الجزء الحادي عشر

22 4 0
                                    

التحدي الأعظم
عاد ظافر في اليوم التالي إلى (كهف الكهنة الأبيض) فكان لا يعلم ماذا سيفعل بعد ذلك وماذا سيفعل بكتاب العزيف الذي حصل عليه أخيرًا.
دخل على والده يلهث من التعب فلم ينعم بالراحة ساعة واحدة.
فزع كبير الكهنة (بسطام) حينما رآه وأسرع باحتضانه وتهدئته ثم نظر إلى يديه مذهولًا قائلًا:
- ما هذا يا ظافر؟! (مخطوط العزيف)؟!! أين كنت؟!! كيف عثرت عليه؟!....
لم ينطق ظافر بكلمةٍ.. ذهب إلى فراشه واستلقى عليه لينعم بقسطٍ من الراحة..
تركه والده واجتمع ببقية الكهنة مدركًا أن هناك أمرًا عظيمًا حدث مع ولده ظافر.

بعد عدة ساعات كان ظافر يغط في نومٍ عميق، وفجأةً استيقظ باحثًا عن المخطوط حوله، ثم أسرع إلى أبيه ليطمئن أن كل ما حدث لم يكن مجرد كابوس استيقظ منه.. وما إن دخل على والده... وجده ممسكًا بالعزيف بين يديه حتى اطمئن أنه لم يكن حلمًا.
جلس أمام والده وبقية الكهنة وقص عليهم كل ما حدث في (كهف برهوت)...
صاح الجميع مباركين إياه ومهللين له على شجاعته وانتصاره على إبليس بدهائه الذي لم يتوقعوه.
ربت والده على كتفه قائلًا:
- فخورٌ بك يا ظافر، كنتَ شجاعًا أكثر من اللازم ولم أشك بقدرتك ولو للحظة ولكن القادم أسوأ فقد تحديت الشيطان نفسه ولن يتركك تفلت بفعلتك حتى ننتصر نحن عليه.
نظر إليه ظافر مبتسمًا وقال بهدوء:
- سننتصر بإذن الله يا أبي، لكن يجب أن أعثر على بتول بأي وسيلة، لكنها اختفت تمامًا حتى إني ذهبت إلى باهلة ولم أجدها هناك، لن يكتمل شيء من دونها.
- أعلم يا ظافر، نحن في حاجةٍ ماسةٍ لوجودها فلقد اقترب الموعد ويجب أن نتأهب لمواجهة الحظرد والشيطان معًا... انظر إلى هذا المخطوط فهناك أمرٌ عجيبٌ، لقد تكهن الحظرد بأمر نفيه وعودته مرة أخرى، انظر ماذا كتب هنا...

قرأ ظافر ما كتبه الحظرد من قبل في مخطوطه قائلًا:

لـيْـلًا يَـجـوسُ وعَــزْفُ جِـنٍّ يُـبْـعِــدُ

هـيهـاتَ: يَعــرفُ أو يـمـوتُ الـحَـظـرَدُ

مجـنـونُ مَـنْ لا تُـرجـمــانَ سـواهُ عـنْ

طـُـلسْـمِـهـا، والـتُّـرجـمـانُ هـنـا غَــدُ

وهـنـاكَ مـاضٍ ما مـضىَ بـل شـاعــرٌ

في هـتْــكِ سِـــرِّ الـخـافـيـات لَــهُ يَــدُ

مـا بَـيْـنَ ذيّـاكَ الـهُــنـاكَ وهــا هـنـا

حَـجَـرٌ يـقـولُ: أنـا الـدفـيـنُ الـفـرْقــدُ

فـضّــًا لأخـتــامٍ تَـنــامُ بـكـهـفـهــا

ولـنشـر مـا تَحـوي اشـرأبَّ الـمَـقـصَـدُ

فـتَـجَـشّـمَ الـمـجـنـونُ بـطـشَ عـصـابـة

نـكـراءَ تَـخـشـى أن يَـجـيءَ مُـفَــنــِّــدُ

يا مَـن قـصـيـدتُـهُ الـوحـيــدةُ: إنّـهُ

رواية برهوت / للكاتبة سارة خميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن