الفصل الرابع و العشرين

14.6K 863 101
                                    

= عفريت يا نهار اسود انصرف انصرف لا تأذينا و لا نأذيك...

خرجت تلك الكلمات من فم السيدة أمل و هي تنظر لذلك الضخم الذي يقف خلفها بإبتسامة جذابة...

رجل مستحيل أن يكون من البشر يقف في منتصف غرفة ابنتها و كأنها غرفته...

كيف دلف أو من أين؟!.. لا تعلم.. التفسير الوحيد لديها انه من الجان...

ضمت أسماء إليها برعب معتقدة أن هذا الجني من أذى ابنتها...

أخذت تنظر له تارة و لأسماء الجامدة بجوارها تارة  أخرى...

أما سنمار تابع رد فعلها بصمت شديد إلى أن اردفت بتلك الكلمات و لأول مرة يضحك السلطان سنمار من أعماق قلبه دون خوف على عرشه أو مركزه...

لا يصدق ان السلطان سنمار جني في عين أحدهم.......

توقف عن الضحك على صوت صريخ تلك السيدة المجنونة كما لقبها...

أشار لها باصبعه قائلا بخبث...

= بس يا حماتي اسكتي و انا أقول سوما طالعة من غير مخ لمين... هو المرحوم مات من شوية..

توقفت عن الصريخ و أخذت تقترب منه شيئا  فشيئا تريد التأكد من أنه إنسان مثلهم....

وضعت يدها على صدره لتجده إنسان بالفعل لحم و دم...

لم تتحمل الصمود أكثر من ذلك هذا الكائن الفضائي الغريب وجوده يرعبها...

نظرت لسوما لتجدها شاردة و كأنها بمكان آخر غير مستوعبة ما يحدث و ألقت عليه نظرة أخيرة قبل أن تسقط فاقدة الوعي بسبب يده التي وضعت أسفل عنقها....

هنا فاقت سوما بفزع و لهفة على والدتها  مجنون ماذا فعل؟!...

لم يفعل لها أي اعتبار و حمل السيدة أمل و وضعها على الفراش...

ثم بدأ في الاقتراب من الأخرى بملامح أقل ما يقال عنها قاتلة...

عادت للخلف بتلقائية مهما حاولت لن تستطيع إخفاء خوفها منه...

شهقت برعب عندما وجدت نفسها تجلس على قدمه بجوار والدتها على الفراش...

رفعت عينيها داخل عيناه لأول مره منذ دلوفه للغرفة...

بدأت تتوه بداخلها سبعة أشهر من الحرمان و الاشتياق...

اشتاقت له لابتسامته نظرة عينيه الساحرة رائحة عطره الشهية...

لا تصدق انها من نظرة واحدة منه ساب جسدها مستسلم له بكل غباء.....

كان يفكر بطريقة جيدة لعقابها فهي تخطت كل الحدود الموضوعة لها...

لا يعرف كيف نسي كل شيء و تذكر فقط أن حبيبته بين يديه...

أخذت يده تتجول على ظهرها يقربها منه أكثر و أكثر...

قلب القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن