📖[ Chapter - XXXV - 35 📖

51 3 2
                                    










# عودة المياة لمجراها !!








بعد أن مرت الثواني والدقائق تليها الساعات ، أسدر الليل ستائره وظهر القمر مُشع ينور الليالي العتمة والظلام القاتم ، وسط أحد الغابات المحيطة بجزيرة فرساي كانت النيران تلتهب ويتطاير دخانها للآفاق مسببا دفئا في المكان لوقتٍ طويل ، إقترب النسر وبين يديه خشب أشجار وقام بوضعهم وسط النار الحارقة وقام بسحب عودا مستوحى من الخشب وحرّك الجمار قليلا لتشتعل النار أكثر ، وأمامه أسكندر مربطا حول الشجرة العملاقة تلك بواسطة حبال سميكة ، بينما هو يقوم بعمله قال الملك له بإستهزاء:

" ماذا تخال نفسك وقت حجزك لي هنا وربطك لي حول شجرة لعينة من غابة لعينة كهذه !! لا نملك أسلحة ولا حتى سيوف او فؤوس لندافع عن أنفسنا ! ماذا لو هاجمتنا الذئاب ماذا سيحصل
أيها الفارس المُخضرم؟. "

فجأة سمعه قد هربت من شفتاه ضحكة واسعة الحيلة وكانت جميلة وساخرة بنفس الوقت ، فيتساءل الحاكم بكل عصبية عن ضحكته هذه قائلا:

" لما تضحك يا هذا؟ هل قلت نكتة أنا؟. "

- إنك تخاف على نفسك.

أجابه بعصبية:

" أجل أخاف ، هذا الأنسان الطبيعي. "

إستدار له وقال وهو يشير بعود الخشب الذي بيده نحوه:

" كلا يا حظرة جلالتك ، الأنسان الطبيعي ولا سيما إن كان رجلا يكون مخطوفا الآن من قِبل جماعة لا تفهم شيء سوى القتل بالتأكيد عائلته ستكون في خطر مثله تماما ، يا ترى هل يقول ماذا حل بعائلتي من بعدي الآن؟ يا ترى هل هم بخير؟ هذا هو الرجل الشريف صاحب الشأن ، يترك كل شيء خلفه حتى حياته مقابل حياة أحبائه ، لا يقلق على نفسه بل يقلق على عائلته ، ولكن أنت.... تهتم لنفسك وكأنه ليس لديك زوجة او فتاة ، يا للعار...

كان يجب عليك أن تُرسل رجالا ليقتلوني ، كل من أرسلتهم كانوا جبناء يخافون من ظلهم ، لا تجرح مالا يمكنك قتله حظرة جلالتك ، تعلم أنني عانيت كثيرا في حياتي ، منذ وفاة والداي حتى هذا اليوم... ولكن هل تعرف شيئا؟ إنني أشكرك من صميم قلبي على ما فعلته لي ، لأن ما إقترفته بحقي هو من بنى شخصيتي ومقامي ومكانتي بين الجميع ، هو الذي جعلني أفرّق بين كل شيء صحيح وخاطئ ، لذلك أنا أشكرك جزيل الشكر ، علمتني المحاربة حتى آخر رمق لي وعدم الأستسلام فهو الآن ليس في قاموسي ، أنت ستموت قريبا... وكلنا سنموت لن يبقى أحدا على هذه الأرض بتاتا ، بماذا ستتذكرك الناس أنت أخبرني؟ سمعة الرجل الصالح تظل خالدة ، ولكن سيقبع أسمك في الوحل الى الأبد ، كونك كبيرا بالعمر لا يعني أنك تفهم كل شيء ولديك خبرة بكل شيء ، فأحيانا يمكن للعقل متوسط الذكاء فهم ماهو أعظم. أنا نجوت من هذه الحياة وهذا العصر المليئ بالفقر والجوع عن طريق عقلي وليس فقط الأعتماد على جسدي ، الجسد يمكن أن يكون قوي لدرجة ما ، لكن عقلك من يجعلك محصنا ضد الهزيمة مثل الجلد على مفاصلك ، العقل يمكن أن يكون قاسيا جدا ، لذا تعلمت كيف أتحمل الألم. ولكن الأكثر أهمية ، تعلمت كيف أطبقه في الخارج ، وسأطبقه عليك... يا ترى ماذا أفعل بك؟ بما تنصحني؟ هل أذبحك وأسقي الأزهار بدمائك؟ أم أقتلع جلد يديك وأصمم بهم قفازا جميلا يدفئني من البرد القارص؟. "

فرساي العظيمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن