📖[ Chapter - XLII - 42 ]📖

35 3 1
                                    









# أنتِ ملاذي الآمن.








في الجانب الآخر من الجزيرة ، وصل النسر للكوخ الذي ترك حبيبته به وحينما دخل من الباب الرئيسي شعر بدفء المكان وهدوئه ، حتى تمركز على إحدى الارائك ملما بكلتا يديه نحو وجهه وكأنه تائه وضائع ، يظن أنه إذا قتل قاتل والديه سيرتاح طوال عمره ولكن يبدو أن ظنونه خاطئة تماما ، يحدّث نفسه قائلا ، ليتني تركته حيا وأخذ حقه من العدالة !! ولكن عن أي عدالة أتحدث والملك بنفسه عقد عقود وأتفاقيات معهم !! كيف ستتحقق غايتي؟ كيف سيبرد قلبي؟ كيف سأخذ بثأر أحبائي؟ عدالة الملك لن تحقق شيئا وأرى أن عدالتي الخاصة هي من تُحظر نتيجة ، لذلك سأتبع خطاها... أجل صحيح هذا ما كان يتفوه به بينه وبين نفسه لتسقط على مسامعه صوت خطوات شخصا ما ، و حينما دخل هذا الشخص إبتسم النسر ، إذن من هو؟ او من هي؟ هي حبيبته التي دخلت عليه ، وفور أن لاحظت تخبطه وشروده هرعت لعنده ودون مقدمات إحتضنته بكل قوتها وقالت أثناء ذلك:

" عزيزي... مابك هكذا؟ هل أنت بخير؟. "

يبادلها عناقها ويشد عليه ليقول:

" لا... لا لست بخير أبدا ، لقد سئمت الكذب وسئمت من تسرعي للجواب على هذا السؤال. "

فصلت عنه ذلك العناق الحنون ولا زالت قريبة منه ، فرفعت أصابع يدها الناعمة وغرزتهم بلحيته قائلة بصوت ناعم:

" ماذا حدث؟ هل ستخبرني؟. "

ساد الصمت في تلك اللحظات ، حتى قام بإزاحه يدها عن لحيته وترك بينه وبينها مسافة قليلة ، فإستغربت من رد فعله ، فيزيد قلقها أكثر لتقول بكل حدة وجدية ظهرت بنبرتها:

" كارتال إن لم تخبرني ما بك أقسم أنني...... أنصت... يجب أن تشاركني همّك ليتقلص ويتلاشى ، إن لم تشاركه سيكبر ويتعشش في رأسك ، أرجوك. "

جال الصمت في المكان من جديد لينطق بعدها قائلا:

" لقد...... مات ألبرت... أنا قتلته. "

إندهشت قائلة:

" ماذا فعلت !!! ولما ذلك؟ هل أمرك زعيمك أم الأمر شخصي؟. "

رد عليها بنبرة ضعيفة لحد ما:

" هو السبب في وفاة والداي جولي ، هو من حرمني حضن الأم وحنان الأب !! هو من جعلني أتيتم بعمر صغير وأعيش في تلك الشوارع الوحلة القذرة لبقية عمري !!! كل حياتي التعيسة هذه كان هو سببها ، لأنه فرقني عن أبواي وبعدها تشتت ، ضعت ، تُهت ، مُت... لقد كان يستحق أكثر من ذلك ،
شهدت على رسالة المفترض أن تصل لوالدي ، لقد كانت والدتي في مدفعية عينه !! لقد كان يحبها حبا حراما ، يتغزل بها بالرسالة وأبي يقرأها !!! تبا له كيف كان يمتلك تلك الجرأة !! لقد كان يهدد أبي بأنه إن أنجب منها ذرية سوف يقتله !! هل لك أن تتخيلي ذلك يا جولي؟ هل يمكنك وضع نفسك مكاني وعيش ما أعيشه؟ هل تستطيعين؟. "

فرساي العظيمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن