📖[ Chapter - XVIII - 18 ]📖

38 3 1
                                    










# سجون قذرة !!








بعد مرور الوقت ، أصبحت الساعة الثالثة فجرا ، أجواء تلك الساعة كانت فريدة من نوعها ، الجو غائما والضباب يسود الشوارع والبنايات ، برودة الهواء وكأنه صقيع ثلج !! لا توجد ماشية سوى القتلة والعصابات ، لا توجد عربات خيول تزف صاحبيها نحو ما يريدون الذهاب إليه ، فقط ضباب وظلام دامس وسماءٌ غائمة توحي بأنها ستُنزل المطر بعد قليل ، في سجن الحاكم المخصص ، والذي يتضمن الكثير من أساليب التعذيب المؤلمة بالأضافة الى قذارته وقذارة سجنائه ، كان بطلنا مغيبا عن الوعي داخل أحد الزنازن ، فتحة التهوية مفتوحة يتسلل منها البرد القارص ليجمّد تلك الحجرة الصغيرة ، آفاقا عالية في السماء تشع ، قوس الألوان الجميل واضحا كوضوح الشمس في تلك الأجواء قارصة البرودة ، فتح مقلتيه بعد أن مرت عدة دقائق ووجد عيناه تحدق في سقف المكان الحجري ، تحسس فخذه المصاب ووجد أن نزيفه توقف فشكر ربه سرا ، ثم باتت عيونه الملونة الجميلة تجوب المكان باحثةً عن مخرج ولكنه لم يجد ، حينما لامس فخذه وجد أنه لا يرتدي سرواله ! أجل فهذا السجن كل سجنائه ينزعون ملابسهم ويبقون سراويلهم الداخلية فقط لأسباب خاصة يجهلون معرفتها ، ولكن ليس على بطلنا الذي عرف لماذا يفعلون ذلك ، إستقام على رجليه بصعوبة قصوى نتيجة ألم جسمه الذي لا يضاهي ألم روحه بتاتا وأخذ يدور في المكان محاولا إيجاد ثغرة يهرب منها.

ولكنه فُجئ بدخول رئيس الجيش ومعه أحد رجاله ، ففتح حديثه قائلا بأبتسامة ماكرة:

" صباح الخير يا سكر !! وصلتنا أوامرا بأن نقوم بضيافتك بشكل يليق بك... أيها الفارس. "

لم يرد عليه بل كان ينظر لخلفه ولعدد الرجال في المراقبة فهو يخطط للهروب فأكمل الرئيس قائلا:

" هيا يا شباب... أحظروه للغرفة المجاورة ، سيأتي الملك بعد قليل ويستكمل ضيافتك بالنيابة عنّا. "

إقتربوا منه ووجهوا أسلحتهم عليه لينطق قائلا بهدوء وأستهزاء:

" ووه... إهدأوا يا رجال !!! أنا لست حيوان مفترس !! بشري طبيعي مثلكم بالضبط. "

ردّ عليه أحدهم وقال:

" أنت فارس والفرسان قتلة ومفترسين. "

يحدّق به النسر قليلا ليجد أنه صغيرا يافعا قد جنّدوه رغما عنه وهذا الواضح من عيناه فقال له بأسلوبه الهادئ:

" مالذي تفعله هنا يا فتى؟ مالذي تفعله بين هولاء السكارى؟ أنت يجب أن تكون في الفراش الآن لتحظر مدرستك بعد عدة ساعات ، أم أجبرك ذلك الحاكم الوضيع على خدمته. "

فرساي العظيمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن