الجزء الرابع عشر

23 4 0
                                    

وقفت سهر تصرخ داخل الكهف الأبيض:
- أين همــــــــــــا؟! كيف ذهبــــــــــــا بتلك السرعة؟!! من أخبرهم بقدومنا فأسرعوا في نفس اللحظة.
صاح مكرب بغضب:
- بالتأكيد زوجك الغبي شاهين، استرق السمع لنا وعندما علم بأمر بتول وقتلها سبقنا وأخبرهم.
- لا يا مكرب... غير منطقي.. الوصول إلى هنا يحتاج يومًا كاملًا.. وإن سبقنا يسبقنا بخطوات، وإن حدث ذلك بالفعل لوجدناهم بأي مكان قريب.. لقد قام الحرس بتفتيش كل مكان حول الكهف ولم يجدوا لهم أي أثر.. ونحن في وضح النهار وفي قلب الصحراء فلا يوجد شيء ما يختبئون خلفه... كيف فعلوها وإلى أين قد ذهبوا؟ مكرب، حاول استخدام أي تعويذة أو طلاسم أو صلاة تمكننا من معرفة أي شيء...
- هاهاهاها.... لا شيء له قيمة الآن يا سهر... الملك مكرب أصبح مجرد رجل عادي صاحب بنية ضخمة ليس إلا...
- يا ويلي يا مكرب لقد أصبحت أيضًا بلا عقل يفكر أخي العزيز...
- حسنًا تركت الذكاء والدهاء لكِ أختي الغالية المتسببة في كل ما نحن فيه الآن.
- لقد ذكرت من قبل أن بعلزبول سيقوم باستحضار الحظرد في الموعد المحتوم...
- نعم سيفعل ذلك.
- والنبوءة تقول إن المخلص يستطيع دفنه مرة أخرى في اليوم المحتوم عند البلوغ التام...
- نعم هو كذلك... ماذا بعد؟!
- الموعد المحتوم بالنسبة للشيطان هو عند وهج النجوم واكتمال القمر في يوم ساكن.. أما موعد النبوءة واليوم المحتوم عند البلوغ التام هو يوم مولد بتول وتيماء..
صاح مكرب:
- وما علاقة هذا بذاك أيتها البلهاء؟!
- لا تصرح بوجهي يا مكرب... لم تعد قويًّا لتفعل ذلك وأهابك كالماضي... حسنا سامحني على صياحي فيك ولكن افهمني.. بعد ثلاثة أيام ستكمل كل من بتول وتيماء الحادية والعشرين وهذا يوم البلوغ التام الذي من المفترض أن يُقتل به عبدول.... واليوم يا مكرب هو يوم وهج النجوم واكتمال القمر الذي كان سيتحتم فيه وجود تيماء لعودة جدها الحظرد.

- معكِ حق يا سهر.. والشيطان لا يحتاج إلى تيماء حتى يعيده فهو من قام بنفيه..
- بل يحتاج إليها يا مكرب.. سيكوّن بها اتحادًا قويًّا لشيء مفزع يدمر به العالم، نسل الشيطان والشيطان يد واحدة.. لك أن تتخيل....
- حسنا ماذا سنفعل الآن إن لم ننتقم من كهنة الكهف الأبيض ونقتل بتول؟!
- يا غبي.. هم على علم بكل تلك الأمور.. والجميع الآن هناك في بئر برهوت.. سيحاولون الحول بين الشيطان والحظرد وحماية بتول وظافر... هيا بنا بسرعة إلى هناك قبل أن يفوتنا الحدث الأعظم.
ركض سهر ومكرب ومعهم الحرس إلى بئر برهوت لحضور واقعة عودة الشيطان (عبد الله الحظرد) والقضاء على بتول وكل القوى المضادة لكسب رضاء الشيطان مرة أخرى.
***

رواية برهوت / للكاتبة سارة خميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن