحصور ولا أستطيع أن أشتته في أي شيء أفعله ، رغم أنني أجيد الرسم ولكن لا يمكن ، حتى وأنا أرسم أفكر !! أي ما تفهمينه من حديثي أنه لا يوجد حلا للتفكير الزائد عن حدة ، كل هذا حصل بعد وفاة..... بعد وفاة الشخص الذي أهيم به حبا وعشقا ، كان أهم شخص في حياتي وكنت أقدمه على الجميع حتى على والداي ، والدي لم يكن يشعر بي إطلاقا ، لا يعاملني كفتاة ، كمدللة والدها فهذا المتعارف عليه ، الفتاة تكون الأقرب لوالدها أكثر ولكن معي حصل العكس ، إذ أنه أكثر الأشخاص الذين أذوني ، بعدها والدتي ورغم كل ما حصل إلا أنها تجاهد كل يوم وكل ليلة بأن تعود علاقتنا كالسابق وأقدر هذا الشيء ولكن من المستحيل أن تعود لأنها شاركته في تعذيبي نفسيا ، في الوقت الذي لم يكن والدي معي كان هو معي (تقصد كارتال) في الزمن الذي كانت تُعرض لوحاتي وتأخذ الكثير من الأعجاب من قِبل الناس هو من كان معي و يدعمني ، رغم أن هذا الدور يجب على الأم القيام به ، أفضفض له كصديق ، أحبه كرجل ، أبوح له ما بخاطري ويستمع إلى مشاكلي ويفعل المستحيل ليجعلني سعيدة كأب لي ، ويعطف ويحن علي كأم لي ، ماذا أقول غير أنه مارس لي كل الأدوار التي أفتقدتها منذ الأزل ، والتي والداي الذين أنا من لحمهم ودمهم همّشوني بها ، وبعد أن رحل ، لم تعد الحياة ذات معنى بالنسبة لي ، تلاشت ألوانها وصُبغت بالأسود القاتم ، بالظلام الحالك ! كل يوم في حلول الساعة الثامنة مساءا حتى الفجر أكون برفقته ، أما الآن فأنا برفقة قبره ، لا تصدقي من يقول بأنني مرتاحة في حياتي فهو لا يدري ما عشته وكيف تعايشت معه ! لا يعرف ظروفي و دوافعي الخاصة ، لذلك لا تحكم على الكتاب من غلافه ، فربما إن قلبت صفحاته تجد أنه يستحق القراءة. "

فرساي العظيمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن