~اليومُ التّاسعُ و العشرون~
داهمَتْني أعراضُ النّوبةِ عند الفجر ، و أخذَتْني في رحلةِ الذّاكرةِ إلى يومِ رسبْتُ لأوّلِ مرّةٍ في امتحانٍ عمليٍّ في الجامعة ، كُنْتُ قَدْ غضبْتُ على البروفيسور لينكولن كثيراً ، و لكنَّني ما أظهرْتُ له غضبي في الحصّة ، و إنّما تركتُ الانتقامَ حتّى أخطأ في طرحِ معلومةٍ و صحَّحْتُها له أمامَ جميعِ الطّلبة ، و أخفيتُ في طيِّ تصحيحها ضحكةً ساخرةً مستخفّة ، تسبَّبَتْ في ملاسنةٍ حادّةٍ بيني و بينه ، و انتهَتْ برسوبي في الامتحان.
لم تطلِ المشكلةُ في ذلك الوقت ، إذ تدخّلَ فيها البروفيسور جيرو و قرّبَ وجهاتِ النّظرِ بيننا بصفته مسؤولاً عنّي أمام الإدارة ، و لكي يتخلّصَ لينكولن من تعليمي قرّرَ مساعدتي على النّجاحِ في الامتحانِ التّالي.
ذكرياتٌ غريبة ، كانَ كلُّ شيءٍ وقتَ كونِها حقيقةً مثاليّاً ، بَيْدَ أنَّني قَدْ كُنْتُ مسيئةً لبعضِ النّاس ، و متعاليةً على أكثرِهم.
.
.اعتدلْتُ في جلستي ، و تناولْتُ هاتفي من قربِ السّريرِ أتحقّقُ منه ، كانَتِ السّاعةُ قَدْ تجاوزَتِ الثّامنة ، و لوحةُ الإشعاراتِ فارغة.
تركْتُ أوليفيه يغادرُ باكراً يومَ البارحةِ إذ كانَ لديه عمليّةٌ في التّاسعةِ مساءً ، الأمرُ غريبٌ نوعاً ما على إدارةِ المستشفى ، لكنَّ الخنزيرَ الجديدَ لا يعجبُ عنه خبر.
على سائرِ الأحوال ، لم أرد أن يبقى إلى قُربِي أكثر ، فَقَدْ قيّدَ وجودُه حريَّتي إلى حدٍّ كبير ، كما قَدْ خشيتُ أن يعرفَ شيئاً عن وضعي الصّحّيّ ، و يقومَ بما يتعارضُ مع أهدافي.
فتحْتُ خانةَ سيهون من الرّسائلِ فجأة ، لم أجد منه بادرةَ تواصلٍ واحدة ، و أشعرُ برغبةٍ في محادثتِه لا أعرفُ مسبّباتِها ، على إثرِها بدأتُ حديثاً جديداً'صباح الخير ، كيف حالُك؟'
حدَّقْتُ في الهاتفِ بضعاً من الوقتِ حتّى استفقْتُ لما فعلْت ، و حذفْتُ الرّسالةَ قبلَما أجابَ عليها ، ماذا فعلْتُ بحقِّ نفسي يا ربّي!؟
'رأيتُها'
أغمضْتُ عينيّ و ازدردْتُ ريقي ، أحسستُ بأنَّني ارتكبْتُ واحداً من الأخطاءِ في حقِّ مكانتي و كرامتي ، لكنَّني هوّنْتُ الأمرَ على نفسي ، فهذه الرّسائلُ لن يراها غيرُه ، و أنا سأموتُ قريباً على أيّةِ حال.
تنهّدْتُ أفكّرُ في مهربٍ ممّا وضعْتُ نفسي فيه ، و آن وجدْتُ واحداً أحسستُ بارتياحِ تنفُّسي'بالخطأ ، لم تكن لك'
'لمن إذاً؟'
'لا علاقةَ لك ،
ألم تكن قادماً؟''ما زلت'
أنت تقرأ
أربعٌ وَ عِشرُون
Fanfictionمتوقّفة مُؤّقتاً أمامي أربعٌ و عشرون لأندمَ كما ينبغي ، أربعٌ و عشرون لأحلمَ كما أشتهي ، أربعٌ و عشرون لأُفاجَأَ حتى أكتفي و أربعٌ و عشرون لأستسلم.. أربعٌ و عشرون لأعيش .... الطّبيبةُ دارسي مارتن ، في مواجهةِ واقعِها و...