خفايا الماضي
عاد ظافر إلى القصر ليلًا.. حاملًا بيده الترياق، محاولًا طمأنة قلبه بأن كل شيء سيمر بسلام، دخل غرفة خاصة به بجوار باب القصر وكان على ثقةٍ أن سهر لن تأتي إليه في حضور شاهين.
جلس في فراشه محاولًا أن يغفو قليلًا ولكن القلق وكثرة التفكير كان يطارد عقله بقسوة، حدث نفسه قائلًا:
(نــــم لعــــــــل النــــــــوم يأخــــــذك إلى مــــــا تشتهيــــــه، بعيـــــدًا عن مــــــــرارة الواقـــع... فمهـمــــا كـــــان قــــدري مــؤلمًـــا، يبقـــى أمـــلي فـــي حلـــمٍ جميـــلٍ بــــأن القــــادم سيــــصبح أجمـــــل ما دام القلـــب مطمئنًا يحســــن الظــــن بربـــــه الكريـــــم).
بعد صراعٍ دام للحظات مع عقله غفت عيناه قليلًا ليستيقظ على صوت صرير الباب وصوت أقدام تسير بخفة بجواره... فالتفت في فزعٍ قائلًا:
- سهر! ماذا تفعلين؟ وزوجك.....................
لتقاطعه ضربةٌ قويةٌ بعصًا خشبية تهوي على رأسه فيسقط من فوق فراشه ممسكًا بها؛ فلم تكُن العصا كبيرةً حتى تستطيع إيذاءه..
- أتريد قتلي أيها المخادع... دعني.. دعني... سأقتلك أنا الآن.............."
قيدها ظافر وهي تقول تلك الكلمات محاولةً الإفلات من بين يديه...، ثم رفعت شعرها من على وجهها فصرخ ظافر ولمعت عيناه قائلا:
- بتــــــــــــــــــــــول!.... أيعقل؟!.......... بتول أنتِ..............
قاطعته بضربةٍ أخرى فأمسك بها بكلتا يديه قائلًا:
- هاهاهاها..... إهدئي يا صاحبة اليد الضعيفة.. اضربي بقوة وبشيء حاد بعد ذلك..
صرخت بتول:
- اتركني أيها المخادع.. سأنتقم منك.. بل منكم جميعًا.. تعمل لدى شاهين، وسيدة القصر جعلتك تتبعني لتقتلني.. ظننتها هي أيضًا تساعدني ولكن الجميع ضدي.. لم يعد أحد معي.. الجميع كالذئاب يتربصون لي.... دعني... سأقتلكم.
ضحك ظافر مرة أخرى وكاد يطير من السعادة عند رؤيتها سالمة أمامه، فكم كان مشتاقًا لهذا اللقاء -ولكن ليس على هذا النحو-.. لكن لا بأس.. المهم أنها بين يديه الآن.
أدارها بكلتا يديه لتصبح مواجهةً له ممسكًا بها من كتفها بقوة حتى لا تتحرك، أخذت تصرخ في وجهه:
- دعني.. لترى ماذا ستفعل تلك الفتاة الضعيفة بكم.
نظر ظافر إلى عينيها نظرة المشتاق إلى حبيبه العائد بعد غيابٍ طويل، كاد أن يضمها لصدره بقوةٍ، ولكنه يخشى من غضبها.
همس في أذنها وهو يستنشق عبيرها الذي افتقده:
- صــــــــهٍ....... بتول اهدئي قليلًا حتى لا يسمعكِ أحدهم ويقبضون عليكِ.. فالجميع يبحث عنكِ.
ضحكت بتول بسخريةٍ:
- حيلة جديدة أيها الفارس... وكأنك تخشى عليّ.. أم تريد تسليمي بيديك؟!
- لماذا عدتِ إلى هنا؟! ألا تعلمين بالخطر الذي يحاصركِ؟! لستِ بأمانٍ هنا يا بتول... هيا معي بسرعة.
جذبها من يدها خارج القصر وكانت تحاول الفرار منه ولكنه أحكم قبضته عليها. صعد بها على ظهر فرسه وركض مبتعدًا عن القصر حتى وصل إلى مكانٍ ليس به أحد، وسط أشجار يستطيع التخفي بينها.
كانت بتول مندهشةً لرد فعله هذا... فكيف يعمل لديهم!!... وفي الوقت نفسه يبعدها!
- لا أفهم ما تنوي فعله... لكن لا أثق بك أبدًا.. فمن حاول قتلي بالطبع هو عدوي الأول.
- اجلسي هنا يا بتول... واطمئني.. أقسم أنني لستُ كما تظنين... سأخبركِ بكل شيء ولكن اهدئي قليلًا حتى أستطيع توضيح ما حدث.
أنت تقرأ
رواية برهوت / للكاتبة سارة خميس
Terrorيجب أولًا أن تكون على يقينٍ أن هناك مخلوقات أخرى تشاركنا الحياة.. قد لا نراها.. قد تظهر للبعض أحيانًا.. قد تعيش في منازلَ وأماكنَ مهجورة.. أو أن يكون موطنها الأصلي في (الربـــــــــــع الخالـــــــــــــي) تلك الرواية تحوي بين صفحاتها أساطيرَ ومعلوم...