الفصل الثالث و العشرين

15.5K 912 105
                                    

= خلاص بقى أنا شبعت....

خرجت تلك الكلمات من فم نڨين بحنق على سعد الذي يطعمها و كأنها ابنته الصغيرة...

مر سبعة أشهر على عمليتها عاشتهم بين الجلسات و الأدوية و حنان سعد عليها.....

يرفض وجود أي ممرضة لمساعدتها فهو يفعل كل شيء تأكل بيده و تدلف الحمام و هو يحملها بين يده...

تنام على صوته العذب بقراءة كتاب الله لدرجة إنهم حفظوا معا أكثر من جزء...

حرب حياة أو موت يعيشها معها بأدق التفاصيل تستيقظ يوميا على همسه العاشق...

كلماته البسيطة تدغدغ مشاعرها تبث بداخلها ثقة أنها مازالت امرأة و جميلة في نظر زوجها...

ابتسم على ملامحها الطفولية هي بالفعل ابنته الصغيرة التي يتعلم معها كل شيء...

بتلك المدة علم أن ما حدث لهم لم يكن عقاب بل هو باب فتح الله له حتى يدلف لحياتها من جديد....

رفع يده يزيل بقايا الطعام من ثغرها الرائع.... لا يعرف كيف أن سعد الدميري لم يقترب من امرأة طوال الأشهر الماضية....

تأكد أن الحب هو الاكتفاء بحبيبك مهما كان ...تعشقه بكل عيوبه قبل مميزاته...

أردف بغضب مصطنع...

=نيفو كده غلط الطبق لازم يخلص كله عشان هجيبلك ايس كريم من ورا الدكتور النهارده...

إبتسمت بسعادة طفلة حقيقية نڨين القوية اختفت و لم يعد لها وجود....

كانت ترتدي قناع القوة لأنها عاشت بأب متوفي و دون أشقاء رجال....

الآن أختفي كل هذا فهي امرأة كاملة الأنوثة تشعر بأمان لا يمكن وصفه من مجرد وجوده معها بمكان واحد...

فتحت فمها تستقبل الطعام بكل صدر رحب منتظرة هديته لها...

أنهت من طعامها ليقول هو بمرح جديد عليه....

= ياختي على القمر اللي خلص أكله كله يا ناس... يلا بقى عشان معاد العلاج...

اختفت إبتسامتها و نظرت إليه بحذر ...الماكر يكذب عليها...

أردفت بغضب...

= سعد انت كنت بتضحك عليا فين الايس كريم؟!....

قهقه بسماجة حمقاء صدقت أنه سيفعل شيء دون إذن الطبيب...

وضع الدواء بين شفتيها بشكل مفاجيء مردفا...

= طيب ده شكل واحد ممكن يقول كلمة و ينفذها انتي غبية يا نيفو و الا إيه؟!..

ألقت نفسها بداخل صدره فهي لا ترتاح إلا بين حنايا صدره....

ضمها إليه أكثر و بدأ يتنفس عطرها الشهي يريد أن يداخلها بين ضلوعه ليؤكد لنفسه انها معه و بين يده....

قلب القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن