الفصل الثالث عشر

16.1K 762 57
                                    

دلفت للمطبخ لتجد أماني تجلس شارده نظرت إليها بشفقة فهي الوحيدة التي تشعر بقله حيلتها...

زوجات سعد منهم الظالم و المظلوم رحاب كانت عبدة للمال و صباح عاشقة لسعد مثل المجنونة...

أما اماني رضيت بالأمر الواقع تعيش جسد بلا روح لا يفرق معها سعد و لا اي شيء فهي بالنسبة لنفسها بقايا إمرأة...

جلست نيڨين بالمقعد المقابل لها و على وجهها ابتسامة صافية....

انتبهت لها أماني و أردفت بتعجب و قلق...

= مالك يا نڨين لسه تعبانة؟!...

السؤال الوحيد برأسها مخلوقة من أي نوع تلك الأماني الحنونة...

تتحدث معها بكل هدوء و خوف عليها و لا كأنها غريمتها...

اردفت نڨين بابتسامتها المعتادة...

= أنا كويسة... بس انتي إزاي كده؟!. رحاب كانت بتكرهني و صباح بتتكلم معايا بالعافية انتي خايفة و قلقانة عليا مع اني المفروض عدوتك..

تنهيدة حارة خرجت من أماني و هي تحاول بقدر المستطاع السيطرة على دموعها و نظرة الكسرة و الانهيار بداخل عينيها...

قامت من مكانها و هي تفرك بيديها لا تعلم اهو من التوتر أو من نيران قلبها....

القدر وضعها بداخل حياة بائسة و أخطاء أوقعت بها بداخل الجحيم....

بدأت بالحديث بصوت مجروح..

= عشان انتي مش عدوة ليا انتي باب النور اللي اتفتح لسعد عشان يطلع من الضلمة اللي كان عايش فيها... أنا حياتي دي عقاب ليا عشان كدبت عليه و انا مستحيل اخلف و شايلة الرحم بس ماقلتش ده لسعد.... هو كان عايز يخلف مني و لما اتجوز بعدي و انا سكتت و اللي بعدي سكتت بقى الموضوع عادي......

أزالت تلك الدمعة الساخنة التي سقطت منها أثناء الحديث...

نظرت لنڨين بابتسامة محبة و أكملت حديثها....

= انتي الوحيدة اللي محطش ليكي منع حمل انتي الوحيدة اللي قالك بحبك ده محصلش مع أي واحدة تانية....
أنتي قولتي لا انتي خلتيه يعترف انه غلط.... أنا باحترمك و مش ضد أي قرار ليكي...

ابتسمت لها نڨين باحترام و محبة لتلك السيدة الحنونة ثم اتسعت ابتسامتها بخبث قائلة...

= هو ايه اكتر حاجه بيكرها سعد؟!....

في المساء دلف سعد للبيت بارهاق شديد من ذلك اليوم الشاق...

إشتاق لها بدرجة كبيرة لا يعلم لما لم يراها بأول طريقه؟!

لو بيده لجعل الماضي مجرد حلم و بدأ حياته معها بدون جروح أو معاناة...

ابتسم بتلقائية و هو يتذكر شهر عسلهم و كيف كانت ناعمة و رقيقة...

قلب القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن